أسامة غريب يكتب:بطعم الزبدة الفلاحي
في أي ساعة من الليل والنهار تفتح التلفزيون على أي قناة يطالعك اعلان تتكرر اذاعته كل خمس دقائق يروج لنوع من السمن الذي يستخدم في طهو الطعام.ما أدهشني في الاعلان أنه يركز على الميزة الكبرى في نوع السمن الذي يعلنون عنه ألا وهي أنه بطعم ورائحة الزبدة الفلاحي!
طيب يا جماعة، اذا كانت كل ميزة منتجكم هذا أنه يشبه الزبدة الفلاحي فما الذي يدعوني لشرائه؟ الأولى ان اشتري المنتج الأصلي وهو الزبدة الفلاحي.ما معنى ان تبيعني نباتاً يشبه الملوخية في حين ان الملوخية نفسها موجودة وفي الامكان شراؤها!.حتى لو كان فرق السعر هو الدافع فانني لا أحبذ التقليد.
هل يا ترى ما أغرى هؤلاء الناس باعتماد فكرة الاعلان هو ما شاهدوه في انتخابات الرئاسة عندما قامت جماعة الاخوان المسلمين بالدفع بالدكتور محمد مرسي (المرشح الاحتياطي) كبديل للمهندس خيرت الشاطر الذي رفضت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية اوراق ترشيحه؟ لقد رأينا خصوم الاخوان يصفون مرسي بأنه المرشح الاحتياطي أو «الاستبن» الذي لم يدفع به الاخوان منذ البداية لعدم جدارته من وجهة نظرهم، ولكن اضطروا اليه اضطراراً.. فهل السمن الذي بطعم الزبدة الفلاحي هو المعادل الموضوعي لمرسي الذي هو بطعم خيرت الشاطر ومن ريحته؟.لقد كان الاخوان مضطرين للدفع بمرسي بعدما انتهى شهر العسل بينهم وبين المجلس العسكري وبعدما لمسوا منه مؤشرات قد تفضي الى حل المجلس وخسارتهم للأغلبية البرلمانية ومن ثم رفع يدهم عن كتابة الدستور، وهو الأمر الذي قد يفقدهم كل شيء بعد الثمن الفادح الذي دفعوه للحصول على هذه المكاسب.. كان الثمن فادحاً بالفعل وانتقص من سمعتهم وتاريخهم عندما تخاذلوا عن نصرة المستضعفين الذين هبوا في مواجهة القمع والوحشية، وعندما أيدوا المجلس العسكري في كل قراراته وفعلوا كل ما من شأنه ان يخمد الثورة ويفرش لهم الأرض بالبقدونس حتى ينزلوا هم بأسياخ الكفتة ويفوزون بعنب الشام وبلح اليمن.لكن يبدو ان الاخوان قد تعجلوا موسم الحصاد وذلك قبل ان يقوموا بالغرس والزرع.فوجيء الاخوان اذن بتهديدات تصل اليهم بحل المجلس، فقرروا ان يدفعوا بمرشح رئاسي تحسباً لأن يفقدوا مجلس الشعب اذا ما ارتأت السلطة السياسية حله.وفي الحقيقة ان موضوع عدم دستورية
عموماً نستطيع ان نعذر جماهير الاخوان عندما تتوجه يوم الثالث والعشرين من مايو القادم الى صناديق الانتخابات لتمنح أصواتها الى مرشحهم الدكتور محمد مرسي على الرغم من اعترافهم بأنه ليس منتهى المنى وأنهم كانوا يأملون لو كان بمقدورهم انتخاب رجلهم الأساسي خيرت الشاطر.. لكن لا نستطيع ان نعذر الطهاة وربات البيوت عندما يقبلون على السمن الذي برائحة الزبدة الفلاحي ويتركون الزبدة الأصلية التي –و الحمد لله- لم تمنعها لجنة الانتخابات الرئاسية!.
نقلا عن صحيفة الوطن الكويتية