عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سمير عطاالله يكتب:الفشل عيب.. لا إرث

سمير عطا الله
سمير عطا الله

قال الدكتور فاروق الباز إن جيله هو جيل الفشل، فاعترض الدكتور محيي الدين عميمور، وزير الإعلام الجزائري الأسبق على التسمية، معددا ما حققه الجيل من استقلال وحريات. لكن الباز لم يكن يؤنب نفسه بالتأكيد، فهو أبرز العلماء العرب، وقد احتل مواقع عليا في بلدان العلوم، من أميركا إلى ألمانيا.

أراد الدكتور الباز أن يشير إلى صف طويل من الجماهير والمؤسسات والأنظمة والدول الفاشلة.
دول لم تقدم لأهلها سوى القمع، وجماهير لم تهتف إلا للجلادين، ومؤسسات لم تتمسك إلا بالصدأ والتخلف والسبات. أبرز عالمين في بلاد العرب، فاروق الباز وأحمد زويل، لم يجدا الفرصة إلا في الخارج. ومجدي يعقوب صار أشهر طبيب قلب في العالم عندما سافر إلى لندن. فالعالم العربي محصن ضد العلم، مستفرح بثقافة المقاهي، مستمتع بحضارة الموت، كاره حضارة الحياة.
كان فاروق الباز يتحدث في المنتدى الإعلامي العربي في دبي، المثال العربي على التنمية وطاقة الإدارة. أي بلوغ الحرية الحقيقية، لأن لا حرية حقيقية مع الفقر والعوز والجهل. هناك 120 مليون عربي لا يقرأون الأحرف، قال فاروق الباز. وهؤلاء يمكن حشو عقولهم الطرية بما هو أسوأ من الجهل، أي التجهيل.
لقد طرحت الثورات العربية قضايا القمع والاضطهاد والاستبداد وعبادة الشخصية، لكنها لم تلتفت إلى المؤامرة الكبرى على الشعوب، وهي إبعادها عن العلم والنمو والمعرفة، وإغلاق أبواب التنمية في وجهها. لقد خافت الأنظمة من وعي شعوبها. وعلمتها

أن الكرامة الوحيدة هي في التهليل والهتاف العدمي الموحد: بالروح بالدم! وعندما خطر لها أن تفيق رأت أرواحها في الطرقات ودماءها تحت الركام.
عاش الدكتور فاروق الباز معظم حياته في بلدان تقيس أخطار الركود بالفواصل، وتهلع أمام تدني نسبة النمو، وتجزع إذا تخطت نسبة البطالة الرقم الواحد إلى رقمين، ويسقط فيها رئيس الجمهورية إذا كذب على الناس، ثم عاد إلى بلاد لا تعطي شعوبها سوى الخطب والمطولات، ودول لا تستخدم الدبابات إلا في مواجهة أهلها، وأنظمة تتحدث عن الحرب الأهلية كأنها تتحدث عن نزهة عطلة الأسبوع.
لكي تمنع الأنظمة الناس من النقد اخترعت فزاعة تأنيبية اسمها «جلد الذات». أي قول الحقيقة ورفض الكذب والتزوير والتمادي في التخدير. فاروق الباز اختار طريق العلم، طريق الحقيقة، طريق الخروج من رومانسيات ماض لم يعد يعني شيئا إلا لكتب التاريخ. الجيل الجديد يريد أن يورث النجاح وليس ما ورث.
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط