عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خيرى منصور يكتب:فوز لا يقبل القسمة

خيري منصور
خيري منصور

لا أحد يعرف أو يحزر من الرئيس القادم لمصر، رغم وفرة الاستطلاعات والقرائن التي يصعب الركون إليها أو الاحتكام إلى مؤشراتها، فالرئيس هو أحد هؤلاء الثلاثة عشر مرشحاً، ما يجزم بالضرورة أن هناك “دستة” من المرشحين لن يفوز  أحدهم بالرئاسة، وما يدار الآن من سجال عن حظوظ المرشحين، يأتي أو يَرْشَحُ على الأقل من البورتريهات السياسية التي ترسم لهم على مدار الساعة، سواء في الصحف أو الفضائيات، وفي المقاهي أيضاً.

ومن أطرف التعليقات التي بثتها إحدى الفضائيات عن الرئيس القادم، ما قاله الفنان الكوميدي محمد صبحي الذي بالرغم من صداقته المعروفة مع د . سليم العوا، قال إن الرئيس القادم لمصر هو سيئ الحظ، وباللهجة المصرية “حظه مهبب”، ذلك أنّ التركة باهظة، وما ينتظر هذا الرئيس ينوء به فريق من الرؤساء وليس رئيساً واحداً، سواء تعلق الأمر بالاقتصاد وأزماته وفي مقدمتها البطالة، أو بالفراغ الأمني بعد أن تم تفكيك أجهزة الشرطة .

ومن الطرائف السياسية التي يتداولها المصريون اليوم، أن هناك من يدخلون إلى امتحان شهادة الثانوية العامة من دون أي تأهيل أو استعداد أو توقع للنجاح، من أجل الحصول على لقب راسب في الثانوية العامة .

إن حداثة التجربة وما يصاحبها من نجاح أو تعثّر، يجب ألا يصرفا الانتباه عن مُنْتج سياسي طازج، هو إشراك الناس جميعاً في هذا الشجن الوطني، بحيث أصبح المصري يراهن على جدوى صوته، رغم أن “فوبيا” التلاعب بالصناديق لاتزال تمارس نفوذها إلى حد ما، لأن من لدغ من الأفعى، كما يقال، يظل خائفاً حتى من ظل الحبل أو العصا .

وليس صحيحاً من الناحتين السيكولوجية والسياسية أن كل مرشحي الرئاسة واثقون من الفوز، ليس لأن ذلك مستحيل من الناحية المنطقية فقط، بل لأن المرشح أدرى من سواه بشعاب وتضاريس ناخبيه، لهذا يستبق بعض المرشحين الأقل حظاً وتوقعاً للفوز،

نتائج الانتخابات قائلين إنهم سوف يتقّبلون ما تفرزه الصناديق، ومنهم من يقول إنه لا يسعى إلى هذا المنصب أو حتى ما هو دونه، لكنه يسعى إلى تنفيذ برامج طالما حلم بها ومنها التعليم والصحة ومعالجة مشكلة البطالة .

ولأن التجربة جديدة إلى حد كبير فإن كل ما اقترن بها من مناظرات متلفزة بين المرشحين أو بين إعلاميين ومرشحين، كان أقرب إلى الشخصنة وكشف ملفات السيرة الذاتية والمواقف السابقة، بحيث أصبحت البرامج، رغم محوريتها، مهمشة في بعض الأحيان لمصلحة الاقتناص المتبادل للمواقف، وقد لا يكفي موسم انتخابي رئاسي واحد لتأهيل الناس، بحيث يَقْبلون ما تفرزه الصناديق دون تشكيك بنزاهة الانتخابات، لأن هناك أكثر من فوبيا واحدة تنامت في الذاكرة الشعبية وضاعف من نفوذها عقودٌ من الاستفتاءات البديلة للانتخابات واحتكار حزب واحد للسلطة، ليصبح تداولها محدداً بين اليد اليمنى لهذا الحزب واليد اليسرى، شأن معظم تجارب الحزب الواحد في العالم الثالث .

اثنا عشر مرشحاً لن يكون منهم الرئيس، لأن فرصة الفوز هي للثالث عشر لا من حيث ترتيب الأسماء في القوائم، بل لأن المطلوب من هذه التجربة هو فوز واحد لا يقبل القمسة على اثنين فكيف سيقبلها على ثلاثة عشر؟
نقلا عن صحيفة الخليج