رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحمد عثمان يكتب:صباحي يريد صداقة إيران

بوابة الوفد الإلكترونية

يعلن حمدين صباحي المرشح للرئاسة المصرية بصراحة تأييده للنظام الناصري، حيث يعتبر ثورة يناير مجرد حركة تصحيحية ضد السادات ومبارك، ويطالب بالعودة إلى نظام جمال عبد الناصر، ويبدو أن بعض الشباب الذين لم يعاصروا انقلاب يوليو لا يزالون يؤمنون بجمال عبد الناصر ويرون فيه الرئيس القوي الذي هزم إسرائيل وتحدى أميركا.

وفي محافظة أسيوط، مسقط رأس عبد الناصر، وبحضور ابنه عبد الحكيم والقيادات الناصرية، أعلن حمدين صباحي عن برنامجه الانتخابي لرئاسة الجمهورية، وبينما تحاشى الحديث عن الدول العربية التي طالما ساعدت بلاده ووقفت بجانبها في جميع الأزمات، فقد وعد خليفة عبد الناصر بإقامة «علاقات قوية» مع إيران التي صارت تهدد باحتلال دول الخليج.
ولم يخف حمدين صباحي تحمسه للانقلاب الناصري في يوليو 1952، ولا هو حاول أن يتجمل، بل قالها صراحة إنه «سيكون جسرا بين ثورة يوليو وثورة 25 يناير»، كما وصف «تجربة الجمهورية الأولى بقيادة عبد الناصر» بأنها كانت تجربة عظيمة شامخة يجب «الأخذ بمميزاتها الكثيرة»، وأضاف عبد الحكيم (نجل جمال عبد الناصر) على إعلان صباحي دعوة شعب أسيوط للتصويت له رئيسا لمصر، قائلا: «من يعطي صوته لحمدين يعطيه لبيت جمال عبد الناصر»، وهتف الناصريون في حماس «جمال... جمال... جمال ما ماتش... والثورة (يقصدون انقلاب يوليو) لسة لسة ما انتهتش».
وفي لقاء له مع لميس الحديدي في برنامج «مصر تنتخب»، قال حمدين صباحي إن «القائد المصري الوحيد هو ناصر في التاريخ الحديث». فحمدين صباحي يؤمن بالمشروع الناصري منذ شبابه، حيث قرر مواصلة مشروع عبد الناصر بعد وفاته في 1970 عن طريق تأسيس رابطة الطلاب الناصريين، وعندما تمكن أنور السادات من تحرير أرض مصر في حرب أكتوبر (تشرين الأول)، وألغى القوانين الاشتراكية الناصرية وسمح بتعدد الأحزاب، اعتبر صباحي أن السادات خان انقلاب يوليو، ووقف أمامه يعارض اتفاق السلام الذي أعاد لمصر كامل أراضيها المحتلة بعد مغامرة عبد الناصر في يونيو (حزيران) 1967. وهكذا بعد ستين عاما من الحكم الشمولي الذي فرضه جمال عبد الناصر على مصر، يطالب بعض الشباب بإعادة الكرة واستنساخ ناصر جديد يقضي على أي فرصة للحلم الديمقراطي الذي عاشه الشعب في الفترة الأخيرة.
فقبل انقلاب يوليو شهدت مصر مرحلة مزدهرة من الحياة البرلمانية والرخاء الاقتصادي، رغم أن دستور 23 أعطى الملك

حق حل مجلس الوزراء والبرلمان، ورغم وجود الاحتلال البريطاني في تلك الفترة، لكن الوضع تغير بعد قيام انقلاب يوليو 1952، حيث اتجه النظام الجديد إلى توطيد أركانه عن طريق القضاء على المعارضة، وفي 16 يناير 1953 صدر قانون حل الأحزاب السياسية، واتجه النظام إلى التنظيم السياسي الواحد.
ورغم السماح بالتعددية الحزبية منذ 1977، فإن التنظيم الذي شكله الرئيس السادات باسم الحزب الوطني الديمقراطي ظل رقيبا على من يسمح له بتشكيل الأحزاب، كما اعتبر نفسه الحزب الوحيد الذي يحق له حكم البلاد، رافضا فكرة انتقال السلطة التي يقوم عليها النظام الديمقراطي.
وعند مجيء عبد الناصر في 1952 كان قطاع غزة الفلسطيني يخضع للسلطات المصرية، بينما خضعت القدس والضفة الغربية للأردن، ولم تسيطر إسرائيل الا على رقعة صغيرة من الأرض الفلسطينية، لكن الوضع تغير بعد مغامرات عبد الناصر، حيث سقطت غزة الفلسطينية وسيناء المصرية ومدينة القدس والضفة الغربية كلها في يد إسرائيل، وعند مجيء عبد الناصر في 1952 كانت الدول العربية كلها تحب مصر وتعتبرها مثالا لتطلعاتهم في التقدم والاستنارة، ثم تغير الوضع بعد أن حاول عبد الناصر إسقاط الحكومات العربية في الأردن والخليج من أجل فرض وحدة عربية اشتراكية من الخليج إلى المحيط، تحت قيادته.
فهل تريد مصر الآن، بعد سقوط نظام الحزب الواحد الذي أقامه ناصر، وبينما يحاول شعبها إعادة بناء اقتصاده الذي أخضعه ناصر لمغامراته الحربية وبناء مجتمع الحرية والرفاهية، أن يعيدها حمدين إلى القفص الناصري من جديد!
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط