أسامة غريب يكتب :مصر تنتخب.. دامعة العينين
الانتخابات الرئاسية التي تجري في مصر الآن هي أول انتخابات بعد سبعة آلاف عام عشناها دون ان نختار من يحكمنا، لذلك فان أي محاولة لتزييفها ستكون من ضمن أكثر الأفعال الجالبة للعنة في تاريخ البشرية.. لعنة الله ولعنة شعب مصر الذي لن يتردد في معاملة المزورين معاملة الصهاينة أثناء الحرب..
أي قتلهم.وبرغم سعادة الناس بالحدث الفريد فانه مما يجرح هذه السعادة وجود شخص مطلوب للعدالة بتهمة قتل الثوار وتهم أخرى مالية بين المرشحين، وكذلك وجود شماشرجي آخر من بطانة الملعون، وهما وجهان كنا نتمنى ألا نراهما ونحن نصنع مصر الجديدة.سوف يذكر التاريخ هذه الانتخابات التي وصلنا اليها في نهر من دماء أبنائنا المقتولين غدراً وغيلة برصاص الأعداء واخوتهم المصابين الذين قاسوا الأمرين ومازالوا من أجل العلاج الذي ضن عليهم به تلامذة مبارك الذين تولوا السلطة خلفاً له، بينما أودعوا القاتل العقور منتجعاً صحياً يلقى به كل الرعاية.ومن ضمن الأشياء التي سوف يحفظها التاريخ أيضاً أنه وبينما شعب مصر يأمل في وداع الماضي الأسود بكل سوءاته فان ما يسمى بمركز معلومات مجلس الوزراء قد أقدم على عمل مشين بكل معنى الكلمة تنفيذاً لتعليمات من لا ضمير ولا خلاق لهم، وذلك بفبركة استطلاع للرأي أعلنوا بعده تقدم المرشح أحمد شفيق وحصوله على المركز الأول في الاستطلاع.. قاموا بهذا دون ان يتحركوا خطوة واحدة خارج مكاتبهم ودون ان يستطلعوا رأي مواطن واحد من أجل التدليس على شعب مصر ومحاولة جمع أنصار لتلميذ مبارك الوفي!.. و أعتقد أنه بعد ان تظهر النتيجة وتتضح قيمة شفيق الحقيقية لدى شعب مصر يتعين تقديم العاملين بهذا المركز للمحاكمة بتهمة النصب والاحتيال وتبديد الأموال على الهلس والتضليل.نفس الأمر انطبق على مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية الذي لم يكف عن اخراج استطلاعات تشير تارة لتقدم عمر سليمان وتارة لتقدم عمرو موسى في محاولة فلولية مكشوفة لدعم نظام مبارك ومحاولة احيائه.وسوف يذكر التاريخ أيضاً ان يقظة المصريين هي التي منعت التزوير وليست أريحية وكرم السلطة الحاكمة، ذلك ان تلك السلطة لم تدخر جهداً في سبيل فرش الشوك في طريق الثورة وتلغيم جوانبه، وأستطيع
نقلا عن صحيفة الوطن الكويتية