عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حلم مواطن عربي

بوابة الوفد الإلكترونية

منذ معركة “الجمل”، ذهب الجمل بما حمل، والنيران تشتعل، والأحزان تنخل الدم وتنخر العظم، وصار الخلاف الدموي، الثابت والمتحول صمود الأوضاع الإنسانية لدينا لفترة وجيزة، ثم تعود حليمة لعادتها القديمة.

مواطن عربي يحلم، ويستدعي جل مشاعره لأجل أن يؤكد لنفسه أنه فعلاً يشعر بالأمان والاطمئنان من حروب وطوائف واقتتال ملفوف بأكياس شعاراتية بلاستيكية مسرطنة، يحلم بأن تصبح الأوطان العربية بلا منغصات طائفية، ولا مكدرات عرقية ولا مصائب احتلالية واستعلائية وفوقية، تصيب القلب في مقتل، ولا خرائب شوفينية إقصائية إلغائية.
مواطن عربي يحلم بأن تعود الأمور إلى نصابها الصحيح بعد أن خرجت عربات القطار عن خط السكك منذ دهور ولم تزل تتهاوى في عراء مكتئب، تتسرب إليه رياح مغبرة عاتية من كل صوب.
مواطن عربي يحلم بأن تتحرر أوطاننا من ابتلاءات وافتراءات وهراءات أتعبت الصدور ومزقت الثغور حتى بدا الوطن العربي ساحة مفتوحة إلى الأبد، لكل حثالة ونخالة، صار معجماً لأسماء الذين يسقطون جراء جرائم بشعة وكلها بحجة قيم ومبادئ واهية مصطنعة، ولا يراد منها غير باطل وعاطل، وفكر مماطل ومخاتل، وفي كثير من الأحيان جاهل غافل عن حقيقة ما يفعله ويدبره.
مواطن عربي يحلم، ويعلم أن حلمه مجرد أمنية غريق يناجي الفراغ من أجل نجاة، يحلم بأن تصفو القلوب، وتستيقظ الضمائر، وتعي البصائر أن ما يجري لا يصب إلا في خانة تكسير العظام وتهشيم البيوت من الداخل وإبقائها على حال العجز الكلي.
مواطن يحلم بأن تعي الأنظمة العربية وشعوبها بأن الجدران الخفيفة لقمة سائغة لمن يريد أن يحقق مصالح، ولمن يريد أن يستغل ظروفاً، ولمن يريد أن يقفز على الحبال

ويحرق المراحل ليعيد تاريخاً أهمله التاريخ على حساب أوطاننا.
مواطن عربي يحلم بأن ينجلي الليل العديم، وتشرق شمس النهار على وجه امرأة، باسمة منعمة بالفرح، لم تفقد بعلاً ولا ابناً ولا أباً، وجه امرأة يئن بحمرة الانتشاء، بواقع أسعدها بالتواؤم والانسجام وأمتعها ببهجة الأرض، التي ارتوت بالماء لإنبات زرع الحياة، وشرح صدرها لأن لا دماء تسيل هدراً من أجل غايات ونوايا لا يعلم سرها وفحواها غير الله.
مواطن يحلم بأن يستيقظ أصحاب القبور ليروا أوطانهم قد تجاوزت المحن، وحققت الأمن، ووصلت منجزاتها لتحاذي هامات السحاب، وحفظ الجميع مكتسبات الأوطان ورعوها، وحموها من مخالب الشيطان المتسربة في كل جهة ومكان.
مواطن عربي يحلم بأن لا تنجرف الشعوب خلف دعايات وادعاءات، وألا يسربوا عقولهم في دياجير ليلة ظلماء وأهداف ظالمة، وأن يعي الجميع أن الانتماء إلى الوطن خير وسيلة لعلاج الاغتراب الذاتي والاستلاب النفسي، وأن تفهم الشعوب بأن غير الأوطان لا أحضان تضم وتحمي من شرور الزمن، ومهما ادعى المغرضون المهرولون باتجاه تراكمات وعقد نقص، فإنهم يكذبون.. يكذبون.
نقلا عن صحيفة الإتحاد الإماراتية