رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اللهو الخفي!!!!!!

بوابة الوفد الإلكترونية

كلما ألمت بمصر مصيبة أو فاجعة يخرج علينا البعض فيقولون ان هذه الأحداث ورائها اللهو الخفي, وكأن هناك من يلبس طاقية الإخفاء وينفذ عمليات القتل والسلب والنهب وإزهاق للأرواح البريئة دون أن يراه أو أن يتعرف عليه أحد.

وأنا هنا لا أدعي أنني ممن يضطلعون على الغيب, وأنا كذلك لست من المنجمين ولا من قارئي الكف, وكذلك ليست لي دراية بعلم الفلك, ولكنني كانسان وطني عربي أحب مصر, ويحب لها الخير ويقدر تضحياتها من خيرة أبنائها ذودا عن حيضها, ودفاعا عن أمن وسلامة الوطن العربي, وجدت أنه من الواجب علي أن أكتب هذه المقالة والتي أسميتها اللهو الخفي!!! فمصر يا ساده يا كرام مستهدفة من قبل أعدائها في كل شيء, مستهدفة في أرضها وفي نيلها وفي اقتصادها وفي ثرواتها الزراعية والصناعية, والأهم من هذا وذاك مصر مستهدفة في شعبها الذي يمثل القوة البشرية الجاهزة لمقارعة الأعداء في كل مكان وزمان إذا ما تولى أمرها حاكم عادل.
وبنظرة تأملية لا تحتاج الى حنكة سياسية, ومن إنسان بسيط أنار الله بصيرته يعرف من هو المستفيد من كل هذا الهجوم الشرس على مصر وعلى كينونتها, من الذي لا يعدم وسيلة إلا واستخدمها من أجل الفتك بمصر(لا قدر الله), ولقناعة هؤلاء الأعداء أنه بدون مصر لم ولن تقوم للأمة العربية قائمة, وعليه فان هناك استماتة حقيقة من قبل كل من إسرائيل وأمريكا لإغراقها في مستنقع القتل والعربدة وعدم استقرار الأحوال, ومن ثم إيصالها إلى مرحلة من الضعف والهوان, وألا تقوم لها قائمة لزمن طويل, وبساندهما بعض العملاء من حكام العرب الموجودين بفاتورة مطلوب تسديدها لحساب الصانع الأمريكي.
وفي الجانب الداخلي نظام الرئيس الذي تمت تنحيته مكرها ومرغما وأعوانه ممن
يتواجدون خارج السجون, وكذلك بعض ما يقال عنهم كذبا بجمعيات حقوق الإنسان
ومن تم تدريبهم أمثال 6ابريل ومزدوجي الجنسية (الولاء) وهؤلاء ولائهم للدولار, وكذلك العديد ممن يطلق عليهم رجال الأعمال الذين تخصصوا في نهب ثروات البلاد وتخصصوا في عمليات غسيل الأموال وتاجروا في الممنوعات واغتنوا على حساب بلادهم وشعبهم .
والمتتبع للأحداث خلال الشهرين الماضيين فقط, يلاحظ أن هناك إصرار على عدم الاستقرار أو تهدئة الوضع, ابتداءا من أحداث مسبيرو و شارع محمد محمود ومجلس الوزراء ومجلس الشعب وإحراق المجمع العلمي .
ومن المؤكد أن من خطط لهذه الجريمة لم يستطع أن ينفذها في يوم25ينايرأو في يوم 28يناير, فوجد أنه من المناسب افتعالها في مدينة بورسعيد مدينة الأبطال والتي لقن أبنائها قوات العدوان الثلاثي عام1956م درسا لم ولن ينسوه, فأرادوا أن يثأروا من هذه المدينة الباسلة, فكان لهم ما أرادوا ولكن بأيدي الموتورين والخونة من أبناء وطنهم والذين باعوا أنفسهم لمن يدفع أكثر من أعدائهم.
هذه هي الفوضى الخلاقة التي تسعى إليها أمريكا وتقوم بتنفيذها في مصر بقصد, خاصة بعد نجاح العملية الانتخابية التي تمت في مصر, فأمريكا لا تريد ديمقراطية في أي بلد عربي على الاطلاق وهي تريد إشعال نار الفتنة بين فئات الشعب المختلفة من مسلمين وأقباط, وحزبيين على اختلاف انتماءاتهم, وشرطة وجيش وقضاء حتى تستنفذ كل إمكانيات قوامة الدولة المصرية, ومن ثم يتم الانقضاض على ما تبقي من الجسم الهلامي لهكذا دولة منهكة وغير قادرة على النهوض على ساقيها.
ومن المعروف أنه لا أمريكا ولا اسرائيل ولا أذنابهما في المنطقة, ولا العملاء والمأجورين من داخل مصر مبسوطين من هذه الثورة وما تم تحقيقه حتى الآن, بل هم من يسعون الى القضاء عليها ووأدها في مهدها.
وكلما لاحت البشائر في الأفق و التي تدل على بعض الاستقرار في مصر, يتم تحضير الأجواء من أجل تعكير صفوها, يتم شحن هذا الفريق على ذاك والعمل على دق أسافين الفرقة والاختلاف حتى بين المتحالفين في بعض الدوائر الانتخابية ومن ثم العودة إلى المربع الأول بجر البلاد إلى التفرقة والانقسام.
وبذلك فان الطرف الخفي لم يعد خافيا على أحد سواء في الداخل أو الخارج,حيث أصبح أمره مكشوفا ومفضوحا للجميع, ولا يوجد ما يستره والمثل بيقول ( اللي بشوفش من الغربال بيكون أعمى).
وهناك العديد من الأسئلة التي تطرح نفسها ومطلوب الإجابة عليها ممن في يدهم القرار الآن في مصر:
1 – ألا يوجد واحدا من أعضاء المجلس العسكري يستتر خلف المشير طنطاوي وقوم بتنفيذ تعليمات الأمريكان؟؟؟؟
2 – الا يوجد عدد من ضباط الشرطة سواء داخل الجهاز ,أو ممن أرغموا على ترك الخدمة ضالعين فيما يحدث هذه الأيام؟؟؟؟؟؟
3 – الا يوجد عددا لا بأس بهم ممن يطلق عليهم رجال أعمال, وهم الذين اغتنوا على حساب الشعب

