رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة إيرانية إلى مجلس التعاون الخليجي

بوابة الوفد الإلكترونية

(1)في الأسبوع الماضي قام الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بطريقة مفاجئة بزيارة رئاسية إلى جزيرة أبوموسى المحتلة منذ عام 1971 من قبل إيران الشاه وظن الناس الطيبون من حكام الخليج العربي أن الثورة الإيرانية بقيادة الخميني جاءت لتصحيح كل أخطاء وإنهاء جرائم الشاه بما في ذلك احتلال الجزر العربية الثلاث، والذي كان يعتبر شرطي الخليج المعين من قبل أمريكا. وبقي الحكام الطيبون في الخليج على اعتقادهم ذلك رغم أن الفرص كانت مواتية لاستعادة هذه الجزر إلى سيادة دولة الإمارات بأقل التكاليف إلا أن تلك الفرص ضاعت من يد حكوماتنا الرشيدة.

الرئيس الإيراني أحمدي نجاد زار الجزر برفقته قيادات عسكرية وبرلمانية ومخابراتية وإعلامية رفيعة المستوى في ظروف عربية وخليجية غاية في السوء فأوضاع مصر جسد الأمة العربية في حالة مخاض وتتخاطفها أمواج عاتية سياسية داخلية وخارجية وهي منشغلة بحالها، العراق تم اختطافه وسجلت له شهادة ميلاد إيرانية خيراته وموارده تسد فجوات الحصار الدولي على إيران، واليمن الشقيق يطارد شعبة وقياداته بالسلاح عبر الجبال والوديان والقرى والمدن من أجل الانتفاع والعابثين بأمنه بالمال والسلاح قوى خارجية يدعمها في الداخل جماعات وقيادات تحب المال والسلطان حبا جما ولا علاقة لهم بقيام دولة يمانية ذات شأن، والأردن الشقيق يعاني من هجرات لاجئين من كل دول جواره ولا معين له من أهل المال والجاه من العرب، والسودان وجراحه دامية وقيادات فاشلة يتفتت السودان بين أيديهم وهم يتصارعون من يحكم السودان. وسورية الحبيبة دماء شعبها تنزف وجراحها عميقة سلطة تريد البقاء في الصدارة ولو ضحت بخمسة ملايين قتيل وضعفهم جرحى وشعب يريد انتزاع حريته وكرامته. النظام السياسي في دمشق وجد من يعينه سياسيا وعسكريا وماليا ومتطوعين مقاتلين أما الشعب السوري فلم يجد إلا وعودا وصرخات إعلامية عربية ودولية.
حال خليجنا العربي ليس أحسن فجراح دامية في البحرين، والكويت في مخاض عسير بعد احتلال العراق، والإمارات تعيش في قلق تارة من إيران وأخرى من الحركات الإسلامية كما قال بذلك قائد قوات الأمن في دبي إلى جانب أمور أخرى، والسعوديون يخشون من محيطهم أن تتدفق أزماته إلى عقر دارهم.وقطر تبحث عن نصير عربي يعينها لإجراء عمليات إصلاحية لأوضاع الأمة العربية قبل الطوفان.
(2)
في ظل هذه الظروف أتت زيارة الرئيس الإيراني إلى الشواطئ الغربية للخليج العربي وعلى مقربة من عواصم هذه الدول.
أتى إلى هنا ليوصل رسالة إلى حكامنا الميامين نصها أنتم في الخليج تريدون حصارنا اقتصاديا وتعوضون بنفطكم ما أحجم زبائننا في الشرق والغرب عن استيراد نفطنا طبقا لقانون الحصار المفروض علينا، تريدون إلحاق الهزيمة بحلفائنا في دمشق بأموالكم وإعلامكم ونفوذكم الدولي، ونحن نقول نحن أقوى منكم في كل هذه المجالات وجدرانكم مبنية

من زجاج، وحلفاؤكم من الغربيين لن ينجدوكم إذا أردنا بكم ما نريد فعله.إنكم تريدون القضاء على أعواننا وأنصارنا وأتباعنا في البحرين والخليج عامة، ونحن نقول لكم ارفعوا أيديكم عنهم وإلا فالبحرين جزء من السواحل الإيرانية وأذكّر قادتنا ونخبنا الميامين بموقف إيران عام 2009 برلمانيا وسياسيا وإعلاميا في هذه المسألة. إن أحمد نجاد نزل على سواحلنا العربية بكل ثقة بعدما اطمأن على حلفائه في دمشق للبقاء في السلطة طويلا بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2042 القاضي بإرسال مراقبين دوليين، وبعدما جرجروا الأوربيين للمرة الستين لمحادثات في إسطنبول هذا الأسبوع حول مشروع إيران النووي والتنازلات التي قدمها الغربيون لإيران في هذا الشأن.
(3)
اليوم أو غدا ستجتمعون معشر وزراء خارجية دول التعاون الخليجي للنظر في أبعاد زيارة الرئيس الإيراني لجزيرة أبو موسى المحتلة، وقرار إيران بإرسال أفواج سياحية إلى تلك الجزر ماذا أنتم فاعلون؟ حتما ستصدرون بيان إدانة وشجب لتلك الزيارة وستبلغون مجلس الأمن الدولي والأمانة العامة للأمم المتحدة بذلك الاستنكار والشجب والإدانة كل ذلك في اعتقادي غير مجد وعمل غير رادع.
المطلوب إذا كنتم تمتلكون إرادة سياسية في هذا الشأن وموقف حكام الإمارات الستة الأعضاء في اتحاد موحد في هذه المسألة فإن أول عمل لكم موحد هو دعم وتأييد فصائل المنظمة الوطنية لتحرير الأهواز المحتلة عام 1926 من قبل إيران، استدعاء كل سفراء مجلس التعاون من طهران وعدم عودتهم قبل حل مشكلة تلك الجزر المحتلة، قوات درع الجزيرة مطلوب منها التصدي لقوافل السياحة الإيرانية المتجهة نحو تلك الجزر ومنعها من الوصول إليها ولو بمعونة دول الحلفاء الذين قدمنا لهم الكثير جدا في حربي احتلال أفغانستان والعراق.
آخر القول: هل فهمتم أبعاد زيارة الرئيس الإيراني لجزرنا العربية المحتلة؟ أرجو ذلك.

نقلا عن صحيفة الشرق القطرية