رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سمير عطاالله يكتب :حرية التناظر

بوابة الوفد الإلكترونية

أعتقد أن هناك من الزمالة والمودة بين الدكتور مأمون فندي وبيني، بما يسمح لي ببعض الملاحظات حول مقاله يوم الاثنين «مناظرة مصر لا تليق بمصر»، فهو يقارن بين المناظرات في أميركا وبريطانيا وبينها في العالم العربي، ومعروف لدى الدكتور فندي ولدى عموم العرب أن المألوف الوحيد في بلاد العرب هو المقاتلة لا المناظرة، أو المناطحة كما في التلفزيونات، أو المشاتمة كما في برلمان الكويت ولبنان، بالعرض وبالطول.

وأما أنه كان من الواجب إجراء المناظرة على التلفزيون العام لا في محطة تجارية، فلو جرى ذلك لكان نزل مليون مصري إلى ميدان التحرير أو العباسية يهتفون ضد المجلس العسكري وانحيازه والسعي إلى قطع الكهرباء عندما يتجادل المتناظران حول الحرية.
وأما من الذي قطع بأن موسى وأبو الفتوح هما أقوى المرشحين للرئاسة، فهذه فعلة الشعب المصري، ولاحظ جنابك أنهما قدما على أنهما أقوى مرشحين وليس أقوى رئيسين، ولا يزال أمام الشعب المصري الوقت لانتخاب رجل ثالث، قالبا التوقعات في وجه أصحابها ومزوريها، كما تفضلت بالإشارة إلى صنع الزعامات الزائفة.
وأما أن المرشح أبو الفتوح ليس مانديلا لكي يعطي لنفسه الحق في التحدث عن النضال، فأعتقد صادقا أن أحدا ليس مانديلا، ولو أن مانديلا نفسه سئل إن كان هو مانديلا لفكر قليلا قبل أن يجيب. لكي يكون المرء مانديلا يحتاج إلى إسقاط أعتى نظام عنصري في التاريخ، والسيد أبو الفتوح لم يحقق ذلك بعد.
وأما أن أصحاب المؤسسات التي

تبنت المناظرة هم رجال أعمال، فأين المشكلة؟ الدكتور فندي يعرف أكثر من سواه أن جامعات أميركا ومؤسساتها الثقافية أنشأها رجال أعمال لهم مصالح واضحة ومعلنة. عصر النهضة الأوروبي موله أثرياء أوروبا، والمستشفيات والمختبرات والمصحات أسس الكثير منها متبرعون أثرياء، الثراء يتحول إلى تهمة عندما يكون نتيجة جرم أو خطأ أو شطط، يجب ألا ننسى أن مؤسس الاقتصاد المصري الحديث كان طلعت حرب.
أما أن المتناظرين لم يتناقشا بالأرقام مثل نيكسون وكيندي أو هولاند وساركوزي فلأننا لسنا بلاد أرقام، ولست أدري بأي أرقام عربية يثق أو يصدق الدكتور فندي: أرقام البطالة أم الموازنة أم الصرف على التعليم أم أطفال الشوارع؟ كل ما حاول عمله المتناظران هو تقديم رؤية شخصية لدورهما المحتمل في بلد نقلته الديمقراطية إلى القلق والخوف والتحسب للاستبداد بدل أن تنقله إلى الحرية، وأرجو ألا يكون الصديق قد بالغ في استخدام حريته على هذا الإيقاع من الغضب.
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط