عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القبس الكويتية لعمر سليمان: أنقذ الثورة المصرية

بوابة الوفد الإلكترونية

للمرة الأولى منذ الاختلاف الكبير على التعديلات الدستورية التي استفتي عليها الشعب في 11 مارس 2011، وما تلاها من عثرات ترتبت عليها، فوجئ الشعب المصري بتوحد معظم الأحزاب والقوى الثورية والائتلافات والجماعات الدينية والسياسية على هدف واحد، لتحقيق أحد أهم أسباب قيام ثورة 25 يناير:

إقصاء جميع من أفسدوا الحياة السياسية طوال عدة عقود.. بعدما رأوا رجل المخابرات القوي السابق ونائب حسني مبارك في آخر عشرة أيام من حكمه، اللواء عمر سليمان يترشح لمنصب الرئيس.
هذا التوحد، أو الصحوة المتأخرة، تبدو مثيرة وممتعة أمام رجل الشارع العادي، وأمام معظم أجهزة الأعلام، اذ جاءت الفرصة للوم وانتقاد الأغلبية المسيطرة على طبق من ذهب، وطرح السؤال الأهم: أين كنتم طوال عام مضى؟
فإذا كان ترشح عمر سليمان للرئاسة جاء مفاجئاً، وقبل إغلاق باب تقديم طلبات الترشيح بدقائق، ومحطماً كافة قواعد المنطق وبعبارات صاغها سياسي داهية بحجم وحنكة الدكتور مصطفى الفقي، إلى العودة للترشيح في اللحظات الأخيرة!
مراقبون عادوا الى قراءة بيان سليمان بأنه مسح وكتب بيده العكس تماماً، بل وخاطر بكل تاريخه، معرضاً نفسه للاغتيال السياسي والمعنوي.
بينما توقف بعض خصوم سليمان ملياً أمام قراره الترشح شريطة اكتمال عدد 30 الف توكيل من 15محافظة على الأقل، فاذا به يقدمها بعد ظهر الأحد التالي، ففجر خصومه مفاجأة جديدة بقولهم ان أوامر «سرية» صدرت الى رجال الجيش بتوجيه عائلاتهم لاستخراج توكيلات بالترشح، بل وتم رفع دعوى قضائية.
وعلى الجانب المواجه، يؤكد مؤيدو سليمان أن هذه التوكيلات وأكثر، كانت جاهزة وبحاجة فقط للمراجعة والترتيب.

في موكب شبه رسمي
قراءة المشهد الحالي بنظرة واقعية ومحايدة ستستوجب التوقف عند لحظة فارقة، لحظة دخول سليمان الى مقر اللجنة لتقديم مستندات ترشحه في موكب شبه رسمي، هذه اللحظة حولت الاشاعات الى حقيقة، فكان أن انفتحت على سليمان أبواب الجحيم على مصراعيها.
في الوقت نفسه، فان أحاديث المواطنين العاديين على المقاهي وفي وسائل المواصلات تتسم بـ «شماتة» واضحة، فهم يرون أن معظم اللاعبين تذكروا فجأة «الثورة المصرية» التي تخلوا عنها، واجتمعوا واتحدوا فجأة على أن ترشح سليمان ردة الى الخلف، واستنساخ لنظام مبارك، وأنه (سليمان) كان الساعد الأيمن لمبارك طوال عشرين عاماً قضاها على رأس جهاز المخابرات، وأنه شارك في قمع التيارات السياسية وتعذيب البعض منها، وأن مكانه الطبيعي هو السجن.. والمزيد من هذه العبارات الثورية والاتهامات التي يرددها البعض بسخرية نقلاً عن ضيوف البرامج التلفزيونية.

