رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الخليج الإماراتية: المصريون يعودون لميادين التحرير

ميدان التحرير الآن
ميدان التحرير الآن

في مشهد يعيد إلى الأذهان أجواء الأيام الثمانية عشر، التي قضاها المصريون في ميادين التحرير بالقاهرة والمحافظات إبان ثورة 25 يناير، تتوجه اليوم حشود المصريين إلى ذات الميادين مستشعرة خطورة ما تتعرض له الثورة، ولتطالب بضرورة حمايتها مما تتعرض له من مخاطر.

اللافت الى أن استحضار القوى المختلفة للميادين، جاء بعد إجراء الانتخابات التشريعية وتشكيل مجلسي الشعب والشورى، وهو ما نظرت له القوى الإسلامية بأن هذه الشرعية البرلمانية هي الأبقى والأهم لها من شرعية الميادين، إلى أن أدركت ذات القوى أن شرعية البرلمان أصبحت مهددة بفعل الدعاوى القضائية المطالبة بحله، إضافة إلى احتدام النزاع بينها وبين المجلس العسكري .
هذه القوى استشعرت خطوة تداعيات فض عرى التحالف بينها وبين “العسكري”، وأن شعبيتها أصبحت على المحك في أوساط الرأي العام، فما كان منها إلا أن أعلنت عن عودتها إلى ميادين التحرير بالقاهرة والمحافظات، وهي العودة التي لاقت ترحيباً من القوى السياسية والثورية المناوئة لها .
غير أن القوى المدنية أصبحت تطالب نظيرتها الإسلامية بالاعتذار أولا للشعب المصري عن تحالفها مع “العسكري”، ثم تراجعها عن تصريحات قادة لها بأن دور البرلمان أبقى من شرعية الميدان، إلا أن الأخيرة رأت من جانبها وعلى لسان المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، د . محمود غزلان، أن الجماعة عندما كانت ترى ضرورة النزول إلى الميدان، كانت تتوجه إليه على الفور، وأن تواجدها فيه كان بهدف التوافق مع القوى السياسية والوطنية، حتى لا يكون لها انفراد بالميدان، وأن أحد عينيها كانت على البرلمان، والأخرى على الميدان .
وأياً كان تبرير القوى الإسلامية لانقطاعها طوال الشهور الماضية عن ميادين التحرير، فإن عودتها تؤكد حيوية وتأثير هذه الميادين في مسار الثورة، وأن الشعب يلجأ إليها لتصويب مسار الثورة، خاصة أن بوصلة هذا المسار أصبحت تتعرض لكثير من

العطب ما قد يهدد مسار المرحلة الانتقالية ذاتها، بعد ما تردد عن رغبة المجلس العسكري بتأجيل الانتخابات الرئاسية في حال عدم التوصل لصياغة الدستور الجديد .
ولذلك أدركت القوى السياسية بمختلف تياراتها عدم استدارة البوصلة، ووجدت في ميادين التحرير ملاذاً لاعتدالها، وتصويب مسارها، وذلك عندما أعلنت حشود سياسية وثورية وإسلامية أنه لا يمكنها بحال الصمت على ما تتعرض له الثورة من مخاطر وتهديد .
ويؤكد المراقبون أن ذات القوى عليها أن تدرك أهمية المرحلة الفاصلة التي تحياها الثورة، وأن بحثها عن المشترك فيما بينها سيكون هو الضامن لنجاح الثورة وتصويب مسارها وتحقيق أهدافها، وأنه لكي يتحقق لها ذلك فعليها أن تتخلى عن مصالحها ومكتسباتها، والالتفات إلى ما يحاك ضد الوطن وما يخطط لإجهاض الثورة .
والمتأمل لهذا الأمر يرى أن جميع القوى تبدي تأكيدها في إعلاء مصلحة الوطن والثورة بالأساس، بعيداً عن تحقيق أية مصالح آنية، غير أن عذابات الشهور الماضية وما تعرض له المصريون من حالات فوضى وتخريب قد يخالف ذلك، إلا أن المؤكد أن القوى السياسية تدرك عند لحظة ما أنها لحظة فارقة، فيجب عليها أن تتوحد لتحقيق التوافق، وضبط البوصلة ودعم الثورة والحذر مما يحاك ضدها .