رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ميثاق الجامعة وأمينها الموثوق

سمير عطا الله
سمير عطا الله

انتهت ولاية الدكتور عمرو موسى في أمانة الجامعة في الوقت المناسب، فأصبح أكثر المرشحين حظا للرئاسة،

فيما بدأت ولاية الدكتور نبيل العربي في وقت عصيب، عليه وعلى الجامعة وعلى العرب. بدأ عمله بزيارة إلى دمشق قال في نهايتها إن للسوريين أن يقرروا مصير النظام، فأغضب المعارضين، وأغضب العرب الذين رأوا في ذلك تحيزا أو دعما للحكم.
حاول العربي أن يعيد تفسير ما قال، لكن الغاضبين لم يصغوا. ثم اكتشف أن حلفاء سوريا في بيروت غير راضين عن كمية الدعم، وبدأوا في سحب «الملفات» المعهودة: عميل كامب ديفيد، ربيب حسني مبارك. والبقية.
جاء نبيل العربي إلى أزمة الثورات العربية من هدوء المحكمة الدولية في لاهاي، حيث للقوانين تفسير واحد، ورأى نفسه وسط البركان السوري، حيث طارد النظام حتى الآن نحو سبعة آلاف بشري من العصابات المسلحة ونحو 20 ألف لاجئ في صقيع تركيا. حاولت الجامعة السير على حبل رفيع، لكي تعطي دمشق الذريعة في رفض مبادراتها، ولا تهين المعارضة وما دفعت من أثمان مأساوية.
استخدم نبيل العربي لغة مقتضبة جدا وغامضة أحيانا، لكي لا تخسر الجامعة دورها بداعي الضعف أو العجز أو التحيز، لكن الرئيس السوري ذهب إلى اتهامها بأكثر من ذلك، فيما وجه إليها الآخرون التهم الثلاث الأولى. أرسلت الجامعة مراقبين من قبيل رفع العتب، عل النظام يجد في البعثة مخرجا فصار المراقبون هم الأزمة، ما بين شاهد مثل الدابي، ومنشق مثل أنور مالك قرر أن يرى ما يشاهد.
تحدثت إلى الدكتور نبيل العربي في بداية

الأزمة، وكان بالغ الضيق، ووعد بأن نلتقي في بيروت خلال زيارة قريبة له، كي يوضح دوره وأهدافه، لكن تطورات القضية حالت دون الزيارة المرتقبة، وإذا آخر ما يصرح به الرجل أنه «يستغرب ما ورد في كلام الرئيس الأسد».
يعرف العربي أن هذا أقصى ما يستطيع أن يرد به على رئيس دولة في الجامعة ولو معلقة العضوية، فمهمته تمنعه من أن يغضب مثل الذين يهاجمونه، والوسيط لا يمكنه أن يقفل في وجه نفسه أي باب، في حالات الاشتعال أو في حالات الهدوء.
مارس دور الأمين العام وفقا لدفتر الشروط، فهو موظف وليس سياسيا، ولذلك ترك لرئيس اللجنة الوزارية، الشيخ حمد بن جاسم، أن يقول الكلام السياسي، وترك له أن يعبر عن المواقف السياسية في المؤتمرات الصحافية، مكتفيا بالموافقة أو التوضيح.
لا العالم العربي ولا جامعته ولا أمينها في وضع يحسد عليه. لقد واجه العربي خلال عام أكثر مما واجه أسلافه في ولاية كاملة. وهذه بداية المرحلة العاصفة حقا.
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط