رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فواز العجمى يكتب:ثورة تيتي.. تيتي!!

فواز العجمي
فواز العجمي

في مقال سابق لي كتبته بجريدة الشرق وتحت عنوان "مبارك في إجازة مرضية"، ذكرت أن ثورة 25 يناير لم تنتصر بعد وأن فرص انتصارها محفوفة بالمخاطر، واستشهدت بشهادة رئيس المجلس العسكري الأعلى السيد طنطاوي عندما ذكر في شهادته أن الرئيس المخلوع مبارك لم يطلب منه استخدام السلاح ضد الثوار وأشرت أيضاً في ذلك المقال إلى أن طنطاوي شريك للرئيس المخلوع، فهو وزير دفاعه وكذلك أعضاء المجلس العسكري الحاكم.

ولعل أهم ما جاء في مقالي السابق هو اعتقادي أن الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تستطع الوقوف أمام المد الثوري لثورة 25 يناير والعمل على دعم ومساندة حليفها حسني مبارك بدأت تبحث عن بديل آخر وعن أسلوب حكم يحافظ على مصالحها دون أن تصطدم بشباب الثورة أو أن تدفع الجيش لصدام مع الثوار لأنها بذلك ستخسر حتماً، لهذا لجأت الوفود الأمريكية المتعاقبة على زيارة مصر بعد الثورة إلى البحث والترتيب عن من لا يفقدها مصالحها ويعرض معاهدة كامب-ديفيد للمراجعة أو الإلغاء.
وذكرت أيضاً أن الإدارة الأمريكية ستحاول نقل نظام الحكم الباكستاني إلى مصر، بمعنى أنها ستدفع بالاخوان المسلمين للسلطة التشريعية وستأتي بحاكم عسكري لمصر وبهذا الحكم ستحافظ على مصالحها ومصالح حليفها العدو الصهيوني، لأنها ستتعامل مع هؤلاء العسكر لأنهم أصحاب القرار بينما أعضاء البرلمان سوف يكونون مثل "فقاعة صابون" تماماً كما هو الحكم في باكستان لهذا رحبت الإدارة الأمريكية بوصول الاخوان المسلمين للبرلمان على أمل وصول حاكم عسكري إلى سدة الحكم.
بالأمس وبعد انتهاء المرحلة الأولى من انتخابات الرئاسة المصرية برزت مثل هذه الصورة التي خططت لها الإدارة الأمريكية عندما فاز الفريق أحمد شفيق وينافسه في مرحلة الإعادة مرشح الاخوان المسلمين مرسي.
فلو تأملنا بهذه النتيجة لوجدنا أنها تحضر لنظام "باكستاني" تماماً يحكم فيه العسكر و"يجعجع" به البرلمان وهذا ما خططت له الإدارة الأمريكية.
يضاف إلى ذلك أن الفائزين بجولة الإعادة شفيق ومرسي هما وجهان لعملة واحدة لنظام الرئيس المخلوع فالأول كان رئيساً للوزراء والثاني كان متعاونا مع النظام.
بينما الثالث وهو المرشح حمدين صباحي كان روح ووجدان وضمير ثورة 25 يناير وهذا ما أكده الشعب المصري عندما صوت له بغالبية ساحقة أذهلت الجميع مما يؤكد على عروبة شعب مصر وقوميته العربية لأن صباحي يمثل الفكر القومي العربي بعمقه الإسلامي ويمثل الوحدة الوطنية المصرية ويحلم معه حلم الأمة العربية.
وبما أن مرشح ثورة 25 يناير السيد حمدين صباحي سيغيب عن جولة الإعادة، فهذا يعني أن المنافسة ستكون بين ممثل النظام المخلوع أحمد شفيق وممثل الاخوان المسلمين المتعاون مع هذا النظام المخلوع مرسي وهذا يعني أيضاً أن دماء شهداء الثورة ذهبت سدى وأن جرحى الثورة ستبقى مفتوحة وان الفساد سيعود وان الإدارة الأمريكية ستقرر مستقبل مصر وان العدو الصهيوني سيبقى حليفا للنظام القادم وان النظام القادم سيبقى تابعا للادارة الأمريكية وداعما ومساندا للعدو الصهيوني وهذا يشير إلى أن ثورة 25 يناير قد سرقت او اختطفت وان النظام المخلوع سيعود بوجوه جديدة وان "ثورة 25 يناير .. تيتي.. تيتي مثل ما رحتي.. مثل ما جيتي"!!

نقلا عن صحيفة الشرق القطرية