رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لماذا؟.. خطوط مساندة الطفل وثورات الربيع العربي

فريدة العبيدلي
فريدة العبيدلي

خطوط مساندة الطفل اسم يبعث الرعب في نفوس البعض لاعتقادهم أنها مصدر لتشجيع الأطفال على التمرد وعصيان ذويهم والشكوى ضدهم وإدخالهم في دائرة المشاكل مع الجهات المختصة فكر سائد في معظم مجتمعاتنا العربية التي تتعامل مع الطفل

على إنه مخلوق عاجز يحق لذويه والمحيطين به التعامل معه بالطريقة التي تعجبهم دون أدنى تفكير في احتياجاته النمائية والإنسانية، بينما أهداف هذه الخطوط إنساني بحت حيث تعمل على مساعدة الأطفال وحمايتهم من خلال تواصلها معهم ومع المحيطين بهم،فالأدوار التي قامت بها الخطوط في بعض دول ثورات الربيع العربي(تونس، مصر، اليمن) وبعض الدول التي تعاني من الاحتلال والاضطرابات في شرق آسيا وشمال أفريقيا والتي تم تسليط الضوء عليها في المؤتمر الإقليمي التشاوري الرابع لخطوط مساندة الطفل، أذهلت الجميع لحجم الدور الذي قامت به هذه الخطوط على أرض الواقع، الدور الذي لعبته هذه الخطوط خلال الفترة التي كانت الثورة في أوج أحداثها، تواجدها الفعال في قلب الحدث وتقديم كل الخدمات للأطفال، اتصل الأطفال لتوفير الحليب لإخوانهم الرضع، والدواء لأهليهم من كبار السن، والغذاء لأفراد أسرهم من غير القادرين على الخروج من المنزل، أو للتبليغ عن جثث ترقد قريبة منهم، أو لطلب الإغاثة من شظايا فتكت بجيرانهم ودكت منازلهم، أو لمساعدتهم في مواصلة امتحاناتهم في مدارس مدمرة أو محتلة من قبل من لجئوا إليها بحثاً عن الأمن والأمان، أو شكواهم من استغلال بعض الجهلاء من المراقبين في الامتحانات السنوية وضغطهم على الأطفال البالغين بسؤالهم عن انتماءاتهم ومواقفهم السياسية من حيث تأييدهم للنظام أو معارضتهم له وربطها بالسماح لهم بمواصلة الامتحانات من عدمه، حتى بلغ الأمر حد التجاوز والتضييق على هؤلاء الأطفال مما دفعهم للتواصل مع خط مساندة الطفل والتبليغ عن هذا الانتهاك اللا إنساني الذي على أثره تواصل العاملون في الخط مع المسؤولين في التربية الذين أصدروا قراراً بمعاقبة كل من تسول له نفسه بتسييس قضية الامتحانات وحرمان الأطفال

من أدائها.
تعددت أسباب التواصل مع خطوط نجدة الطفل في هذه الأحداث وتنوعت وارتقى فيها الصغار عن مشاكلهم الأسرية والمدرسية وأحداث يومهم العادية وتفاعلوا مع قضايا أمتهم الوطنية وأصبحوا رسل إنقاذ وحماية للآخرين من الكبار ممن يتعاملون معهم ويعيشون بينهم.
تواصل الأطفال مع خطوط المساندة هذه شكل تحدياً للعاملين فيها في مختلف المناطق الساخنة، فبدأوا يبحثون عن حلول عاجلة لتغطية احتياجات الأطفال ومطالبهم بالتواصل مع الجهات الأهلية والخاصة وجهات أخرى في ظل الفوضى التي سادت الجهات الحكومية المختصة، ففي تونس مثلاً تم تشكيل فرق شعبية في الأحياء السكنية بهدف توفير الحماية لسكانهم وتأمين المدارس لأطفالهم ليواصلوا دراستهم، وفي مصر نجح العاملون في الخط في إخراج 127طفلاً من أطفال الشوارع من ميدان التحرير وحمايتهم حيث تم استغلال هؤلاء الأطفال في إثارة الشغب دون أدنى تفكير في حياتهم وحجم الأضرار التي قد تلحق بهم جراء هذا الاستغلال.
فوجئ الجميع بالدور الذي لعبته هذه الخطوط في دول ثورات الربيع العربي وغيرها من الدول العربية التي تتوفر فيها مثل هذه الخطوط (فلسطين، لبنان، السودان، الجزائر وغيرها)
الأحرى بنا كمجتمعات عربية أن نعمل على تقديم الدعم اللازم لهذه الخطوط ومساندتها بكل السبل للدور المهم الذي تقوم به في حماية الأطفال وتأمين حياتهم في مختلف الأوقات.
نقلا عن صحيفة الراية القطرية