رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جهاد الخازن يكتب : (سياسة رومني أسوأ من أي سياسة)

بوابة الوفد الإلكترونية

إذا انتُخِبَ ميت رومني رئيساً للولايات المتحدة بعد ستة أشهر فإدارته ستشن حرباً على الإسلام لا «الإسلام السياسي»،

وهي العبارة التي يختارها مستشاروه لتبدو سياستهم وكأنها تحارب التطرف الإسلامي، في حين أنهم يريدون استئناف حربٍ على الإسلام بدأوها مع جورج بوش الابن.
أعرف موضوعي جيداً وأختار كلماتي بدقة وأصر على أنها حرب صليبية جديدة على الإسلام، والمرشح المتوقع عن الحزب الجمهوري أحاط نفسه بالمستشارين أنفسهم الذين عملوا مع بوش الابن ولفقوا عمداً أسباب الحرب على العراق، وقتلوا مليون عربي ومسلم، ولا يزالون يسعون لقتل المزيد منهم في كل بلد.
قرأت أن رومني له 40 مستشاراً في السياسة الخارجية 70 في المئة منهم عملوا في إدارة بوش الابن، وراجعتُ بعض الأسماء، ووجدت أن بين المستشارين الآخرين مَنْ هم أكثر تطرفاً من المحافظين الجدد الذين خطفوا إدارة بوش لتخدم إسرائيل الفاشستية العنصرية على حساب كل مصلحة أميركية.
السياسة الخارجية لإدارة رومني، إذا فاز، يجدها القارئ في «ورقة بيضاء» كتبتها عصابة الحرب والشر نفسها، لذلك فهي تحمل اسم «قرن أميركي جديد»، ما يذكرنا باسمها السابق «مشروع قرن أميركي جديد»، ورسائلها إلى بيل كلينتون وجورج بوش طلباً لحرب على إيران والعراق. ومقدمة الورقة كتبها ايليوت كوهن، مستشار كوندوليزا رايس، وأحد أركان «مشروع القرن الأميركي الجديد» أو مشروع اليهود الأميركيين الليكوديين.
هل يصدق القارئ أن جون بولتون، سفير بوش لدى الأمم المتحدة، أو ذلك اليهودي الأميركي الليكودي عدو العرب والمسلمين، أصبح مرشحاً لمنصب وزير الخارجية مع ميت رومني؟ كان نيوت غينغريتش اقترحه وزيراً للخارجية، إلا أن بولتون اختار أن يؤيد رومني الذي قال عنه: «إن حكمة جون ووضوحه وشجاعته ميزات يجب أن تمثل سياستنا الخارجية».
ما هي هذه السياسة؟ نجدها في مستشاره الآخر روبرت جوزف، الذي عمل في مجلس الأمن القومي، وتُنسَب إليه «16 كلمة» تُعتبر عاراً على السياسة الخارجية الأميركية وهي وردت في خطاب بوش عن حالة الاتحاد في 2003 عندما زعم أن العراق حاول أن يشتري يورانيوم مخصباً من النيجر.
مستشارو رومني كلهم يرفضون أن يقولوا إن الحرب على العراق كانت خطأ مع أن استطلاعات الرأي العام المتكررة تُظهر أن 66 في المئة من الأميركيين يعتبرونها خطأ. والرفض لا يعني فقط أنهم يعارضون غالبية مطلقة من الأميركيين،

بل إنهم سيعدّون لحروب أخرى على العرب والمسلمين لو استطاعوا.
هم يريدون حرباً على إيران وسورية، ويعارضون الانسحاب من أفغانستان، ويريدون إعادة نظر في العلاقات مع روسيا التي يعتبرها رومني أكبر خصم سياسي لأميركا في العالم. بل إنهم يريدون زيادة مخصصات وزارة الدفاع التي تسجل أرقاماً قياسية متواصلة كل سنة رغم سقوط النظام السوفياتي. في الأرقام أن موازنة وزارة الدفاع الأميركية تبلغ 711 بليون دولار، وتُمَثل 41 في المئة من مجموع الإنفاق العالمي البالغ 1.738 تريليون دولار. إلا أنني أصرّ على أن الرقم الأميركي مزوّر، فهناك اعتمادات عسكرية كثيرة تصدر تحت اعتمادات أخرى وأسماء مموهة، فتبدو أرقام الموازنة أقل من الحقيقة، وهذا في بلد على شفير الإفلاس.
السياسة الخارجية لباراك أوباما ليست فاضلة، إلا أنها حتماً أفضل بالمقارنة مع ما يُعِدّ المحافظون الجدد لنا إذا فاز ميت رومني بالرئاسة. وكنت توقعتُ أمس أن سياسة أوباما ستكون أفضل في ولاية ثانية من دون ضغوط اللوبي، وأزيد اليوم أن سياسة رومني أسوأ من أي سياسة انتهجها بوش الابن إذا كان هذا ممكناً.
زعيم عصابة الحرب وليام كريستول الذي ورث التطرف عن أبيه إرفنغ كتب في «واشنطن بوست» مطالباً بحرب على «الإسلام السياسي» من باكستان إلى تونس، والعصابة تركز على مصر وتركيا وتريد قلب أي حكم إسلامي فيهما.
هي حرب صليبية جديدة على الإسلام نفسه لا الإسلام السياسي أو أي تطرف، إلا أنني أقول مرة أخرى أنني لا أتوقع فوز ميت رومني بالرئاسة.
نقلا عن صحيفة الحياة