رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

التعاون الاستراتيجي بين أمريكا والخليج العربي

بوابة الوفد الإلكترونية

عقد في مدينة الرياض السبت الماضي اجتماعا ضم وزراء خارجيات دول مجلس التعاون ووزيرة الخارجية الأمريكية السيدة كلنتون وعرف ذلك الاجتماع باسم " منتدى التعاون الاستراتيجي بين الأطراف آنفة الذكر "

ودارت مناقشات ماظهر منها وما بطن تخيفنا نحن أهل الخليج العربي لأننا تحالفنا سابقا مع كل الإدارات الأمريكية من عهد الرئيس الأمريكي روزفلت وحتى اليوم وكل تحالفاتنا الاستراتيجية معهم لم تكن في صالحنا بل تضررنا منها وهذا برهاني ولن أغوص في تاريخ تلك التحالفات ولكني اذكّر بتحالفنا مع أمريكا في شأن دحر الاتحاد السوفييتي من أفغانستان وصرفنا في تلك الحرب التي دامت قرابة العشر سنين ما يقدر بخمسين مليار دور وذهب أولادنا وغيرهم من شباب المسلمين متطوعين لمحاربة السوفييت لصالح أمريكا وعاد بعضهم على النعوش والبعض الآخر فيما بعد استقر به المطاف في معتقلات غوانتنامو في البحر الكاريبي ولم نستطع الإفراج عنهم، وأخيرا تم احتلال أفغانستان من قبل أمريكا ودول حلف الأطلسي ونحن خسرنا سمعة ومكانة ومالا ورجال.
تحالفنا مع أمريكا في إضعاف العراق منذ عام 1990 وإلى أن تم احتلاله عام 2003 وقدمنا الكثير جدا وتبلغ خسائرنا ما يقدر بستين مليار دولار إلى جانب تدمير العراق وإخراجه إلى بحر التجزئة والتفتيت واللا معقول، وخسرنا هيبتنا في إرجاء العالم العربي وأخيرا فرضت إيران هيمنتها ونفوذها على العراق كله بمعونة أمريكية ونحن من المتفرجين رغم خسائرنا ولا أريد أن استشهد بأقوال وزراء خارجيات دول مجلس التعاون في هذا الشأن. تحالف بعضنا ولو بالصمت في دول مجلس التعاون مع أمريكا في حصار السودان والمساعدة بطرق غير مباشرة لتجزئته الأمر الذي أدى إلى انفصال جنوب السودان عن شماله وأقام جنوب السودان علاقات " استراتيجية " مع إسرائيل بمباركة من حليفنا الاستراتيجي الولايات المتحدة الأمريكية وخسر العرب والسودان والخاسر الأكبر في هذا المقام مصر " هبة النيل!! "
لم نعتبر من التاريخ فها نحن اليوم في " منتدى استراتيجي جديد " مع أمريكا من هو المستهدف بهذا التحالف الاستراتيجي؟ إيران لا أظن ذلك ولا أظن إسرائيل، الهند لا أظن ذلك أيضا، كلنا نعلم العلاقات الوثيقة والتعاون الاستراتيجي بين الهند النووية وأمريكا، ونعلم التحالف الاستراتيجي بين إسرائيل النووية وأمريكا، وهناك تحالف خفي بين أمريكا وإيران بصرف النظر عن كل التهديدات الأمريكية الأوروبية بشان تسلح إيران النووي. أذكركم في مطلع ثمانينات القرن الماضي تم تدمير المفاعلات الذرية العراقية بمجرد الاشتباه بأنه قد يكون قادرا على الدخول في معراج التصنيع النووي ولو سلميا ولم تحتاج أمريكا وإسرائيل إلى زمن للتيقن من قدرة العراق الشقيق في هذا الميدان. في الستينات من القرن الماضي تم اغتيال معظم العلماء المصريين الذين يعملون في هذا المجال لمنع مصر من الدخول في النادي النووي ولو سلميا، إيران

تهدد وتتوعد وتتوسع في بناء المنشآت النووية لأكثر من عشرين عاما ولا أحد يحرك ساكنا إلا تفاوضا يتلوه تفاوض وفي القريب العاجل ستعلن إيران عن إجراء أول تفجير نووي على أراضيها الواسعة ويكون العالم أمام الأمر الواقع. أذكركم بأن إيران كانت تعتقل أكثر من خمسين دبلوماسيا في السفارة الأمريكية في طهران عند قيام الثورة عام 1979، وعند قيام الحرب العراقية الإيرانية زُودت إيران بسلاح أمريكي عن طرق إسرائيل وعرف ذلك الفعل بمصطلح " إيران ــ غيت "، وفوق هذه جرت انتخابات في العراق، وفاز فيها السيد علاوي بعدد الأصوات ولكن إيران أرادت نوري المالكي وقبلت أمريكا برغبة إيران وعين المالكي رئيس وزراء أليس ذلك نوعا من التحالف الخفي بين إيران وأمريكا؟
السيدة كلينتون في اجتماع الرياض أكدت على" تعزيز الدفاعات الصاروخية البالستية لدول المجلس لمواجهة أي تهديد من جانب إيران للمنطقة " يذكرنا هذا الموقف بموقف وزير الدفاع كوهين الذي زار الخليج العربي في أبريل عام 2000 وأكد القول بأن هناك خطرا يتهدد المنطقة باستخدام أسلحة كيماوية وبيولوجية وعليكم أن تتزودوا بنظام الإنذار المبكر وكذلك صواريخ " أ مرام " أمريكية الصنع. السؤال الذي يطرح نفسه هل وزرأنا الميامين استطاعوا ضمن محادثات منتدى التعاون الاستراتيجي إقناع الإدارة الأمريكية فقط برفع الحصار عن أهل غزة والذي طال زمنه ؟ أمريكا طرحت كل طلباتها منا على الطاولة وحددت طرائق التنفيذ فماذا كانت طالباتنا من أمريكا؟
أستطيع القول إن التحالف الاستراتيجي بيننا وبين أمريكا هو تحالف من أجل مزيدا من مشتريات السلاح بكل أنواعه من أجل إنقاذ الصناعة العسكرية الأمريكية من الانهيار وليس بهدف تقوية دفاعات المنطقة عن طريق التصنيع والاعتماد على الذات كما تفعل إيران اليوم، إنه تحالف من أجل تحقيق المصالح الأمريكية وحمايتها في المنطقة لا أكثر من ذلك.
نقلا عن صحيفة الشروق