عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حماس بين السقوط والإسقاط

فواز العجمي
فواز العجمي

محاولات عديدة جرت للمصالحة بين حركتي فتح وحماس وكانت آخرها قبل عدة أسابيع عندما جمع حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والسيد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية وزعيم حركة فتح، وتم خلال هذا اللقاء توقيع مصالحة بين الحركتين يتم بموجبها تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية برئاسة محمود عباس.

لا أخفي عليكم انني كنت من المتشائمين بتنفيذ هذه المصالحة على أرض الواقع واعتبرتها "فقاعة صابون" ستنفجر بمجرد أن يجف حبرها تماماً كما حدث بعد محاولات المصالحة التي جرت بالسعودية أو تلك التي حدثت في مصر رغم النوايا الطيبة للقادة الذين حاولوا القيام بمثل هذه المصالحات.
بالأمس شيعت حركتا فتح وحماس صلح الدوحة عندما فتح كل طرف نيران أسلحته الإعلامية ضد الآخر على أزمة الوقود التي تعاني منها غزة عندما سيرت حركة حماس مسيرات شعبية حاشدة في القطاع تتهم السلطة في رام الله، وحسب ما جاء على لسان السيد خليل الحية أحد قيادييها بأنها تتآمر مع مسؤولين من "إسرائيل" وأمريكا ودول عربية لتشديد الحصار على قطاع غزة بهدف "إسقاط" حكومتها وأكد السيد الحية أن حركته لديها وثائق رسمية تدين هذه "المؤامرة" وأعلن الحية أن حركته ستقوم بنشرها واطلاع الرأي العام الفلسطيني عليها في المستقبل القريب.
هذه الاتهامات والحرب الكلامية بين الحركتين ليست جديدة وسوف تستمر طالما أن الحركتين تنتهجان نهجاً مختلفاً في معالجة الصراع مع العدو الصهيوني، فحركة حماس استمدت شرعيتها وقوتها وفوزها في الانتخابات من نهجها المقاوم، وحركة فتح خسرت هذه الانتخابات لأن نهجها "التفاوض" مع العدو، وأن خيارها الاستراتيجي والوحيد

هو السلام، والسلام الذي سعت إليه السلطة هو الاستسلام بنظر العدو والدليل على ذلك أن سياسة التفاوض التي استمرت حوالي عشرين عاماً لم تحقق للقضية الفلسطينية إلا المزيد من بناء المستوطنات وتهويد القدس وقتل وتشريد الآلاف من الفلسطينيين واعتقال الآلاف، لهذا فإن المصالحة بين حماس وفتح كمحاولة مزج الزيت بالماء على أمل أن يصبح كتلة واحدة.
إن محاولات إسقاط حركة حماس ليست جديدة سواء من السلطة أو من العدو أو حلفاء هذا العدو، خاصة الإدارة الأمريكية والغرب عموماً، وخير شاهد على ذلك وضع هذه الحركة على قائمة الإرهاب بالنسبة لهؤلاء، لكن الجديد هو إمكانية "سقوط" حماس وهذا السقوط الذي تخشاه ويخشاه كل مقاوم عربي أن تتخلى هذه الحركة عن نهجها المقاوم، وتلحق بركب السلطة في عملية الاستسلام والقبول بنهج التفاوض مع العدو كما هي السلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها جماعة أوسلو، ولعل وقوف حماس إلى جانب المتفرجين على صواريخ العدو وعدوانه الأخير على غزة وعدم إطلاق أي صاروخ حمساوي نذير شؤم، لهذا نخشى أن تكون حماس بين السقوط والإسقاط.
نقلا عن صحيفة الشرق القطرية