عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جهاد الخازن يكتب:(اسمح لنا يا مستر فيلتمان)

جهاد الخازن
جهاد الخازن

زار لبنان هذا الأسبوع جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، ونائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي وأنا، والنتيجة أن الدولة اهتمت بالأميركي والإيراني وأهملتني تماماً، مع أنني أعرف الرئيس ميشال سليمان جيداً، ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي صديق قديم وجاري في السكن.

معلهش يا زمن، أحاول أن أسخر من السياسة لأن القارئ قرأ من الجد ما يكفيه في الصفحات السابقة من الجريدة. وأسأل هل تزامنت زيارة المسؤولَيْن الأميركي والإيراني صدفة، فكانت خيراً (أو شراً) من ميعاد، اعتماداً على الموقف السياسي للقارئ؟ وهل اجتمعا سراً من وراء ظهري وباعا لبنان والسنّة العرب في كل بلد؟
لا أعتقد ذلك وفيلتمان أفضل من غيره، وكانت له ثلاثة مطالب: أن يلتزم لبنان بالمقاطعة الدولية لسورية وإيران، وأن يساعد لبنان اللاجئين السوريين على أرضه، وأن تجرى الانتخابات النيابية في موعدها.
الطلبان الأول والثاني يدخلان ضمن نطاق عمل الزائر الأميركي ولا اعتراض، إلا أنني أقول عن الطلب الثالث: إسمح لنا فيها يا مستر فيلتمان. يا ناس ساعدوني، من يعطي الولايات المتحدة الحق أن تقول لنا أن نجري انتخابات نيابية أو لا نجريها؟ متى أصبحت الإدارة الأميركية وصيّة علينا؟ أليس الطلب تدخلاً في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة وعضو مؤسس في الأمم المتحدة؟ أين شارل مالك؟
مرة ثانية، فيلتمان أفضل من غيره، ولم أجد حاجة وهو يزور لبنان إلى أن أفتش بعيداً عن سياسيين اميركيين مساعد الوزيرة أفضل منهم، فقد رافقه في الزيارة السناتور جو ليبرمان، عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، وهذه صفة رسمية له، إلا انه في الواقع ممثل إسرائيل في مجلس الشيوخ وليس ممثل ولاية كونتكت التي انتخبته.
هذا السناتور أيد الحرب على العراق بحماسة، وأيد اجتياح لبنان، ويعتبر حزب الله منظمة إرهابية، كما أيد الحرب على قطاع غزة، وهو يؤيد عملاً عسكرياً ضد سورية، فأذكّر القارئ بأن غزو العراق أدى إلى موت مليون عراقي، ثم أذكّر حزب الله بأن ثلاثة أرباع الضحايا العراقيين كانوا من الشيعة.
هذا السناتور الصهيوني ذهب الى وادي خالد، من أعمال محافظة

الشمال، بزعم انه يريد مساعدة اللاجئين السوريين في بلدنا. ماذا يقول السوري في مثل هذا الوضع؟ يقول «فوت بعبّي»، فالمحافظون الجدد أنفسهم الذين وقّعوا رسالتين طلباً لحرب على العراق وقّعوا الآن رسالتين طلباً لحرب على سورية، وأصر على أنهم يتمنون أن يموت مليون سوري لا أن يساعدوا السوريين.
كان يجب أن تمنع الحكومة اللبنانية ليبرمان من دخول لبنان، مع أنني أدرك أن هذا صعب في العلاقات بين دول يُفترض ان تكون صديقة. وأنا أذكر أن ليبرمان زار سورية قبل سنوات، وأساء الأدب، وكتبتُ معترضاً على السماح له بدخول بلادنا.
ماذا أقول عن رحيمي؟ لا أقول أكثر من أن واجب الحكومة اللبنانية أن تقاوم توقيع أي اتفاقات من أي نوع مع إيران، لأن هذه مشمولة بمقاطعة دولية وعقوبات، ولا نحتاج ان نخالف قرارات دولية فعندنا من المشاكل ما يكفينا.
إحدى هذه المشاكل العماد ميشال عون، فعنده كل يوم ما يعادل «الطبق اليومي» وهو هجوم على هذا السياسي أو ذاك، وقد هاجم الرئيس سليمان ورئيس الوزراء ميقاتي، وكلاهما أفضل منه سياسياً بمراحل، كما هاجم وليد جنبلاط و14 آذار جميعاً. أبوس إيديكم، مين عاجبه؟ ما عنده مراية في البيت؟ وهو يتهم الجميع بالفساد وسرقة الفلوس مع أنه أول المتهمين.
يكفي نكداً وأعد القارئ بأن أعود إليه بشيء يذكّره بما كان وما يمكن أن يعود.
تقلا عن صحيفة الحياة