رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طارق الحميد يكتب:هل بدأ تحجيم «الإخوان» بمصر؟

طارق الحميد
طارق الحميد

أكتب هذا المقال والمؤشرات بمصر تقول إن مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي قد ضمن دخول جولة الإعادة الانتخابية الرئاسية، بينما هناك تنافس بين الفريق أحمد شفيق، الذي يحل ثانيا، والسيد حمدين صباحي الذي يحل ثالثا، وهذا التصنيف حتى كتابة المقال، وقد تتغير الأمور ويكون صباحي هو الثاني، وبالتالي تصبح الإعادة بينه وبين مرشح الإخوان.

هذه النتائج تقول إن شريحة عريضة من المجتمع المصري قد قررت تحجيم الإخوان المسلمين، بدافع الخوف من الدولة الدينية، وكذلك السيطرة الإخوانية - السلفية على البرلمان المصري، وبالطبع المواقف الإخوانية المفزعة لشرائح مصرية كبيرة حيال كتابة الدستور المصري الجديد، وهذه أمور لا يمكن الاستهانة بها، فإذا فاز الإخوان برئاسة مصر فهذا لا يعني أن مصر ستكون دولة دينية، بل ستكون الدولة الإخوانية المصرية، ومن هنا فإن نتائج الانتخابات المصرية الرئاسية الأولية تقول إن أكبر الخاسرين الحقيقيين في هذه الانتخابات، حتى الآن، هم الإخوان المصريون. فبحسب المعلن أن نسبة المشاركة في الانتخابات المصرية الرئاسية هي خمسون في المائة ممن لهم حق التصويت، وهم خمسون مليون مصري، وهذا يعني أن من قاموا بالاقتراع هم خمسة وعشرون مليون مصري تقريبا، وبالطبع لم يستطع مرشح الإخوان المسلمين الفوز بالجولة الأولى، أي أن مرشح الإخوان لم يستطع تحقيق خمسين في المائة من أصوات نصف الناخبين المصريين، وهذا عكس ما فعله الإخوان بالانتخابات البرلمانية الخاصة بمجلسي الشعب والشورى.
وعليه، فمن الواضح أن هناك نوعا من الانتفاضة بالمجتمع المصري ضد الإخوان، حيث يظهر اليوم، ومن خلال النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية، أن الإخوان باتوا لا يمثلون أكثر من عشرين إلى خمسة وعشرين في المائة من المجتمع المصري، وهذا يعد بمثابة الهزيمة للإخوان، وبفترة قصيرة، وتحديدا منذ رحيل الرئيس مبارك وحتى اليوم.
وهذا مؤشر مهم جدا، خصوصا أنه في آخر أيام مبارك، ومطلع الثورة المصرية، كان كثر جدا يرفضون انتقاد الإخوان المسلمين، بل كان يقال كفاية حديثا عن «فزاعة الإخوان»، لكن ما يحدث اليوم يثبت أن الإخوان فزاعة حقيقية، ليس في المنطقة، بل في مصر تحديدا، وأبسط مثال هنا أن مرشح الإخوان الحالي هو «احتياط»، وبرنامجه الانتخابي خاص بخيرت الشاطر، مما يوحي بأن المرشح الإخواني ليس شخصية مستقلة، بل هو مرشح «المرشد»، والكتلة، وليس شخصية سياسية اعتبارية! وما سبق يعتبر بالطبع خسارة للإخوان المسلمين في مصر، وهي خسارة تسبب بها الإخوان أنفسهم، لأنهم كشفوا عن نيات دفعت الجميع للارتياب منهم، خوفا بالطبع على مستقبل مصر. ولذا، فإذا كان الإخوان المسلمون في مصر يعتقدون بأن تأهل مرشحهم إلى الإعادة هو انتصار لهم، فإنه لا شك نصر بطعم الهزيمة، حيث إن شريحة مصرية عريضة اليوم، ومن دون تأثير نظام مبارك الذي خرج من اللعبة، باتت ضدهم، ويا لها من مفارقة بالطبع، حيث إن المصريين لم ينقموا على مبارك بثورة إلا بعد ثلاثين عاما، بينما ينقمون اليوم على الإخوان بعد قرابة أقل من عام على الانتخابات البرلمانية المصرية!
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط