رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حمد الماجد يكتب:هل سلفيو مصر حصان السياسة الأسود؟

حمد الماجد
حمد الماجد

ترشيح سلفيي مصر للإخواني المعتق عبدالمنعم أبوالفتوح ليست أولى مفاجآتهم، «مفاجأة» و«سلفيون» صارا في مصر وجهان لعملة واحدة، السلفيون فاجأوا السياسة بدخول السياسة، فالمحفوظ في الأذهان أن السياسة والسلفيين خطان متنافران لا يجتمعان، والسلفيون يحفظون عن ظهر قلب مقولة الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله (من السياسة ترك السياسة)، وعبارته الشهيرة (التصفية ثم التربية) تصفية معتقدات الناس من البدع والخرافات ثم تربيتهم على السنن فقط.

ولهذا فالسلفيون ارتبكوا من الثورة المصرية ثم أربكوها، ارتبكوا منها، لأن قواعدهم الجماهيرية لم تستطع «تجرع» تنظير شيوخهم بترك السياسة وكل أطياف الشعب المصري تثور ضد الاستبداد، فارتبك شيوخهم في بدابة الثورة، ثم حسموها بالدخول لتصعيدها ثم قطف ثمارها. وأربكوا الثورة، لأنهم قلبوا المعادلة الانتخابية، فقد تمرد السلفيون على أدبيات شيوخهم وملهميهم بترك السياسة لأهل السياسة، وحين دلفوا حلبة انتخابات مجلس الشعب حقق بلدوزرهم البرلماني مفاجأة من العيار الثقيل وهي فوزهم بـ25 في المائة متخطيا مخضرمي السياسة المصرية مثل حزب الوفد والحزب الوطني وغيرهما.
وحين أجلبت الأحزاب السياسية بخيلها ورجالها للمنافسة على كرسي رئيس الجمهورية الثانية ظن الناس أن السلفيين دراويش في السياسة وأن قصارى ما سيعملونه ترشيح شيخ معمم حافظ للمتون ضليع في التصحيح والتضعيف لا يفهم في السياسة إلا كما يفهم أحد أفراد قبيلة في غابات تنزانيا شوارع نيويورك، فكانت المفاجأة أنهم قدموا المحامي حازم صلاح أبو إسماعيل مرشحا «تكنوقراطيا» عركه العمل النقابي والمحاماة.
ومفاجأة ترشيح السلفيين لأبو إسماعيل انشطرت إلى ثلاثة أجزاء، على طريقة القنبلة العنقودية، الأولى مفاجأة ترشيحه وهو المقرب من الإخوان فأبوه أحد كوادرهم البارزة، وحازم نفسه وإن لم يكن من الإخوان فإنه كان على قائمتهم في نقابة المحامين، والثانية مفاجأة طروحاته البراغماتية فيما يتعلق بالملفات المعقدة السياسية

والفنية والسياحية إلخ، والثالثة مفاجأة موقفه من عدم الترشيح حين صعد الموقف السياسي مع السلطة الحاكمة ثم ردود أفعال بعض مؤيديه في العباسية وفي محيط وزارة الدفاع! مع أن النصوص التي يحيل إليها السلفيون كثيرا تلزم بالسمع والطاعة (وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك)، ولم يكن ثمة ضرب ظهر ولا أحذ مال وإنما أسقطته اللجنة المختصة من سباق الرئاسة بسبب موضوع جنسية أمه.
ثم كانت أم المفاجآت السلفية وآخرها، أو كما وصفها أحدهم بـ«ضربة معلم»، حين رشح السلفيون رمز الإخوان القديم أبو الفتوح، وقد ضربوا بهذا الترشيح عددا من العصافير: الأول خلق توازن مع حركة هي الإخوان اللاعب الأقوى على الساحة السياسية والتي تسعى بصورة واضحة لاحتكار مفاصل السلطة، والثاني ترشيح السلفيين لمرشح الإخوان الجديد محمد مرسي سيعزز موقف الإخوان، لكن ترشيحهم لأبو الفتوح يخفف من السيطرة الطاغية للإخوان ويفتح للسلفيين فرصة اقتسام كعكة الوزارات مع أبو الفتوح، وثالثها أنها أظهرت أمام الرأي العام قابليتهم للانفتاح مع أي أحد وهذا سيكشط الصورة النمطية بانغلاقهم وإقصائيتهم.
باختصار: سلفيو مصر أظهروا دهاء سياسيا مفاجئا سيضع لهم موقعا مهما في لعبة الشطرنج السياسية.
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط