رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مغازى البدراوى يكتب:فليكن من يكون رئيساً لمصر

مغازي البدراوي
مغازي البدراوي

بعد ساعات معدودة سيعلن اسم رئيس مصر الجديد، أو بحد أدنى اسم الاثنين اللذين سيكون منهما الرئيس، وذلك بعد نحو عام ونصف، هي أطول فترة في تاريخ مصر تبقى فيها بدون حاكم فرد، وهذا أمر غير عادي بالمرة، فمنذ أن ظهرت هذه الدولة على الأرض وهي تُعرف بحاكمها الفرد، سواء فرعون أو ملك أو رئيس، وكان وما زال الحاكم الفرد في مصر هو مركز القرار، وهو الدولة بشعبها مجسدة في فرد، وهي الدولة الوحيدة في التاريخ التي جعلت من الحاكم إلهً في مصر القديمة.

لكن على ما يبدو فإن الرئيس القادم لمصر بعد أيام قليلة، سيكون بداية لعهد جديد تماما للحاكم في مصر لم تشهده من قبل، وهذا في حد ذاته أكبر إنجاز لثورة 25 يناير، فلأول مرة سيحكم مصر حاكم معروف ومحدد وقت رحيله عن الحكم، سواء بالحد الأدنى أربع سنوات أو الأقصى ثماني سنوات. ولا أعتقد أن من سيأتي في ظل الظروف الحالية سيبقى لدورتين، مهما كانت خبرته وشعبيته.
فمشاكل مصر الحالية ومخاض الثورة المستمر وغير المعروف متى سيتوقف، وكم الصراعات السياسية الهائلة على الساحة، تشير إلى أن الرئيس القادم في هذه الدورة بالتحديد، محكوم عليه بالفشل ولا سبيل أمامه لتحقيق أية إنجازات تذكر. وهذه ليست نظرة تشاؤمية، على العكس تماما، فأنا من أكثر المتفائلين والمستبشرين بالثورة المصرية، رغم ما مرت به مصر من ظروف صعبة وأحيانا مأساوية بعد الثورة.
وأيا كان الرئيس القادم، حتى لو كان من الفلول، أو حتى من التيارات الإسلامية "السياسية"، فالأمر لا يختلف عندي، وذلك لثقتي التامة بأن هذا ليس نهاية المطاف، وأنها كلها أمور مؤقتة، وأن الثورة المصرية التي أيقظت هذا الشعب من غيبوبة الثلاثة عقود القاتمة، لن تقهر، وأنها مستمرة، وأن مصر لن

تتراجع للوراء.
ويخدع نفسه ويجني عليها أيضا، من يتصور أنه يمكن التحايل أو الالتفاف حول هذه الثورة، سواء من داخل مصر أو خارجها، وأنا على يقين من أن هناك من تراودهم هذه التصورات والأحلام، لكني على يقين أيضا من أن أحلامهم ستنقلب عليهم كوابيس سوداء، عندما ينكشف أمرهم أمام الشعب الذي غيرته الثورة تماما.
مصر الآن، رغم كل مشاكلها، تعيش عهدا جديدا لم تشهده من قبل في تاريخها، فالشعب الخاضع الخنوع الذي كان يقدس الحاكم ويخشى بطشه ويفديه بالروح والدم ويتركه يُفسد وينهب ويسرق، هذا الشعب نفض خضوعه وخنوعه، وحطم أصنامه ونهض يغير واقعه المؤلم، بقلبه ولسانه ويده معا، ولن يعود هذا الشعب مرة ثانية للخضوع ولا للغيبوبة التي كان يهرب إليها من مشاكله التي أثقلت كاهله، ولن يخدعه بعد ذلك أي قناع يخفي خلفه كذبا ونفاقا ورياء، حتى لو كان قناع الدين الذي ارتداه البعض بعد الثورة فبدأ ينسحب عن وجوههم ويكشف حقيقتهم وكذبهم.
فليكن من يكون رئيسا لمصر، فلم تعد المرجعية في قصور الرئاسة ومؤسساتها وأحزابها ومعارضتها المستأنسة، بل باتت المرجعية للميادين والشوارع، ومن يراهن على غير ذلك يعرض نفسه للهلاك.

نقلا عن صحيفة البيان الاماراتية