رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا تنتظروا تغييراً أميركيا

حسان حيدر
حسان حيدر

في رسم كاريكاتوري عن الانتخابات الرئاسية نشرته أخيراً احدى الصحف الاميركية، يبدو المرشح الديموقراطي باراك أوباما واقفاً على منصة خلال مناظرة تلفزيونية، لكن ليس في مقابله اي مرشح جمهوري، بل منصة فارغة كتب عليها: «اسعار النفط»، أي «العدو» الوحيد الذي يهدد على ما يبدو اعادة انتخابه، بما له من انعكاسات على الأوضاع الاقتصادية الداخلية التي تبقى العامل الاساس في بلورة حظوظ اي مرشح.

تستند نظرة الاميركيين عادة الى أهلية اي جمهوري او ديموقراطي للرئاسة، وبغالبية ساحقة، الى قدرته على معالجة همومهم المعيشية وخفض الضرائب وتقديم المزيد من الخدمات وتوفير الرفاه او قطع الوعود به، لكنهم مضطرون هذه المرة الى منح المزيد من الاهتمام للسياسة الخارجية التي لا تحظى عادة سوى بنسبة قليلة جداً من المتابعين.
اما سبب الخلط المفروض على الناخبين، ولو بطريقة غير مباشرة، بين العوامل الداخلية والخارجية في اقتراع تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، فهو النفط وسعره الذي يرتبط في شكل وثيق بملفين ملتهبين تتعاطى معهما الديبلوماسية الاميركية حالياً: ايران وسورية، خصوصاً أن بعض الجمهوريين يدعو الى مواقف اكثر صلابة فيهما، ويطلق دعوات الى تدخل عسكري مباشر.
وهناك عامل خارجي آخر مهم هو اسرائيل وهواجسها الأمنية التي تلقي بظلها على الحسابات الاميركية، ليس فقط بسبب نفوذ اللوبي اليهودي المؤثر سياسياً وإعلامياً، وحرص أي مرشح على اجتذاب اصوات الناخبين اليهود، بل ايضاً لأن أوباما يحاول تجنب اي خطوة ناقصة بدفع من اسرائيل قد تلهب منطقة الشرق الاوسط بأكملها وتجعل سعر برميل النفط يصل الى معدلات خيالية بما يقضي على أي أمل له بتجديد ولايته.
وتبدو المصلحة الاسرائيلية في الملفين السوري والايراني متضاربة: فبالنسبة الى ايران يضغط بنيامين نتانياهو للحصول على وعد بمشاركة اميركية فاعلة في اي ضربة عسكرية تستهدف المنشآت النووية الايرانية وما قد يستتبعها من ردود انتقامية، فيما يتحول هذا الموقف في الشأن السوري الى رغبة واضحة في عدم حصول اي

تدخل عسكري ضد نظام بشار الأسد، لأن البديل المتاح حالياً في رأي اسرائيل قد يعني تحريك جبهة الجولان وإشعال حرب جديدة في المنطقة ليست في حسابها، وتسرب بعض الترسانة السورية الثقيلة الى اطراف يصعب ضبطها.
وبالنسبة الى واشنطن، فإن اي تحرك عسكري ضد ايران يعني زيادة هائلة في اسعار النفط، ولهذا تضغط بكل قوتها للجم الدولة العبرية، في حين ان مصلحة الطرفين تتلاقى في عدم تبني اي تحرك عسكري ضد سورية لأن ذلك ايضاً، اضافة الى تهديده أمن اسرائيل، قد يستفز ايران ويجعلها تتحرك على اكثر من جبهة، ويجعل ايضاً اسعار الخام الأسود تحلّق.
وبين ما يستند اليه الرئيس الاميركي في تمنعه استطلاعاتُ الرأي التي يظهر آخرها ان 4 في المئة فقط من الناخبين اليهود يعتبرون اسرائيل القضية المهمة بالنسبة اليهم في الانتخابات، بينما يرى 51 في المئة ان الاقتصاد هو الأهم.
ومع ان اوباما أكد بعد لقائه الاخير برئيس وزراء اسرائيل ان المقاربة الديبلوماسية للملف الايراني ليست بلا نهاية، وأن كل «الخيارات مطروحة على الطاولة»، وعلى رغم اللهجة الاميركية المتصاعدة عن ضرورة تنحي الاسد ووقف القتل في سورية... إلا انه لا يمكن توقع شيء جديد في هذين الملفين قبل استحقاق الانتخابات الرئاسية، وربما بعده بكثير.
نقلا عن صحيقة الحياة