المصري, سواء من سطوهم على مقدرات الشعب, أومن عمليات غسيل الأموال, ومن تجارة المخدرات؟؟؟؟؟
4 – الا يوجد عددا ممن تسلقوا على أكتاف الثوار الى قبة البرلمان,وخاصة مزدوجي الجنسية(مزدوجي الولاء) لهم دور فيما يحدث الآن؟؟؟؟؟؟
5 - الا يوجد دور لعدد من جمعيات حقوق الإنسان التي سلمت نفسها لأعداء الوطن والتي تمول من الخارج دورا في كل تلك الأحداث؟؟؟؟؟
ومن أجل الخروج من هذا الشرك (المأزق) أقترح ما يلي:
1 – الإسراع في محاكمة حسني مبارك وزبانيته بأقصى سرعة مع إنزال أقصى أنواع العقوبة بهم حتى يطمئن الثوار وباقي أبناء الشعب المصري أن موضوع المحاكمة جدي لا هزار فيه ولا مماطلة أو تسويف,وهذا في حد ذاته سيريح الشارع المصري ويخفف من احتقان الجماهير.
2 – ضرورة تضافر جهود جهاز الأمن في وزارة الداخلية مع جهاز المخابرات العامة المصرية, بالعمل المتواصل بداية بإلقاء القبض على الفاعلين ومعرفة الدوافع الحقيقية وراء ما اقترفوه من أعمال ومن الذي دفعهم لفعل ما فعلوه.
3 – على أجهزة الإعلام من إذاعة وتليفزيون وضع الأمور في مكانها الصحيح بالالتزام بشرف المهنة,والبعد عن التحريض أو المشاركة في إحداث البلبلة في الشارع المصري, بل من الواجب عليهم في هذه المرحلة العصيبة, أن يكونوا أكثر حرصا على سلامة الوطن والمواطن .
4 – على جميع أعضاء مجلس الشعب, وبكل أطيافهم الارتفاع إلى مستوى المسئولية الوطنية, بعدم التسرع بإصدار أية قرارات يكون من شأنها الدخول في صراع مع المؤسسة العسكرية المصرية, لأن هذا هو مطلب أعدائكم و منتهى غايتهم, مع ضرورة التحلي بالصبر والحكمة,والعمل على تفويت الفرصة على أعدائكم.
5 – ضرورة تضافر جهود كل المخلصين من أبناء مصر, من أجل الخروج من هذه المحنة بأقل الخسائر.
واسمعوا لهذه النصيحة من إنسان عربي يحب مصر كما تحبونها ويسعده أن تكون مصر رائدة وقائدة للأمة العربية كلها, وهنا سأتحدث عن ثلاثة أمور أرجو أن تفهم كما قصدتها بنية سليمة وهي:
- حادثة اغتيال الرئيس/ السادات (وهوله ماله وعليه ماعليه) تمت في عرض 6أكتوبر1981م, وبعدها تم إلغاء جميع العروض العسكرية والتي كانت تذكر الإسرائيليين بهزيمتهم في حرب أكتوبر.
- بدء فعاليات الثورة المصرية في يوم25يناير وهو يصادف عيد الشرطة المصرية التي وقفت صامدة في وجه الاحتلال البريطاني في مدينة الإسماعيلية, وأنا هنا لا أشكك في مصداقية الثوار, ولكني أعتقد أن هناك من أقنعهم بهذا الموعد, قاصدا إلغاء مثل هكذا عيد للشرطة من باب تصفية أعداء الوطن لحساباتهم مع مصر وشعبها العظيم.
- وأيضا هناك من اختار لقاء النادي الأهلي والنادي المصري في بورسعيد ليجعل منها مدينة للموت وليست مدينة للفدائيين الأبطال.
فيا مدينة بورسعيد, يا مدينة البذل والعطاء ليرحم الله شهدائك وليشفي جرحاك وليصبرك على مصابك, ولتبقي كما كنت مدينة الفداء, ويا مصر إني أدعو الله عز وجل أن يذهب عنك الحزن, وأن تبقين رافعة رأسك شامخة, حرة عزيزة مهابة الجانب, وأسأل الله أن يحميك من أعدائك وأن يعيد سهام مكرهم إلى نحورهم.

واسلمي يا مصر يا حبيبتي,,,,,,
والله الموفق,,,,
نقلا عن صحيفة دنيا الرأى الفلسطينية