الأسطوانة المشروخة
عندما تذهب إلى ولاية أوكلاهوما الأمريكية فأنت بلا شك ستكون شخصاً غير مرغوب به ذلك ان هذه الولاية ستكون الرحم العنصري الذي سيعمم كرهه للعرب والمسلمين، وأنا لا أقول هذا الكلام بعد زيارة لهذه الولاية - معاذ الله - فقد قربت الشبكة العنكبوتية ما هو بعيد وأدنت ما هو قاص.
والخبر يا سادة يا كرام ان محطة كبرى لتزويد وقود السيارات قد علقت لوحة ضخمة تعلن فيها للسكان والزائرين الضيوف أنها محطة خالية من وقود الإرهاب!!.. وحينما بحثت عن سر هذه العبارة المبهمة عرفت أن محطة الوقود هذه تعلن وبكل فخر أنها خالية من النفط العربي وانها ترفض دفع أموال مقابل هذا البنزين الذي يذهب ريعه لصالح الدول العربية الممولة للإرهاب الذي ينكوي بناره الأمريكيون في كافة أرجاء الأرض لا سيما المنطقة العربية!!.. حسناً نحن نسعد بأن نفطنا لا يذهب للأمريكيين لكني بالتأكيد أشعر بالنار تستعر في نفسي وأنا أرى أننا أصبحنا بهذا الرخص بحيث صار ما هو أغلى لدينا وهو نفطنا المرغوب والمطلوب أرخص شيء لدى هؤلاء الحمقى!!.. تألمت لأننا في الوقت الذي نتسابق لضخ أموالنا في ملاهي وفنادق البلاوي الملحدة الأمريكية وخزائن الاقتصاد الحكومي نجد مثل هذه الجهات التي تؤثر على شريحة كبيرة من الشعب تؤجج من الكره ضد العرب والمسلمين.. فما الذي بقى لنا لنحفظ به ماء وجوهنا؟.
ورغم ان هذا العمل لا يعدو شيئاً أمام سمعتنا التي اصبحت مرتبطة بالإرهاب ارتباطاً وثيقاً فإنني أتساءل لماذا لا تحرك الحكومات العربية ساكناً أمام هذا العداء المتنامي ضدنا؟؟.. لماذا ما زلنا نحن الإرهابيين الدمويين القتلة العنصريين؟!.. لماذا إسلامنا دين تحريض على الكراهية وتمايز الديانات وهو جامع المتشددين ومثيري الطائفية الجاهلة المحتقنة بالدماء؟!.. لماذا إسلامنا بات متهماً بأنه دين حقد وليس دين تسامح؟!.. اين دور الهيئات والمنظمات الإسلامية في تحسين صورة الإسلام والرد على كل الذين يسيؤون له من خلال التشهير وإظهاره دين إرهاب وانتقام؟!.. فحتى هذه اللحظة ومنذ هجمات سبتمبر 2001 ولا نزال أوطاناً عربية تزخر بكل ما هو غير مألوف ولذا تمادى أعداؤنا في عدائنا وسلب حقوقنا وجعلوا من أرضنا مسرحاً لعملياتهم ضد بعضنا البعض.. منذ هجمات سبتمبر
فاصلة أخيرة:
ربي..
خلقتهم وخلقتنا..
أعطيتهم وأعطيتنا..
منحتهم ومنحتنا..
فكيف كان شكرهم لينالوا ذاك الجزاء
وكيف هو شكرنا لنصبح بهذا الغباء؟!!.