عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

احتفال أم ذكرى؟

بعد أربعة عشر يوما يحتفل الشعب العربي في مصر بمرور عام واحد على تفجّر ثورته الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق (محمد حسني مبارك) وجاءت بالمجلس العسكري لإدارة دفة الأمور في أرض الكنانة.

ويأتي هذا الاحتفال بالعيد الأول للثورة وسط مخاوف متزايدة من أن يتحوّل إلى الذكرى السنويّة الأولى لها، وفي ظل أحداث متتابعة لم يجد المراقبون لها أي تفسير، سوى زيادة الضبابية والشك، حول هويّة مثيريها، وغايتهم في ذلك..ولرصد تلك الأحداث الموجعة في جسد الثورة المصرية، نذكّر بأنها بدأت مع موقعة الجمل، وانتهت (حتى هذه اللحظة) بوقائع ساحة مجلس الوزراء، مرورا بوقعة (ماسبيرو)، وشارع (محمد محمود)، وحرق المجمع العلمي المصري..وقبل الاسترسال، فإنه تلزم الإشارة إلى نبأ لافت للنظر، وهو: اختفاء خرائط وحيدة في المجمع العلمي قبيل حرقه بأيام، تختص بترسيم حدود (شلاتين) و(حلايب)، وهو يذكّر باختفاء خرائط مماثلة عن وضع(طابا) عشية المحادثات المصرية الإسرائيلية، لتحديد هوية هذا الموقع، وأن المشكلة لم تحل إلا حين تفضّلت تركيا، فزوّدت الجانب المصري بما لديها من وثائق رسمية تثبت حق مصر بهذا الخصوص..

ذكرت ذلك فقط للإشارة إلى ما يتردد عن وجود «أصابع خفية»أو طرف ثالث لاعب ونشيط في خلفية الأحداث في مصر..

ونعود إلى صلب الموضوع فنقول:إن ما يثير القلق لدى مراقبين مصريين هو ما أشيع عن موافقة المجلس العسكري الحاكم على عودة ما يسمّى بالتنظيم التطوّعي وتدريب مليون شاب على «مواجهة التخريب».. ولا يمكن استبعاد الربط بين هذه الخطوة والنشاط المتزايد الذي شهدته القاهرة ومدن أخرى من تنامي تيار الثورة المضادة، وبروز متظاهري «ميدان العباسية»، فالمليون شاب الذين سوف يشكلون ما يسمى بالتنظيم التطوعي، سيكونون دون أدنى شك، قوة ضاربة وفاعلة في صفوف متظاهري العباسية لمواجهة الثوار الحقيقيين الذين يطالبون بالتغيير،

والعدالة الاجتماعية، والذين تم تشويه مطالبهم، وأصبحت في نظر المواطنين العاديين بمثابة عبء على الاقتصاد وتسبب الشلل في الحياتين الاجتماعية والاقتصادية في البلاد..

والأصابع تشير (ومن أسف) إلى المجلس العسكري الحاكم الذي تخبط كثيرا في سياساته طوال عام كامل، ظل فيه مبارك وأركان حكمه بعيدين عن أي إجراء قضائي نافذ، يشفي غلة الثوار المطالبين بالتغيير، فهم(وحتى النافذ بحقهم أحكام قضائية) يتحركون كمن يعيشون في منتجعات خمس نجوم (على حد تعبير كثيرين)، في حين يتم تقييد الثوار المحتجزين، ويساقون للمعتقلات، ويعذبون فيها..

ومما يشعل حالة الجدل في المجتمع المصري، ما يتردد أخيرا عن مسألة خروج آمن للمجلس، وانقسام الآراء بين مطالبة بالإدانة والمثول أمام القضاء، وأخرى بالعفو عما سلف..ويبقى المواطن العادي الذي خرج وراء الثوار مطالبا بالتغيير، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والذي ينظر للمجهول القادم يوم الخامس والعشرين من هذا الشهر : أهو احتفال أم ذكرى؟

محطة أخيرة :علمت، وانا أكتب هذه السطور برحيل (إبراهيم أصلان) أحد أبرز الروائيين في جيل الستينيات، و«شاعر» يوميات «مالك الحزين»، والعزاء لعالم الأدب والفكر والثقافة في انطفاء نجمة كانت مضيئة ومشعة بالحب والمتعة والتذوق، رحمه الله.

نقلا عن صحيفة الوطن القطرية