رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الربيع القادم لكل شعوب العالم

د. سليمان صالح
د. سليمان صالح

من حق كل عربي أن يفخر بربيع العرب الذي سيغير العالم، ويشكل تاريخاً جديداً للإنسانية.

فلقد أثبت الثوار الأحرار في تونس ومصر وليبيا واليمن أن الشعب الذي يطالب بالحرية لابد أن ينالها، وأن الشعب الذي يخرج إلى ميادين الكفاح ضد الطغاة لابد أن يعود منتصراً.
وتلك بشرى لشعب سوريا الصامد الأبي صاحب أطول ثورة في التاريخ حيث مضى أكثر من عام وهذا الشعب يعبر عن إصراره على استرداد حريته التي اغتصبها الطاغية حافظ الأسد وابنه بشار مهما كانت
التضحيات فالحرية أغلى ما يمتلكه الإنسان وأجمل نعم الله علينا.
هناك درس آخر يمكن أن تتعلمه البشرية من ثوراتنا العربية هو أن الطاغية مهما بلغت قوته لابد أن يسقط، وأنه كلما بالغ في قهر شعبه كانت نهايته مثيرة ومؤلمة وقاسية تتناسب مع الجرائم التي ارتكبها وهذا لعمري عدل الله وتدبيره، ولكن لو فهم الطغاة في الوقت المناسب لكفوا عن طغيانهم واتعظوا بغيرهم ورحلوا قبل أن ترغمهم شعوبهم على الرحيل.
يا سادة لقد تجلى عدل الله فمات القذافي في ماسورة مجاري ودفنوه في صحراء حتى لا يعرف أحد مكان قبره، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى.
ونحن ننتظر مع إخواننا في سوريا أن يتجلى عدل الله في بشار ونثق أن نهايته لن تقل هولا عن نهاية القذافي.
وبشار لا يمكن أن يكون أكثر قوة من مبارك الذي كان يحيط نفسه بكل أسباب الأمان، ويحتمي بأكبر جهاز أمني يعرفه العالم فإذا بهذا الجهاز يتفكك وقادته يهربون بليل ويتركونه يسقط على وقع صيحات المصريين سلمية سلمية، كان مبارك يخطط لتوريث الحكم إلى ابنه جمال كما فعلها حافظ الأسد من قبله، وكانت تتردد نكت في مصر أغلب الظن أنها من صنع جهاز الأمن حول سيناريو تولي ابن جمال مبارك للحكم من بعده، وكان كل ما يتمناه المصريون أن يموت حسني مبارك قبل أن يورث ابنه، لكن الله كان يدبر لنا وأراد سبحانه أن يسقط المصريون مبارك بمظاهراتهم السلمية، وأن يعيش الحاكم الطاغية ذليلاً يدخل المحكمة ملقى على قفاه، ويشهد علاء وجمال في السجن، ويتبرأ منه حبيبه العادلي الذي كان يقتل باسمه ويعذب ويرتكب من الجرائم ما يملأ النفوس رعبا ً.
أما القذافي فقد خرج ابنه ووريثه ليقول بكل صلف وغرور إن ليبيا ليست مثل تونس ومصر، وهو بالضبط ما تردده الآن بعض النظم العربية وهذا يوضح التشابه بين الطواغيت في سمات

عامة أهمها عدم الفهم في الوقت المناسب، وأن كل قراراتهم تأتي دائماً متأخرة فهم يظنون أنهم متميزون وأن هتافات الثوار المطالبين بالحرية لن تصل إلى قصورهم المتخمة بألوان السفه فيخيب ظنهم ودائما ً يخيب لأنه يبنى على تقارير أمنية يكتبها منافقون وأفاقون وكذابون يزينون للطغاة سوء أعمالهم، ويخفون عنهم كراهية شعوبهم لهم.
لقد أوضحت الثورات العربية أن الأجهزة الأمنية تشكل خطراً على الطاغية نفسه، وأنها يمكن بغبائها واستكبارها أن تدفعه إلى الهاوية، فترتكب بناء على توجيهاته جرائم ضد الإنسانية. والطاغية دائما يحرمه الله من ناصح أمين يوضح له الحقائق، ويحذره من شر نفسه وسوء عمله، ويصور له أن دولته تختلف تماماً عن تونس ومصر وأن حكمه مستقر مثل جبل قاسيون.
لذلك يستمر الطاغية في ارتكاب المذابح ويستمر الثوار يهتفون في ميادين التحرير يطالبون برحيله بعد أن حرمهم من الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية، ومن المؤكد أن الثوار سوف ينتصرون والحرية تستحق كل التضحيات، وعندما تسيل الدماء في ميادين التحرير يستحيل التوصل إلى حلول وسط بين الطاغية والثوار، ويصبح الحل الوحيد هو أن يفر الطاغية كما فعل بن علي، أو يسجن ويحاكم مثل مبارك أو يقتل في ماسورة مجار مثل القذافي.
وسوف تشهد شعوبنا قريباً نهاية كل طواغيت العرب وعلى رأسهم بشار، وسوف تتناسب النهايات مع حجم الجرائم وبشاعتها.. هذا هو عدل الله أيها السادة.
وسوف تشع الثورات العربية بنورها على العالم، فها هم الثوار في مالي يبدأون الرحلة نحو إسقاط طواغيت إفريقيا ليفتحوا آفاق المستقبل أمام الشعوب لتنتزع حريتها وتصنع مستقبلها بإرادتها.
نقلا عن صحيفة الشرق القطرية