رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عام بحقائب ملأى بالأسئلة

عام جديد يدلف من غرفة عالمنا، عام جديد معه تجدد أحلام وتتبدد أيام، ومسافة ما بين الأمس واليوم والغد، سوف تحضر وفي حقيبتها أقلام ومساطر، كلٌ سوف يكتب ما يريد ويود، وكلٌ سوف يسطر على ورقة بيضاء ما يحن إليه وما يفكر فيه مستقبلاً.. في ليلة رأس السنة سوف ينتعش الحنين وقد يصير أنيناً، ويملأ غرف عشاق الزمن ومن جبلوا على الارتداد سريعاً نحو ما فات، والبحث في تفاصيله عن وشائج وحشرجة عن دفقات مرت من هنا، من وريد، وأغرقت السماء بهدير السابحات في الشرايين.

عام جديد يأتي وخلَّف وراءه فسيفساء وألواناً من الحراك الإنساني بعضه أفلح وبعضه لم يزل يترنح ويمضغ لسانه لعله يعصر ما تبقى من ريق يبلل به الشفتين، ويغسل داخله بكل ما أوتي من شوق وتوقٍ واحتراق، عام سيقول لسلفه ماذا فعلت في كذا بلد وكذا زعيم، لقد أسرفت يا عام مضى، في الضحك على الذقون، وبالغت في إضحاك شعوب عندما تصورت أنها تسلقت جبال الجليد بدون خسائر، وها أنذا أُقبل بوفاض خالٍ، ولا أعلم الغيب حين أقول قد يصير كذا وقد يصير هكذا في بلدان سرحت أنظمتها وبقيت تمارس العربدة ضد الذات، منفكة من قيود ومن حدود ومن سدور لكنها لم تنفك من الاختصام والتأزم الذاتي لأنه وريث أزمنة، وهو من فصيلة ثقافة ما، تصرفي بث اللواعج، وغلق النوافذ بحيث لا مطهر للذات غير البكاء والنحيب ولعن الفراغ، وملاحقة السراب.
عام جديد، ودول تضخمت وتورمت، وأصيبت بانتفاخ مريب، وأخرى تأزمت وتقزمت، وانكمشت واضمحل رضابها، حتى تكاد أن تتوارى عن الساحة السياسية، وإذا أردت أن

تنظر إلى دويلاتها الداخلية فلابد لك أن تستخدم المنظار لعل وعسى، تعثر على كيان يحترمه العالم.
عام جديد يتدفق بالدماء، من كل صوب وحدب، وتعترك فيه الإرادات والقوة والسطوة لمن صوته أعلى ولمن تخلى عن القوانين والأعراف والأخلاق الإنسانية.
عام جديد، يتحرك باتجاه الأمنيات يقطف حبات العمر، ويمضي نحو غايات طيه وغيه، ولكن ما يجعلنا نقبض على الآمال بفرح جم، هو هذا الوطن الجميل، بحله وحلله، يرصع عيوننا بأناقة النشوء، ولياقة الأمن ولياقة الاطمئنان، هذا الوطن، المؤثث جيداً، بأفراح الناس أجمعين، الذين يحبون الأشجار العالية وهي ترفرف، وتزف نبأ الوطن العملاق، بخطواته الواثقة، ونظراته للمستقبل المتألقة، ورؤية من يؤسسون له المجد، الواضحة الصريحة، المنتمية إلى ثقافة الأسرة الواحدة والهم الواحد.
عام جديد، وهذا الوطن يتبع الأبناء في خطواتهم، وحثهم على البذل والعطاء، لأجل مجد يرفع هامة الجميع، ويصنع قامة أجيال، بحاجة إلى من، يمهدون الطريق، ويعبدون المكان بسجادات الأهل.
عام جديد وأمنياتنا أن تستتب شؤون الناس في عالمنا، وتخصب بعشب الفرح، ولا تهدر قطرة دم على أسفلت أحمق.

نقلا عن جريدة الاتحاد الاماراتية