المتضررون من الإسلام السياسلا
ولم يغب عن حالة «الشماتة» قوى تضررت من سيطرة تيارات الاسلام السياسي على الساحة، فوجهوا اليها انتقادات لاذعة، واتهموها بأنها تناست أن معظمهم جلسوا على طاولة واحدة مع سليمان إبان الجلسات الحوارية مع جميع التيارات عقب تعيينه نائباً للرئيس في محاولة لايقاف هدير أمواج الثورة قبل خلع مبارك، بل إن دعوته لقيادات جماعة الاخوان تحديداً لهذه الاجتماعات كانت أول اعتراف رسمي من الدولة بوجود الجماعة على أرض الواقع!
وبما ان المشهد منذ خلع مبارك أصبح غامضاً وخالياً من الشفافية، فقد بات حديث الشارع والاعلام أسئلة جديدة: ما الذي استفز التيارات الى هذه الدرجة من الصراخ والوعيد والتهديد بالعودة الى الشوارع والميادين، لوأد محاولة سليمان الترشح؟ وأين المواطن العادي الذي سيختار رئيسه الجديد من هذا الصراع العنيف؟

ليس الرمز الوحيد لحكم مبارك
وهل هذه الفزعة الجماعية ضد سليمان كونه «هو فقط» أحد أكبر رموز نظام مبارك،

وما ينطبق عليه لا ينطبق على الكثيرين ممن هم في سدة الحكم أو خارجه، سواء عسكريون أو مدنيون؟
أم إن لسليمان شعبية يخشونها، ورصيدا لدى المواطن العادي، يرى فيه منقذاً من «أكذوبة» تردي الأوضاع الأمنية، وإعادة لعلاقات خارجية اهتزت بعنف على أيدي صناع الكلام العنتري الجدد؟
ويرى محايدون أن لومهم للأغلبية السياسية ليس من قبيل الدفاع عن سليمان كشخص، سواء أصر على المضي في طريق الأشواك، أو انسحب بارادته من سباق الرئاسة في أي لحظة، أو أبعد بقوانين مستحدثة تشوبها شائبة عدم دستوريتها.. بقدر كشفهم لأطماع نخبة لم تستوعب المعاني السامية لثورة شعبية سلمية، فأعطوها ظهورهم بشكل فج، وتركوها تتمزق وتداس بأحذية عسكرية، فيما هم انشغلوا، كل حسب قدراته وتعداده، بالانقضاض على كعكة الثورة، ينهلون منها بأيديهم وأسنانهم.

أخمدوها هم قبل أعدائها
أحد أهم قيادات حركة 6 إبريل سألناه منذ أيام عن رأيه في المشهد، فقال ساخراً: عندما خرج لهم «عفريت» اسمه عمر سليمان من القمقم، ارتعدت فرائصهم، وتذكروا الثورة التي أخمدوها هم قبل أعدائها، ويرددون الآن أنها تسرق.. لقد تذكروا الثورة فجأة!
ويضيف: اذا فالشكر كل الشكر لسليمان، فقد أنقذ الثورة من النسيان في غياهب الجب، وأعاد كافة اللاعبين الى المربع رقم واحد، الذي كان يفترض ان يبدأ منه التحرك نحو مستقبل أفضل اعتباراً من 11 فبراير يوم خلع مبارك.
ويختم القيادي الأبريلي: أننا كقوى ثورية لن نسمح لسليمان وأحمد شفيق تحديداً، ومن بعدهم من فلول النظام البائد بالعودة الى الساحة التي أفسدوها، وموعدنا في ميادين وشوارع مصر بثورة سلمية جديدة.
ومع تسارع وتيرة الاحداث، شمر البرلمان عن ساعديه وأخرج قانون العزل السياسي (أو الغدر في نظر البعض) من الأدراج، وتوالت القضايا والطعون ضد سليمان وغيره من بقايا أعوان مبارك، واضطر معظم المرشحين المتنافسين الى التوحد واستعد بعضهم الى الانسحاب من السباق كخطوة أولية تسبق التوافق على أقل عدد من المرشحين يتحدون في مواجهة «الفلول»، بانتظار شكل جديد لخارطة الطريق نحو مقعد الرئيس الذي لن تتحدد ملامح المرشحين الحقيقيين له قبل 26 الجاري، موعد اعلان القائمة النهائية بعد حسم الطعون.
وقبل هذا التاريخ، وربما بعده بعدة أيام، لن تتضح أي موازين أو قوى تميل لمصلحة مرشح على حساب الآخر.