رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شريف قنديل يكتب : نحن في عصر السم الهاري!

شريف قنديل
شريف قنديل

 

في زمن الإحباط العربي تتوق النفس لكلمة مضيئة من هنا، وجملة مشرقة من هناك، مهما كانت غاية الكلمة ومحتوى العبارة! ومن ذلك ما ورد على لسان رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله من أنه «يتعهد الرد على محاولة اغتياله بتحقيق المصالحة»! والحاصل أنه فيما كانت الجهات الأمنية تفحص العبوتين الناسفتين اللتين زرعتا لتلغيم الموكب، كانت الأحكام المسبقة تتطاير من هنا ومن هناك، في سعي دؤوب لتسميم الأجواء الفلسطينية بأكثر مما هي مسممة!

لقد جاء تصريح الحمد الله مناسبًا ولائقًا به، وعاكسًا لمحاولات التسميم المتواصلة، والتي تعمل عليها حكومات وأجهزة دولية أكثر من أن تعد، وتنفق عليها أموال بلا عد! لكن ذلك كله يمضي في صمت، مستهدفًا اهتراء الجسد الفلسطيني، وبالجملة تصفية فلسطين!

تابع معي وقارن، بين ما يجري بيننا وفي قرانا ومدننا من حرق وتدمير وتلغيم وتسميم، دون أن يتحرك أحد، فإن تحرك فليس هناك من حل سوى التقسيم، وبين ما يجري الآن من تجييش وحشد وحرب استنفرت حلف الأطلسي كله، بسبب تسميم جاسوس واحد! واشنطن وبرلين وباريس تعلن تضامنها التام مع لندن ضد موسكو، وأمين عام الحلف يصرح أو يصرخ بأنه إذا كانت روسيا تسعى إلى مواجهة فنحن على استعداد تام!

سيقولون لك إنه ليس الجاسوس وإنما انتهاك سيادة الدول، فقل لهم وماذا عن أراضينا التي انتهكت، ومدننا التي دمرت، وقرانا التي أحرقت، وأنهارنا التي سممت؟!.

اقرأ معي تصريح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون والذي يقول فيه: إن روسيا مزقت كتاب القواعد الدولية» وقل له، وماذا عن تسليم وطن كامل لآخرين جاءوا من الشتات؟!

إن أحدا لا يمكن أن يقر استخدام غاز الأعصاب على الأراضي البريطانية أو أي أراضٍ في دنيا الله الواسعة، ولكن هؤلاء جميعًا واشنطن وبرلين وباريس وموسكو ولندن، استخدموا أو سكتوا عن استخدام كل الغازات المهلكة في المدن والقرى العربية!

لقد جاء حديث التسمم، كي نسأل أنفسنا قبل أن نسأل كل من لندن وموسكو وواشنطن وباريس وبرلين باعتبارهم سادة العالم: من الذي يسمم الأنهار في بلادنا

ويدمر الآبار ويخنق النوار؟! من الذي أحال قرانا ومدننا الخضراء الي مدن للموت والرايات والمشانق السوداء؟ من الذي أشعل في بلادنا النار، وأفسح الطريق للسماسرة والجواسيس والتجار؟!

من الذين يسعون لأن تتحول أرضنا بل وبيوتنا إلى سجون، وأقبية للتعذيب والتنكيل في جنون؟!

من الذين يريدون أو يصمتون على أن يهيم أبناؤنا في الصحاري بلا رجاء، ولأمهاتنا العربيات أن يثكلن ويترملن بلا عزاء؟

من الذين يسعون ليل نهار أن تظل بلادنا مجللة بالسواد، تنبش عن مجدها في السراب، وتبحث عن جثث أبنائها في الركام وفي التراب؟

تخيل معي لو أن حادث الجاسوس وقع في عاصمة عربية؟! هل كانت قيامة هذه الدول قامت؟! لقد مات لنا زعماء وقادة بالسم دون أن ينطق أحد! ومازلنا نتذكر تسميم الرئيس ياسر عرفات بغاز البولونيوم المشع حسما أفاد الفريق السويسري، دون أن يتم تحقيق دولي واحد، ومازال بعضنا يتذكر ماقيل عن تسمسم الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر والرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، وغيرهما دون أن يتكلم أحد!!

لا تنسى وأنت تتابع سير التحقيق في تسمسم الجاسوس الروسي أن كل هذه الأطراف صنعت واستخدمت على أرضنا العربية كل أنواع الغازات السامة من السارين،غاز الأعصاب القاتل الذي يشلّ عضلات الرئتين ويميت خلال عشر دقائق، الي الرايسين المستخرج من نبات زيت الخروع مرورًا بغاز الكبريت، وغاز الكلور!.

نقلا عن صحيفة المدينة