عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

جهاد الخازن يكتب الطرفان يؤيدان اسرائيل

بوابة الوفد الإلكترونية

لو اعتبرنا نتائج الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية قبل أسبوعين استطلاعاً للرأي العام نبني على أساسه نتيجة الجولة الثانية يوم الأحد المقبل لوجدنا أن اليمين الذي يمثله نيكولا ساركوزي متقدم بحوالى ثلاث نقاط على اليسار من اشتراكيين وغيرهم برئاسة فرانسوا هولاند.

غير أن استطلاعات الرأي العام كلها منذ الجولة الأولى تعطي هولاند في الجولة الثانية 54 أو 55 في المئة من الأصوات، مقابل 45 في المئة لساركوزي. كيف هذا؟
ربما كان الجواب الأقرب الى الحقيقة هو أن أنصار مارين لوبن، زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، لن يصوتوا جميعاً لمرشح اليمين ساركوزي.
على سبيل التذكير هولاند نال 28.6 في المئة من الأصوات في 21 من الشهر الماضي مقابل 27.2 في المئة لساركوزي. وحلّت مارين لوبن ثالثة ولها 17.9 في المئة من الأصوات.
أنصار لوبن في غالبيتهم من عمال المصانع والطبقة الفقيرة التي تضررت من الأزمة المالية، وكثيرون من هؤلاء لا يجدون غير الرئيس مسؤولاً عن تراجع أوضاعهم الإقتصادية، لذلك فالخبراء يصرون على أن الافتراض أن أنصار لوبن جميعاً سيتحولون الى ساركوزي خاطئ. وربما زدنا هنا سبباً آخر هو أن مارين وأباها مؤسس الجبهة الوطنية جان ماري، لا يحبان ساركوزي، ورأي الأب فيه أنه انتهى، أما رأي جاك غايار، منظم حملة مارين لوبن، فهو أن اختيار أعضاء الحزب بين ساركوزي وهولاند هو مثل أن يُطلب منهم أن يختاروا بين الطاعون والكوليرا.
الرئيس يدرك سلبية موقف أركان الجبهة الوطنية منه، لذلك فهو ركز في الأيام الأخيرة على مخاطبة أنصار اليمين المتطرف، وأسمَعَهم ما يحبون أن يسمعوا عن تشديد قوانين الهجرة، والجذور المسيحية لفرنسا، ووجود «غرباء بيننا».
المشكلة في مثل هذا الكلام أن المسلمين الفرنسيين يسمعونه أيضاً، وهم ليسوا في حاجة الى مَنْ يحرضهم على معارضة الرئيس، فالمسلمون الفرنسيون أيدوا الاشتراكيين واليسار في كل انتخابات وبنسَب عالية جداً، وفي انتخابات الرئاسة سنة 2007 صوّت 64 في المئة منهم لمصلحة المرشحة الاشتراكية سيغوليني رويال، ما يعني أن نسبة تأييدهم هولاند ستكون أعلى هذه المرة بالنظر الى تصريحات منافسه التي يراها المسلمون ضدهم.
أعترف بأنني أتعامل مع السياسة الفرنسية من منظور المصالح العربية، وأستطيع أن أقول إن لا فرق كبيراً بين اليمين واليسار في فرنسا، فالطرفان يؤيدان اسرائيل ويحاولان إقامة أفضل العلاقات

معها.
ولكن إذا كان لي أن أختار بين ساركوزي وهولاند فأنا أفضّل الثاني لأسبابي، كما يفضله مسلمو فرنسا لأسبابهم. أو ربما قلت إنني أفضّل هولاند لأن ساركوزي عمل بحماسة لاسرائيل منذ 2007 رغم وصول يمين فاشستي متطرف الى الحكم فيها. ولولا أن الدجال بنيامين نتانياهو أتعبه بكذبه حتى نفر منه، لكان لا يزال حتى اليوم يدافع عن الحكومة الاسرائيلية في كل محفل. ولعل أوضح مظهر لانحياز ساركوزي الكامل الى اسرائيل هو موقفه المتشدد من البرنامج النووي الايراني، فهو لا يختلف بشيء عن موقف نتانياهو نفسه.
واليوم نسمع عن وثائق من عهد القذافي تُظهر أن الزعيم الليبي سعى الى تمويل حملة ساركوزي للرئاسة، وأجد هذا الكلام يتفق مع معلومات كنت سمعتها من بعض رموز نظام القذافي الذين لجأوا الى الخارج في بداية الثورة عليه. وعندي معلومات عن دولة عربية أخرى موّلت حملة ساركوزي سنة 2007 إلا أنني لا أملك أدلة ثبوتية كافية عليها.
أرجّح فوز فرانسوا هولاند بالرئاسة، إلا أنني لا أجزم بشيء وإنما أنتظر ما سيتمخض عنه مهرجان الجبهة الوطنية اليوم، والمناظرة بين الرئيس ومنافسه الأربعاء ثم نعرف الفائز ليل يوم الانتخابات الأحد المقبل. ما أجزم به أن الرئاسة الفرنسية في الجمهورية الخامسة تراجعت رئيساً بعد رئيس، فليس هناك رجال من مستوى شارل ديغول وجورج بومبيدو وجاك شيراك (مشاكله الفرنسية لا تعني لي شيئاً، وإنما أذكر معارضته الحرب على العراق). في ظل هذا التراجع يظل هولاند أفضل من ساركوزي لبلاده وبلادنا.
نقلا عن صحيفة الحياة