عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فواتير جرحى الثورة الليبية في المستشفيات العربية بين الحقيقة و الخيال .

ضحايا جرحى ثوار ليبيا  مادة  شرهة لإبتزازهم  صحيا  و حياتياً  من قبل " المارد العربي في العالم العربي في دجلة في عمان في مصر في لبنان في المغرب العربي" ( إنتهى الفاصل )  و أصبحت هناك مناخاً خصبا للتربح بلا حسيب

و لا رقيب علي أساس أنها شطارة و مهمة قومية في نظرهم .  إنها صفقة الموسم بلا منازع و مادة دسمة لا تتكرر  للمقاولات و الإغتناء ربما لا تتكرر بعد أن ضربهم الكساد  . لقد سمعنا و شاهدنا في كل الدنيا  في حروب  البوسنة و الهرسك ، في زلازل  هاييتي  و الصين ، في مجاعات أفريقيا  و في نكبات رواندا و دار فور أن هناك صوتا إنسانيا ينادي دائما  في السحر  أوقات الأزمات ، فتتسابق الضمائر علي  إنقاذ ما يمكن إنقاذه من ضحايا  كوارث لبني البشر جراء مصائب الحروب  و الإقتتال الجائر و الزلازل و نوائب البشرية و الطبيعة دون أن يدفعهم لذلك حافز الربح المادي الجائر و غير الجائر  إلا في الحالة الليبية فقد تكالب  الجميع الأخ قبل الصديق  علي إستثمارها  لمضاعفة فواتيرها ضربا لأسداسها في أعشارها  بلا  خجل لا نخوة  تذكر .  فمن العيب و العار الذي سيوثق في ذاكرة الليبيين  أن  يتكالب و يشهر بعض العرب  فواتيرها  المزورة قبل أن يكتمل العزاء  و تجف الدماء و تشفى أعراض الوباء ، و  تخمد  نيران الحريق  و تحط الحرب أوزارها . فمن  مطالب بتعويضات مزيفة لعماله و شركاته كمناشف لتبرير الوسيلة  إلي تزوير فواتير علاج جرحى حرب الثورة الليبية ، علما بأن باب الإستدراج كان قد شرع بنصب فخ أبدت ظاهريا فيه  رحابة صدر إشفاقية موجوعة لحال لجراحنا منقطعة النظير  و تألمت لآلامهم  آنذاك ،  لكنه إتضح أنه ما كان إلا شِركاً  إبتزازيا كان منصوباً و إستغفالا للعقليات و توريطها في فواتير ضخمة كفيلة ببناء مستشفيات شاهقة في كل مدن ليبيا ، ذلك الإستغفال مورس ببجاحة  رغم أن كل نظريات التأمين و نصوص القوانين لا تجيز التعويض عن أضرار حدثت لأسباب قهرية  خارجة عن إرادة الإنسان كالحروب و ظواهر الطبيعة و المجاعات و الأوبئة  . فمن العيب أن تفتح بعض الدول الغربية و المنظمات الإنسانية  ميزانياتها و ديارها و مشافيها و هممها  بكرم و سخاء أمام جرحى ثوار ليبيا ، و إن طالب بعضها بتكاليف المصروفات فأغلبها كان منطقيا و كانت تلك المطالبات علي إستحياء .  بينما إخوة العروبة و الدم يفتحون دفاترهم المحاسبية للربح و الخسارة و يعاملون ملف الجرحى الليبيين كصفقة موسمية ، و كانت مطالباتهم جهارا نهارا بل عقدوا لذلك المؤتمرات و الندوات و التصريحات علي متن صحفهم  ، رغم أن حال الجرحى لم يتحسن بل إستمرت معاناتهم  رغم الفواتير الجزافية الشاهقة و رغم أن

أعداد كبيرة قد عادوا في صناديق جنائزية . لذا  طالما وصل التطاول الإبتزازي علي العقلية و السيادة الليبية  إلي هذا المنتهى  دون حياء،  أنصح بكل جدية عدم الإعتداد بأية فواتير مزورة مبالغ فيها  مشكوك في أمرها التي يجب طرحها أرضا ،  و الممعقول منها يجب ألا تمر مرور السلام إلا بعد  إتخاذ كافة تدابير  الحيطة و كامل التدقيق و المراجعة المحاسبية لتلك المطالبات من بعض الدول العربية الإبتزازية وفقا للظروف و الإمكانيات المتاحة و الأوقات الملائمة ، و إذا أصرت تلك الأطراف علي مواصلة هذا المواقف الإنتهازية  ففي النهاية لا تعويضات تحت رحى الحرب و كل قوانين و ضمائر و فتاوي العالم تؤيد هذا الموقف فما هذه الوقاحة و السفاقة فجرحانا ليسوا مشروعا إستثماريا و إرادتنا و ثورتنا ليست صفقة إبتزازية لفشلة إنتهازية تمقتها حتى شعوبها و تتذمر منها ، فنحن لم نوقع إتفاقيات و لا عقود مع سماسرة مبتزين و علي حكوماتهم و دولهم الإنتباه جيدا إلي أولئك العابثون في علاقاتنا الدولية و إتخاذ مواقف جادة إزاءهم إحقاقا للعدل و للسياسة و للدبلوماسية التي يجب أن تلقى في كنف مقاولون يعرفون أنفسهم أنهم جائرون لكنهم يلعبون لعبة الحظ إما أن يصيب و إما أن يخفق و في كلا الحالتين فهم لا يخسرون شيء لكن شعوبنا هي التي قد تخسر إذا تمادى هذا العبث  . فأرجوكم لا تلطخوا أواصر العروبة  و لا تشوهوا وشائج الإخوة و القربى ، فإتركوا الجشع قليلا و إتركوا ليبيا تضمد هي نفسها  بذاتها جراحاتها  إلي حين ، فيكفي  ما تواجهه من تحديات و يكفي ما بها من أمراض عضال و مصائب جسام إلتأمت عليها من كل صوب ، و كفوا عن ليُ الذراع الموجوعة . و إنتظروا قليلا فستنهض ليبيا من نقاهتها و تستفيق ثم لكل معاملة مثيل .