رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحمد فودة يكتب:المصريون في الخارج والخريطة السياسية

أحمد فودة
أحمد فودة

جاءت نتيجة تصويت المصريين في الخارج مخالفة لكل ما روجت له وسائل الإعلام المصرية في استطلاعات الرأي التي أجرتها أو في برامج التحليل السياسي التي أذاعتها، والتي كانت جميعها تؤكد أن مرشحي الفلول أحمد شفيق وعمرو موسى في مقدمة السباق الرئاسي، وأن مرشح جماعة الإخوان المسلمين يتبوأ مرتبة متأخرة في هذا السباق.

فقد حقق محمد مرسي مرشح الجماعة، المرتبة الأولى في مجموع تصويت المصريين في الخارج بنسبة قاربت على الـ %40 من عدد الأصوات، وتلاه المرشح المستقل والمنشق عن الجماعة الدكتور أبو الفتوح بنسبة قاربت 28% ثم جاء تاليا حمدين صباحي. وجاء مرشحي الفلول في ترتيب متأخر وبعدد أصوات صغير نسبيا مقارنة بمتقدمي السباق.
والواقع أن تصويت المصريين في الخارج يأتي مطابقا لخريطة التصويت التي تحددت ملامحها في استفتاء التعديلات الدستورية الذي جرى في 19 مارس 2011 وتأكد مرة أخرى في انتخابات البرلمان بغرفتيه مجلس الشعب ومجلس الشورى في نهاية 2011، حينما حصل التيار الإسلامي بفصائله المختلفة على حوالي %75 في كلا التجربتين، في حين حصلت القوى السياسية الأخرى سواء تلك التي تتبع التيار العلماني بشقيه الليبرالي والاشتراكي أو تلك التي تتبع فلول النظام السابق على %25.
لكن وسائل الإعلام المصرية حاولت جاهدة تغيير هذه الخريطة التصويتية من خلال استطلاعات الرأي الوهمية التي قامت بتسويقها في الأيام الماضية بالتوازي مع برامج التحليل السياسي، وذلك من أجل خلق وعي جمعي زائف يضع مرشحي الفلول في مقدمة السباق الرئاسي.
وجاء ذلك في ظل حملة إعلامية شرسة ضد التيار الإسلامي بصفة عامة وجماعة الإخوان المسلمين بضفة خاصة، بعد أن غيرت الجماعة موقفها السابق الرافض لطرح مرشح لها في الانتخابات الرئاسية الذي اتخذته إبان الثورة وقبل تنحي الرئيس المخلوع بيوم واحد. واعتمدت هذه الحملة على مغالطات سياسية من قبيل أن الجماعة نقضت عهدها مع الشعب المصري ليس فقط في هذه المسألة، بل أيضا في مسألة النسبة التي حصلت عليها من مقاعد البرلمان. ورغم التوضيحات التي قدمتها الجماعة إلا أن الإعلام رفض قبولها واستمر في حملته، التي ضاعفها بعد خروج خيرت الشاطر المرشح الأساس للجماعة لأسباب قانونية ودخول محمد مرسي المرشح الاحتياطي الذي أكمل سباق الانتخابات.
لكن هذه الحملة الإعلامية الشرسة، وإن كانت أثرت سلبا وخصمت من رصيد الإخوان لدى الشارع المصري، إلا أن الجماعة استطاعت استعادة جزء كبير من شعبيتها بفضل الإمكانات التنظيمية الهائلة التي تملكها، والتي ظهرت واضحة في المؤتمرات الانتخابية التي نظمتها لمرشحها في كل محافظات مصر وكان يحضرها

عشرات الآلاف، بل في بعض الأحيان كانت تتحول إلى ما يشبه المليونيات التي كانت تميز ميدان التحرير في أيام الثورة وبعدها.
ووصل الأمر في اليوم الأخير للدعاية الانتخابية أن قامت بتنظيم 25 مؤتمرا انتخابيا في 25 محافظة مصرية في نفس التوقيت، وبنفس الحشود التي كانت تتم في المؤتمرات الفردية التي شهدتها هذه المحافظات.
ولم يتوقف الأمر عند القدرة الهائلة على الحشد، بل في الابتكار في طرق الدعاية الانتخابية، ما بين عمل سلسلة بشرية من أسوان جنوبا حتى الإسكندرية شمالا بطول 1200 كيلو متر مربع وهي السلسلة الأطول في العالم مما جعلها تدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية. وما بين الذهاب إلى المواطنين في كل مكان عبر حملة القرع على الأبواب لدعوة المواطنين داخل منازلهم، وكذلك الأمر بالنسبة للمصطافين الذين فوجئوا بسفينة تجوب شواطئ الإسكندرية تحمل صور محمد مرسي.
وقد حصلت حملة الدعاية لجماعة الإخوان على لقب أفضل حملة دعائية بناء على تصويت الشعب المصري، كما لقيت استحسانا من وسائل الإعلام الأجنبية، حيث أشارت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إلى اتساع نشاط حملة مرسي وقوة حجم المشاركة الشعبية. وأكدت الصحيفة أن هناك توقعات بفوز مرسي في الجولة الأولى بنسبة %60 من أصوات الناخبين.
هذه التوقعات التي أشارت إليها الصحيفة تزداد يوما بعد يوم، خاصة بعد ظهور نتائج تصويت المصريين في الخارج، لتؤكد أن رئيس مصر القادم سيكون إخوانيا أو على أسوأ الفروض سيكون من التيار الإسلامي إذا ما دخل مرسي وأبو الفتوح جولة الإعادة وفاز هذا الأخير. وهو ما يعني أن مرشحي الفلول ليس لهم نصيب في هذه الانتخابات، وأن دولتهم شارفت على الانتهاء.

نقلا عن صحيفة الشرق القطرية