رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تراب وطني ولا صخرة أمريكا

فواز العجمي
فواز العجمي

عندما تقول وزيرة الخارجية الأمريكية السيدة هيلاري كلينتون إن أمريكا ستكون صخرة لحماية أمن الخليج، فهذا يعني أنها تستخف بالخليج العربي وشعبه وتعتبر أن هذه المنطقة عاجزة عن حماية نفسها.

وعندما يتحاور وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع هذه الوزيرة الأمريكية في اجتماع عرف باسم "منتدى التعاون الاستراتيجي" ويسمعون منها هذا الكلام، فإنهم بذلك يجردون أنفسهم من قوة شعبهم الخليجي العربي لأن من يحمي الخليج هو شعبه فقط ولا يحتاج إلى صخرة أمريكا.
نحن لسنا بحاجة لصخرة أمريكا لتدافع عنا ويكفينا أن ترفع أمريكا صخرتها من فوق صدورنا وأن تتوقف عن ابتزازنا وتهديدنا واستغلالنا بحجة أنها حامي الحمى والصخرة التي تتحطم فوقها مطامع الآخرين، لقد كان الخليج العربي هو الصخرة التي تدافع عن أمريكا وقدم مليارات الدولارات لحروبها في أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي سابقاً وقدم آلاف الشهداء في أفغانستان دفاعاً عن مصالح أمريكا.
وكنا صخرة لحماية أمريكا عندما شنت عدوانها وحربها واحتلت العراق عام 2003م، وقدمنا مليارات الدولارات أيضاً وقدم العراق مليونا ونصف المليون شهيد وستة ملايين مشرد وها هي أمريكا تسرح وتمرح بالعراق من خلال العملاء والخونة الذين جاؤوا على ظهور الدبابات الأمريكية.
أما أن أمريكا ترغب وتعمل من أجل أن تكون صخرة للخليج أمام إيران، فهذا مضحك مبك لأن الأمور أصبحت مكشوفة وواضحة فإيران التي تحذرنا منها هي حليفة لأمريكا وهي التي ساعدت أمريكا لاحتلال العراق والمسؤولون الإيرانيون يؤكدون هذه الحقيقة وقالوا لولا إيران لما استطاعت أمريكا احتلال العراق.
الصخرة الأمريكية التي أعلنت عنها كلينتون لحماية الخليج ما هي

إلا محاولة لابتزازنا والضحك على ذقوننا، فكم كنا بحاجة إلى صخرة لحماية الشعب الفلسطيني وحماية الشعب العربي من اعتداءات العدو الصهيوني فكانت هذه الصخرة بعيدة المنال حتى تلك الطائرات المقاتلة الأمريكية التي نشتريها لا يمكن لها أن تصل إلى تل أبيب أو أن سر ومفاتيح قتالها لا نملكها وإنما تبقى سراً بيد أمريكا خوفاً على حليفتها وربيبتها "إسرائيل" وكانت ولا تزال فلسطين والوطن العربي مكشوفين أمام العدو الصهيوني، لهذا نقول للإدارة الأمريكية بأن وعدها بأنها ستقف كالصخرة لحماية أمننا بأنها تكذب لأنها صخرة حقيقية لحماية عدونا فقط.
علينا ألا نصدق هذا الكلام الأمريكي المعسول وأن نعتمد على الله وعلى قوة شعبنا في حماية أمننا ونعلن لمن يحاول ابتزازنا واستغلالنا أن شعب الخليج هو الصخرة التي ستتحطم عليها أطماع الآخرين وأطماع أمريكا بنهب ثرواتنا من خلال إجبارنا على شراء أسلحتها وتشغيل الشركات العسكرية لإنقاذها من الإفلاس.
شعب الخليج هو التراب الذي يتحد لحماية أمنه، لهذا أقول "تراب وطني ولا صخرة أمريكا".
نقلا عن صحيفة الشرق القطرية