رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسامة غريب يكتب :مهرجان طحن حبيب العادلي

بوابة الوفد الإلكترونية

نشرت الصحف خبراً لافتاً عن تحديد موعد الثالث من يوليو القادم لجلسة محاكمة حبيب العادلي عن جريمة جديدة انضمت لطابور الجرائم التي يواجهها وزير داخلية المخلوع.الجريمة الجديدة تتعلق بتسخير المجندين للعمل في فيلته التي كان يقوم بانشائها، واجبارهم على العمل فيها بالمجان.

كان من الممكن ان يكون هذا الخبر مفرحاً لولا أنني لا أسعد بمن يحاول اطعامي البالوظة!.. هل يعني هذا ان العادلي لا يستحق المحاكمة على استخدامه السخرة والعمالة المجانية في بناء عقاراته؟ بالطبع يستحق قطم رقبته، لكن ليس هذا هو مربط الفرس، وانما هذه الرغبة العجيبة والاندفاع الذي لا هوادة فيه في اغراق حبيب العادلي في سيل عارم من كل أنواع القضايا ومحاكمته بكل همة على الجرائم التي ارتكبها، في الوقت الذي يتم غض النظر فيه عن طابور طويل من جرائم القتل واسالة الدماء التي وقعت بحق المصريين دون ان يتم تقديم جانٍ واحد فيها للعدالة على الرغم من توثيق معظمها بالصوت والصورة وتصوير الجناة وهم يطلقون النار ويسحلون الفتيات ويتبولون على المتظاهرين ويلقون الجثث في الزبالة!.. ان الأمر يبدو كما لو ان حبيب العادلي قد افتدى بنفسه كل القتلة واللصوص والشبيحة والبلطجية وناب عنهم في شيل القضايا وتلقي العقاب وحده..و هذا لعمري من العجائب التي تشكل انقلاباً في بروتوكولات المافيا لأن قانون العصابات ورجال الجريمة يقضي بأن أحد الصبيان الصغار هو الذي يتقدم عادة لشيل القضايا فداء للمعلم الكبير مقابل ان تتم رعاية أسرته والانفاق على أبنائه وزوجته في غيابه..هذا هو المعروف في دنيا الجريمة ابتداء من عصر آل كابوني وديلنجر حتى عصر النطع الكبير.. فما الذي حدث حتى يتحمل حبيب العادلي كل خطايا المجرمين الذين شاركوه أعماله ويواجه عواقبها وحده في حين يظل الجناة الصغار، وبالذات الصغار في الأمان بعيداً عن المساءلة.. وحتى من يضطر المسؤولون اضطراراً الى سوقهم للمحاكمة فان ماكينة طمس الأدلة تعمل بكامل طاقتها وفرق الشهادة الزور يتم تجهيزها في الحال فتكون النتيجة المنطقية هي البراءة!.. فما السبب يا ترى في الحفاظ على صغار الضباط وأمناء الشرطة والعمل بكل السبل على منع ادانتهم

مع التضحية بحبيب العادلي ونفر من معاونيه الكبار؟ السبب طبعاً هو توجيه رسالة للضباط والأمناء بأن حمايتهم مكفولة مهما ارتكبوا من جرائم مترتبة على اطاعتهم الأوامر، والغرض من هذا ألا يحدث تمرد وعصيان لأوامر القتل وفقء العيون والتعذيب التي تصدر اليهم من قادتهم..ذلك ان حكماً واحداً يصدر بادانة ضابط واحد لقتله شاباً أو فتاة تنفيذاً لأوامر الرؤساء كفيل بتوقف الضباط فوراً وفي الحال عن تنفيذ تلك الأوامر..وهذا غير مطلوب بالمرة ويشكل انقلاباً في منظومة عمل الشرطة، بل ان هذا الحكم وحده ان صدر كفيل بتحقيق هيكلة الداخلية التي طال الحديث عنها وتعددت بشأنه الدراسات والأبحاث والخطب والمواعظ!.أما بخصوص التهمة الأخيرة الموجهة للعادلي وهي تسخير المجندين للعمل في فيللته فانه مما يدعو للسخرية ان يتجاهل الجميع ان هذه الجريمة تحدث كل يوم ليس من حبيب العادلي وحده لكنها أمر شائع في دنيا المجندين الذين يعملون للضباط بالمجان كل في تخصصه، فهناك النقاش الذي يدهن للباشا شقته والميكانيكي الذي يصلح سيارته والنجار الذي يتولى الأبواب والشبابيك والمنجد الذي يجدد الانتريه والسائق الذي يذهب بالمدام للكوافير والأطفال للمدرسة..هذا غير الفلاح والاستورجي والمبلط والحداد والسمكري والترزي وغيرهم، بخلاف عسكري المراسلة الذي يخدم في البيوت!.ومن المعروف ان معظم هؤلاء العبيد لا يتلقون أجوراً لقاء ما يقومون به في خدمة السادة..لكن يبدو أنه مهرجان طحن حبيب العادلي... وحده!.
نقلا عن صحيفة الوطن الكويتية