رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

دلع المفتى تكتب :انحطاط الوداع

دلع المفتي
دلع المفتي

بداية أعتذر منكم عن مقدار القرف الذي يمكن أن يسببه لكم هذا المقال، لكن موضوعه من البشاعة والوضاعة ما لا يمكننا تجاهله، حفاظا على ما تبقى من عقولنا وكرامتنا وإنسانيتنا.

لعلكم اطلعتم على ما تناقلته الصحافة الأجنبية والعربية من بعدها، عن قيام النائب السلفي الحاج أحمد بتقديم «اقتراح بقانون» تبنى فيه فتوى الشيخ المغربي وعضو البرلمان عبدالباري الزمزمي، المسمى شرعا (كما يعتقد) بـ«مضاجعة الوداع» والتي يقول صاحبها ان «الاسلام أباح للزوج مضاجعة زوجته عقب وفاتها بشرط الا يزيد وقت خروج روحها من جسدها الى حين انتهاء مضاجعته لها على أكثر من ست ساعات»!
فلنشرح أولا ان «نكاح الميت» أو Necrophilia هو مصطلح طبي موجود ومعترف به كحالة انجذاب جنسي للجثث، أو «شذوذ جنسي لإرضاء النفس بإظهار القوة والسيطرة على الجسد العاجز بسبب الموت». وللعلم فقط، الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يقوم بهذا النشاط، فحتى الحيوانات تستنكف، بل لا تتجرأ حواسها الفطرية على القيام بعملية بهذه الوضاعة وهذا الانحطاط. فأن تكون الحالة موثقة ومعترفا بها كحالة مرضية شاذة تستوجب العلاج والعقاب فهذا شيء مفهوم، أما ان تخرج بفتوى من رجل دين، ينادي بها، فهذا ما لا يتحمله عقل ولا منطق ولا إنسانية.
بغض النظر عن صحة أو خطأ خبر مناقشة البرلمان المصري لهذا الموضوع، مع انه حتى تاريخ كتابة هذا المقال لم يصدر عنه أي تعليق أو نفي رسمي، لكننا نتساءل عن رجال الدين الذين يبدو انهم أصيبوا بالصمم، فلا شيخ استنكر ولا عالم دين رفض

رغم الضجة الهائلة التي أحدثها هذا النبأ عبر وسائل الاتصال المختلفة. فالفتوى خرجت، ومن رجل دين مغربي قبل ان تصل الى المصري، والأدهى انه عضو برلمان في بلده. والمصيبة انه تم تناقلها إعلاميا عالميا وعربيا، بل وقبولها لدى البعض (السقيم) من ذكورنا الأحياء. فأين هم العقلاء؟
ماذا دهى عقول نوابنا؟ هنا نائب يريد تخفيض سن زواج الفتاة إلى ما دون الرابعة عشرة، والثاني يطالب بحق الرجل في الاحتفاظ بجارية إلى جانب زوجاته (الأربع)، وثالث يريد حق مضاجعة جثة زوجته. هل هذه برلمانات عربية أم (...)؟
ألا تعتقدون أننا وقبل وصول بعضنا إلى الجحيم، ارتضى لنفسه «دركها الأسفل» وهو في الحياة؟ يبدو أننا فعلنا كل شيء ولم نترك فرصة لأن نغوص أكثر في وحل الانحطاط. وفضائحنا تحتاج إلى «جلاجل» إضافية تليق بها، فلم يعد هناك مجال لدرئها أو إخفائها.
لقد نكّستم رؤوسنا واسأتم إلى ديننا، وجعلتمونا مسخرة أمام العالم. سحقاً لكم ولمن انتخبكم ولنا من بعدكم إن سمحنا بهرطقاتكم..!
نقلا عن صحيفة القبس الكويتية