رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سمير الحجاوى يكتب:معسكرات الإبادة الإسرائيلية

سمير الحجاوي
سمير الحجاوي

يتحدى الأسرى الفلسطينيون في معسكرات الاعتقال الإسرائيلية الصهيونية كل الظروف الإرهابية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي طلبا للحرية، في معادلة تعاني من خلل كبير لأنهم لا يملكون سوى سلاح الجوع لإسماع أصواتهم إلى العالم.

سلطات الاحتلال في الكيان الإسرائيلي الغاصب لا تقيم وزنا للحياة البشرية لهؤلاء الأسرى وتمعن في تعذيبهم ومحاصرتهم داخل زنزاناتهم في انتهاك سافر لكل معاني الإنسانية والقيم والأخلاق، وهذا أمر غير غريب على كيان تقوم عقيدته على الكراهية ضد "الغوييم"، وعلى الثأر من الإنسانية التي لا تعترف بالتواصل الإلهي لشعب الله المختار مع رب الجنود، ليكونوا في النهاية هم البشر الوحيدون في مواجهة من خلقهم الله على صورة بشر من الغوييم لخدمتهم كما يقول تلمودهم وحاخاماتهم، ولذلك فإن الاستهانة بحياة الأسرى بل وبكل الشعب الفلسطيني والأمة العربية هي نتيجة منطقية لهذه العقائد العدائية الفاسدة.
في العقيدة التلمودية لا يجوز أن تقدم مساعدة لشخص من "الغوييم" أو الأغيار إذا شارف على الغرق كما أفتى أحد حاخاماتهم، ويجوز قتل الأطفال الفلسطينيين لأنهم "قد يصبحون قتلة محتملين إذا كبروا" كما أفتى حاخام آخر وقائمة الفتاوى الإرهابية طويلة جدا، فقد دعت مجلة صادرة عن التيار الديني الصهيوني في إسرائيل إلى إقامة "معسكرات إبادة" للفلسطينيين. وذكر موقع "واي نت" الإخباري التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت ـ 17 ـ 1 ـ 2011 ـ أن المجلة التي يتم توزيعها في الكنس اليهودية في جميع أرجاء إسرائيل نشرت فتوى وقع عليها عدد من كبار الحاخامات تدعو إلى إقامة هذه المعسكرات، باعتبارها فريضة شرعية، كما أصدر حاخامان يدير أحدهما مدرسة دينية يهودية "يشيفاة" في مستوطنة يتسهار القريبة من مدينة نابلس في الضفة الغربية كتابا يبيحان من خلاله قتل العرب خاصة الفلسطينيين وأولادهم وقالا: " بالإمكان قتل الأولاد أيضا لأنهم يسدون الطريق وكتبا أن الذين يسدون الطريق هم يسدون طريق الإنقاذ بمجرد وجودهم مسموح قتلهم لأن وجودهم يساعد على القتل"، وأثناء العدوان الإسرائيلي على غزة وزع حاخام جيش الاحتلال الإسرائيلي كتابا طالب الجنود الإسرائيليين خلاله بعدم الرحمة مع النساء والأطفال الفلسطينيين وهي جزء من فتاوى كثيرة يطبقها الاحتلال الإسرائيلي وجنوده

ما دفع الباحثة النرويجية "آن كريستين" إلى القول: "أكثر من 70 في المائة من أفراد الجيش الإسرائيلي هم مجرمو حرب وفقا للمعايير الدولية".
إذا أخذنا عقلية "معسكرات الإبادة أو" الأغيار" بعين الاعتبار، فإن هذا يعني أن حياة هؤلاء الأسرى في خطر شديد تصل إلى درجة الموت المحقق إذا لم يتدخل العرب والعالم لإنقاذهم، وهذا ما يوجب على العرب والأنظمة العربية للتحرك لإنقاذ 4700 أسير في معسكرات الإبادة الإسرائيلية.
من هنا فإن الدول العربية التي عقدت اتفاقات سلام مع إسرائيل أو تلك التي أقامت معها علاقات سرية وغير معلنة، ادعت جميعها أنها تفعل ذلك من أجل خدمة الشعب الفلسطيني، يجب أن تقدم خدمة للشعب الفلسطيني بأن تعمل على إطلاق سراح الأسرى من معسكرات الاعتقال الإسرائيلية وعليها أن تثبت ولو مرة واحدة أنها قادرة على أخذ شيء من دولة الاحتلال الإسرائيلي مقابل السفارات والقنصليات والمكاتب التجارية والمكاتب السرية والمبادرات والصفقات.
من غير المعقول ترك الأسرى الفلسطينيين يخوضون معركة الجوع بأمعائهم الخاوية وحدهم، وتركهم يموتون ويقتلون دون فعل شيء، ولا بد من العمل على إطلاقهم بكل الوسائل، فهؤلاء بشر أولا وأرواح ثانيا ومسلمون ثالثا وعرب رابعا وفلسطينيون خامسا، وترك الأسرى الفلسطينيين بين براثن الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني اليهودي جريمة لا تقل بشاعة عن المشاركة في قتلهم، ومشاركة في جريمة حرب ضد الإنسانية وانتهاك لحقوق الإنسان وإهانة للكرامة العربية الإسلامية.
نقلا عن صحيفة الشرق القطرية