رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى أنت يا سليمان!

بوابة الوفد الإلكترونية

رغم المشكلة التي يحدثها كمال الجنزوري من خلال ترؤسه الحكومة المصرية الحالية، وعدم قبوله شعبياً بسبب كونه من السياسيين الذين عملوا تحت إمرة الرئيس السابق حسني مبارك، ها نحن نسمع عن وجه آخر من إنتاج عهد مبارك يريد أن يرشح نفسه لانتخابات الرئاسة.

ومع أن احترام الأصول الديمقراطية يقتضي إفساح المجال لكل من يستوفي شروط الترشيح لدخول سباق الرئاسة، فإن اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات والنائب السابق للرئيس المخلوع مُصر كما يبدو على تجربة حظه في الانتخابات.

وأعلنت من تسمي نفسها الجبهة الثورية المناصرة لعمر سليمان أن الرجل الذي دخل عامه السابع والسبعين، تمكن من جمع سبعين ألف توكيل من مواطنين يؤيدون ترشيحه للرئاسة. وعلى الرغم من أن هذا العدد يزيد عن ضعفي العدد المطلوب للتوكيل فإن خمسين ألف توكيل جمعت من قرية واحدة في محافظة «بني سويف» التي ينتمي إليها هذا المرشح المحتمل.

لكن يمكننا القول دون تحفظ أن حظوظ سليمان بالفوز برئاسة مصر شبه معدومة ليست فقط بسبب تقدمه في السن، ولكن لأنه كان أكثر من لصيق بالرئيس المعزول إلى الحد الذي كان يقال أن عمر سليمان هو الأشد ولاء لمبارك، ولأن عشرات المرشحين يبقون أوفر منه حظاً للظفر بالمنصب. ثم أن مصر دولة كبيرة والذين أعلنوا نيتهم الترشح يعدون بالمئات.

وفوق هذا وذاك، فإنه لو تمكن عمر سليمان من استكمال شروط الترشيح ومنها أن تجمع تواقيع ثلاثين ألف مواطن من خمس عشرة محافظة، فإن أحداً لن

ينسى أن الرجل محسوب على العسكر وليس على المدنيين. ومع أن عمر سليمان تعهد بالحفاظ على هوية الدولة المصرية وطابعها المدني، تبقى فرصه في النجاح ضعيفة للغاية.

وحسبما يقول بعض المحللين والمراقبين، فإن من المبكر التأكد من هويات الأشخاص الذين سيصمدون إلى النهاية ويدخلون بالفعل السباق إلى الرئاسة، علماً بأن طلبات الترشيح ممكنة حتى الثامن من إبريل، بينما تجرى الانتخابات ذاتها في الثالث والعشرين من مايو المقبل.

وعلى ضوء ما حققته مصر الثورة من مكتسبات وإنجازات وما أحدثته من تغييرات جذرية على كل نواحي الحياة، بما في ذلك اعتماد الانتخابات التعددية برلمانيا ورئاسياً، فإن اللجوء إلى انتخاب شخصية مثل شخصية اللواء عمر سليمان غير واردة تقريباً، حتى لو تخلى عن ألقابه العسكرية.

ويمكننا القول إنه إذا تمكن سليمان من المشاركة في الترشح للرئاسة، فإن ما سيحصل عليه من أصوات سيبقيه في آخر القائمة لأن أوراق اعتماده لا تؤهله إطلاقاً لقيادة مصر في المرحلة المقبلة.

نقلا عن صحيفة الوطن القطرية