رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جهاد الخازن يكتب : (... على أم الدنيا السلام)

بوابة الوفد الإلكترونية

القاسم المشترك في كل انتخابات عربية أن الخاسر ينسب خسارته الى التزوير، والجولة الأولى من انتخابات الرئاسة المصرية تجري غداً وبعد غد، وسنسمع عن التزوير خلال التصويت وبعده. في مصر القاسم المشترك الآخر بين المرشحين للرئاسة هو العداء لإسرائيل، فهم يختلفون في كل شيء، أو لا شيء، ويتفقون عليها.

لن أحاول التكهن باسم الفائز رغم ترجيحي أنه سيكون إسلامياً، ولكن أقول: «إن الإسلاميين المصريين (وليس كل الإسلاميين في كل بلد) غير ديموقراطيين، وقد قضيت أربعة أيام في القاهرة الأسبوع الماضي تركتني مع مزيد من القلق ازاء حكم فريق واحد».
الدكتور حسان أبو البخاري، المتحدث باسم التيار الإسلامي العام، قال: «إن الفصائل الثورية الإسلامية قررت النزول الى الشارع والثورة من جديد إذا فاز الفريق أحمد شفيق بالرئاسة، حتى من خلال انتخابات نزيهة من دون تزوير». وزاد: «لن نعترف أبداً به لأنه دخل الانتخابات دون سند قانوني أو دستوري مع أنه من كبار الفلول».
هذا الرجل يقول: «إنه يعرف ما لا يعرف قضاة لجنة الانتخابات».
محمد مرسي، رئيس حزب الحرية والعدالة ومرشح الإخوان المسلمين، قال أمام جامعة القاهرة: «القرآن دستورنا والرسول زعيمنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله غايتنا. قادرون على تطبيق الشريعة الإسلامية ولن نرضى بديلاً من الشريعة».
هذا كلام جميل جداً، إلا أنه يصلح لحلقة في مسجد وليس خطاباً سياسياً لمرشح بارز.
خطباء آخرون هاجموا الإعلام، والفنان وجدي العربي وصف الإعلاميين المصريين بأنهم كهنة وسحرة المعبد.
أما الداعية السلفي الشيخ فوزي السعيد، فاتهم الإعلاميين الليبراليين واليساريين في مؤتمر لدعم محمد مرسي بالكفر، ووصف الإعلام بالفاجر والداعر والكاذب «وحكم الله في الإعلاميين الليبراليين واليساريين أنهم أئمة الكفر لأنهم طعنوا في دينكم وعليكم أن تقاتلوا أهل الكفر».
إذا حكم مثل هؤلاء مصر فعلى أم الدنيا السلام.
بل إن الدكتور محمد بديع، مرشد الإخوان المسلمين، زعم أن بعض وسائل الإعلام سحرة فرعون، والشيطان يوحي الى الإعلاميين. ورفض رؤساء مجالس إدارة وتحرير الصحف القومية الهجوم وقالوا: «إنه محاولة لتدجين الصحافة».
بالمناسبة، حازم صلاح أبو اسماعيل، مرشح السلفيين المُستبعَد، لا يزال يكذب، وهو زعم في مسجد أسد بن الفرات في الدقي أن عنده مستندين يثبتان

عدم حصول والدته على الجنسية الإميركية. أسوأ من كذبه وتهديده السلطات، أن هناك مَنْ يصدقه حتى الآن.
ليس سراً أن الإخوان المسلمين يشترون أصوات الفقراء بالزيت والسكر والرز في القرى النائية. وكان نشطاء وحقوقيون قدموا بلاغاً الى النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود، عن شكوى قرية أبو عزيز في المنيا من وجود قافلة طبية كبيرة نظمها حزب الحرية والعدالة للكشف الطبي على الأهالي وإجراء عمليات الختان للإناث والذكور مخالفة للقوانين المصرية.
السفيرة ميرفت التلاوي، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، استنكرت هذا العمل، كما استنكره حافظ أبوسعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان. وقالت السيدة التلاوي: «إن ختان الإناث عودة الى عصر العبيد، وليس من الشرع أو الدين، وإنما استقواء على النساء».
إذا لم يؤدِّ الرز والزيت والختان المطلوب، فهناك الفتاوى، والشيخ هاشم إسلام، عضو لجنة الفتوى في الأزهر، أفتى بتحريم انتخاب الفلول، أما محمد عبدالله، عضو مجلس شورى الإخوان فأصدر فتوى اعتبر فيها دعم مرشحهم محمد مرسي فريضة إسلامية.
وقال الشيخ محمد المحلاوي، خطيب مسجد القائد ابراهيم: «إنه يجب على المصريين الإدلاء بأصواتهم. هذا واجب شرعي. هناك اختيار بين مرشحين واختيار محمد مرسي واجب شرعي ومَنْ يخالفه آثم».
المرشح الليبرالي عمرو موسى رد على الجميع ورفض المزايدة بالشريعة وابتزاز المسلمين بالجنة والنار.
أقول: « إن انتخاب مرشح إسلامي رئيساً لمصر سيكون كارثة على الديموقراطية والسلم الأهلي، ثم أرجح فوز هذا المرشح، فيتبعه انقلاب عسكري».

نقلا عن صحيفة الحياة