رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عمر سليمان ولعبة المجلس العسكري

أحمد فودة
أحمد فودة

تتابعت التطورات على الساحة السياسية المصرية بسرعة شديدة خلال اليومين الماضيين، حتى ظن البعض أن هناك انقلابا جديدا في الخريطة السياسية الخاصة بالانتخابات الرئاسية بعد إعلان ترشح اللواء عمر سليمان نائب الرئيس المخلوع.

وجاءت ردود الأفعال السياسية والشعبية الغاضبة متسقة مع هذه المفاجأة التي كان كثيرون لا يتوقعونها، حيث رأت قوى سياسية مختلفة التوجهات أن دخول سليمان سباق الرئاسة هو إهانة كبيرة للثورة المصرية، لأنه لا يعقل أن يقوم الشعب بالإطاحة به وبرئيسه، ثم يأتي ليعلن عودته إلى السلطة بواسطة هذا الشعب في أول انتخابات تجرى بعد الثورة.
لكن القراءة المتعمقة لهذا المشهد سوف تقودنا إلى أن هناك أهدافا خفية أراد المجلس العسكري، الذي دفع بعمر سليمان إلى سباق الانتخابات، أن يحققها من وراء ذلك. يتمثل الهدف الأول في تحويل الأضواء بعيدا عن المرشح الحقيقي للعسكر وهو عمرو موسى، وتوجيه غضب الشعب ضد سليمان الذي يعلم الجميع وعلى رأسهم العسكر، أنه المرشح الخاسر.
وبالفعل فقد تحقق هذا الهدف بنجاح. فإذا ما تتبعنا ما نشرته وسائل الإعلام المصرية خلال اليومين الماضين سوف نجد أن التركيز الأساسي انصب على قرار ترشيح سليمان وردود الفعل عليه ما بين مؤيد من فلول النظام السابق وما بين معارض من قوى الثورة المختلفة. فيما اختفى الحديث تماما عن عمرو موسى والمعركة الكلامية التي كانت تجري بينه وبين مرشحين آخرين والتي ظهرت خلالها بعض الأسرار المتعلقة بموسى من قبيل أن له أخا يحمل الجنسية الفرنسية وربما يكون يهوديا كما ردد البعض.
كما سعى المجلس العسكري من خلال هذه الورقة إلى سحب الأضواء بعيدا عن خيرت الشاطر مرشح الإخوان، حيث أدت الحملة الإعلامية ضده بعد إعلان ترشحه إلى نتائج عكسية. فقد زاد تعاطف الناس معه كثيرا، خاصة وأن كافة وسائل الإعلام المؤيدة للعسكر أو تلك التي يسيطر عليها التيار العلماني اتبعت خطا هجوميا ضد الشاطر يقوم على أساس أن الإخوان ليس من حقهم الدفع بمرشح لهم دون الاهتمام بمناقشة برنامج الشاطر أو الإمكانيات التي يملكها والتي شهد بها أعداءه قبل أصدقاءه، من قبل.
أما الهدف الثاني والأكثر أهمية فيتمثل في تهيئة الأجواء لتزوير الانتخابات في حال استطاع التيار الإسلامي أن يتوحد خلف مرشح وحيد يتوقع أن يكون مرشح الإخوان، وهو ما يعني عدم قدرة موسى على مواجهته. هنا سيقوم العسكر بالتدخل من أجل تمرير وصول موسى إلى مرحلة الإعادة مع مرشح الإسلاميين ثم إعلان فوزه. وحينها لن يستطيع التيار الإسلامي إثبات

تزوير الانتخابات لأن المجلس العسكري سيتحجج بأنه لو أراد تزويرها لقام بذلك لصالح عمر سليمان مرشحه الرسمي.
هذا السيناريو دفع التيار الإسلامي إلى السعي لكشف مخطط العسكر عبر التركيز على مرشحه الحقيقي وهو عمرو موسى، من خلال إدارة الصراع السياسي والإعلامي على أساس أن المواجهة هي بين الإسلاميين والفلول المتمثلين في عمر سليمان وعمرو موسى وأحمد شفيق. فضلا عن العمل على توعية الشعب بضرورة التصدي لعملية تزوير الانتخابات التي سوف يلجأ إليها العسكر، من أجل ممارسة ضغوط شعبية وسياسية متزايدة تدفع المجلس إلى التفكير كثيرا قبل اللجوء إلى هذا السيناريو.
ويسعى الإسلاميون إلى الاستفادة من اتساع نطاق الغضب ضد ترشح سليمان وتوجيهه نحو المجلس العسكري، مستعينة بالمناخ السلبي الذي أحاط بلعبة المجلس الخاصة باستبعاد بعض مرشحي التيار الإسلامي مثل الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل.
والهدف النهائي هو إجبار العسكر على الدخول في مفاوضات حقيقية لتسليم السلطة يقوم على أساس الموافقة على حصول المؤسسة العسكرية على موقع متميز في الدستور الجديد يحافظ على خصوصيتها كجزء من الأمن القومي لمصر وكذلك استمرار سيطرتها على المؤسسات الاقتصادية التي تملكها، فضلا عن استمرار الامتيازات التي يحصل عليها ضباط الجيش، مقابل عدم قيامهم بتزوير الانتخابات ووصول مرشح الإسلاميين إلى رئاسة الجمهورية وتشكيل الحكومة دون تدخل منهم.
وفي حال تم التوصل إلى هذا الاتفاق فسوف تتم عملية تسليم السلطة بشكل سلس دون مشاكل قد تتحول إلى كوارث كبرى تفوق تلك التي حصلت وما زالت تحصل في دول مثل ليبيا وسوريا، إذا ما أصر العسكر على السير حتى النهاية في مخططهم لتزوير الانتخابات لصالح عمرو موسى.

نقلا عن صحيفة الشرق القطرية