رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر وخريف الصدامات

بوابة الوفد الإلكترونية

حالة الانفلات الأمني التي تعيشها مصر «قلب العروبة النابض»، تبعث على القلق إزاء المستقبل الذي لم يندلع «ربيع القاهرة» ليخلفه خريف الاحتجاجات.

لا نختلف على أن ما ارتكب في مدينة بورسعيد الساحلية عقب مباراة كرة قدم، والذي خلف في غضون ساعات قليلة أكثر من 74 قتيلًا وألف مصاب، هو بمثابة «مجزرة» ينكرها صاحب كل قلب لا يزال تنبض فيه حياة، لكن علاج الأزمات لا يكون بسكب الزيت على النار، وتأجيج الصدامات التي تخلف المزيد من القتلى وتذهب بالاستقرار، وهو ما شهدت عليه الأيام الماضية التي سقط فيها المزيد من القتلى الذين بلغ عددهم حتى أمس 12، ليزيد من مرارة الموقف.
إن الصدامات المتوالية والمستمرة في مصر، لا يمكن أن ينتج عنها سوى المزيد من الخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات العامة، التي هي ليست ملكاً خاصاً لفصيل معين، وإنما هي أركان دولة على الجميع أن يسعى لصونها لا هدمها.
المحاولات التي يقوم بها البعض لاقتحام وزارة الداخلية أو الاعتداء بحرق مبان حكومية، مثل مصلحة الضرائب ومن قبلها المجمع العلمي التاريخي، إنما تشي بأن ثمة من يريد سوءاً بمصر، وهذا ما حذر منه المجلس العسكري مشيراً إلى أن هناك «أطرافاً داخلية وخارجية»

تسعى لهدم أركان الدولة. إن الأحزاب السياسية وكل القوى، مطالبة بأن تمد يدها وتتحمل مسؤوليتها للخروج من «دوامة الصدامات» هذه، التي لن تكرس إلا المزيد من الاحتقان وتفتح الباب واسعاً لمن يسعى للعبث بأمن مصر.
إن المسار الديمقراطي السلمي الذي دشنه المصريون بانتخابات مجلس الشعب (البرلمان)، واقتراع مجلس الشورى حالياً، مروراً بوضع دستور جديد فانتخاب رئيس للجمهورية، يجب أن يعمل الجميع على إنجاحه، وأن يكون هدفاً يلتف حوله المصريون جميعاً، من أجل الخروج بهذا الجزء الغالي على قلوبنا، مما يمر به من آلام توجع العرب جميعاً.
إن من قاموا بثورة يناير التي أبهرت العالم، عليهم أن يبرهنوا مجدداً أنهم قادرون على الوحدة والتلاحم، من أجل مصلحة مصر فحسب، وأن يشرعوا دون تأخير في وأد خريف الصدامات.
نقلا عن صحيفة البيان الاماراتية