رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مهلكم على مصر

سمير عطا الله
سمير عطا الله

عندما جاء عمرو موسى سفيرا لمصر إلى الأمم المتحدة سرت في أروقة المبنى إشاعة تقول إن أمه هي الممثلة اليهودية راقية إبراهيم. وعندما رشح نفسه للرئاسة تغيرت الإشاعة إلى أن له أخا من علاقة بين والده وبين راقية إبراهيم.

كلما ضعف الفاشلون أمام حقيقة تلطوا خلف سفول الإشاعات. هكذا قيل بإصرار إن أم ياسر عرفات يهودية وكذلك أم صلاح خلف (أبو إياد)؛ الأول والثاني في تأسيس «فتح». ولحقت الإشاعات السافلة مروان البرغوثي إلى سجنه حيث يقضي حكما بالمؤبد خمس مرات.
لكن الإشاعات ليست مهمة لأن من يلوكها ليس مهما. ومن يسلم بها دون أي تساؤل ليس مهما أيضا. الأكثر قساوة في معركة الرئاسة المصرية هو الجانب العنصري. يريدون منع الشيخ حازم أبو إسماعيل من الترشح لأن والدته كانت تحمل جواز سفر أميركيا. ليس لأنها مولودة في أميركا بل لأنها هاجرت إليها. أين هذا؟ في بلد نحو 20 في المائة من أهله مهاجرون. من أحمد زويل ومجدي يعقوب إلى باعة الكستناء في نيويورك. ومن محمد الفايد الذي تملك «هارودز» وقصر دوق وندسور في فرنسا إلى أصدقائنا عمال محطات البنزين في بيروت.
نأمل من لجنة صياغة الدستور الجديد أن تأخذ في الاعتبار المعطيات الجديدة، مثل وضع أحمد زويل، أو المعطيات القديمة مثل محمد علي مؤسس مصر الحديثة. جواز سفر أميركي لأم حازم أبو إسماعيل ليس داء الكوليرا ولا الهواء الأصفر ولا يهدد تاريخ مائة من الفراعنة.
كان أحد إخوة باراك أوباما محكوما في إحدى إصلاحيات نيروبي. واليوم أوفر المرشحين لرئاسة الكنيسة الانغليكانية في

بريطانيا هو الأوغندي جون سنتامو، وله شقيق في كمبالا غارق في فضائح جنسية. العالم تغير. أو بالأحرى تطور بمعنى العودة إلى الزمن الذي كان يسمح لعائلة لبنانية بتملك صحيفة «الأهرام»، الأولى في زمن الملوك وفي زمن الثورة. أو الزمن الذي كان فيه اللبناني الشيخ مصطفى صادق الرافعي من كبار الفقهاء. أو الزمن الذي كانت فيه اليتيمة اللبنانية فاطمة اليوسف تهدد في صحيفتها مصطفى النحاس باشا وحزب «الوفد».
ليس دور مصر ولا حجم مصر ولا صورة مصر أن تعاقب مرشحا مرموقا على جواز سفر أمه. تترك هذه الصغائر للدول الصغيرة والضيقة التي تجد في العنصرية حمايتها الوحيدة. لا تدفعوا مصر إلى الزوايا الخانقة والتفاصيل التافهة والبليدة. الحاكم العام في كندا سوداء وقبلها صينية. ماذا يفرق في سيرة عمرو موسى أنه كان لوالده النائب علاقة خارج مصر؟ ألم تدع تونس، مهد الربيع العربي، إلى إعادة عصر الجواري؟ هل هذا عقل مصر أم قلبها؛ حرمان حازم أبو إسماعيل بسبب جواز سفر أمه؟
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط