اسامة غريب يكتب :مهرجان طحن حبيب العادلي
نشرت الصحف خبراً لافتاً عن تحديد موعد الثالث من يوليو القادم لجلسة محاكمة حبيب العادلي عن جريمة جديدة انضمت لطابور الجرائم التي يواجهها وزير داخلية المخلوع.الجريمة الجديدة تتعلق بتسخير المجندين للعمل في فيلته التي كان يقوم بانشائها، واجبارهم على العمل فيها بالمجان.
كان من الممكن ان يكون هذا الخبر مفرحاً لولا أنني لا أسعد بمن يحاول اطعامي البالوظة!.. هل يعني هذا ان العادلي لا يستحق المحاكمة على استخدامه السخرة والعمالة المجانية في بناء عقاراته؟ بالطبع يستحق قطم رقبته، لكن ليس هذا هو مربط الفرس، وانما هذه الرغبة العجيبة والاندفاع الذي لا هوادة فيه في اغراق حبيب العادلي في سيل عارم من كل أنواع القضايا ومحاكمته بكل همة على الجرائم التي ارتكبها، في الوقت الذي يتم غض النظر فيه عن طابور طويل من جرائم القتل واسالة الدماء التي وقعت بحق المصريين دون ان يتم تقديم جانٍ واحد فيها للعدالة على الرغم من توثيق معظمها بالصوت والصورة وتصوير الجناة وهم يطلقون النار ويسحلون الفتيات ويتبولون على المتظاهرين ويلقون الجثث في الزبالة!.. ان الأمر يبدو كما لو ان حبيب العادلي قد افتدى بنفسه كل القتلة واللصوص والشبيحة والبلطجية وناب عنهم في شيل القضايا وتلقي العقاب وحده..و هذا لعمري من العجائب التي تشكل انقلاباً في بروتوكولات المافيا لأن قانون العصابات ورجال الجريمة يقضي بأن أحد الصبيان الصغار هو الذي يتقدم عادة لشيل القضايا فداء للمعلم الكبير مقابل ان تتم رعاية أسرته والانفاق على أبنائه وزوجته في غيابه..هذا هو المعروف في دنيا الجريمة ابتداء من عصر آل كابوني وديلنجر حتى عصر النطع الكبير.. فما الذي حدث حتى يتحمل حبيب العادلي كل خطايا المجرمين الذين شاركوه أعماله ويواجه عواقبها وحده في حين يظل الجناة الصغار، وبالذات الصغار في الأمان بعيداً عن المساءلة.. وحتى من يضطر المسؤولون اضطراراً الى سوقهم للمحاكمة فان ماكينة طمس الأدلة تعمل بكامل طاقتها وفرق الشهادة الزور يتم تجهيزها في الحال فتكون النتيجة المنطقية هي البراءة!.. فما السبب يا ترى في الحفاظ على صغار الضباط وأمناء الشرطة والعمل بكل السبل على منع ادانتهم
نقلا عن صحيفة الوطن الكويتية