عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الاتحاد الاماراتية:من بشائر الربيع العربي

للربيع العربي بشائر من خير، وإطلالات جديدة من أمل، لعلها من عجائب الوقت أو من المضحكات المبكيات أو لنخفف من وطأة ردة فعلها، ونقول:

هي إفرازات الشارع والمواطن العربي حين قال: لا.. أو قال: كفاية.. أو قال: الشعب يريد إسقاط النظام أو قال: الشعب يريد تغيير النظام، فالرئيس التونسي، ورئيس الوزراء، وطاقم الوزارة الجديدة، وكثير من رؤساء الأحزاب في تونس، هم “خريجو” سجون الأنظمة السابقة أو منفيون إكراهاً لا اختياراً أو ممن ناضلوا، وجاهدوا، وحكموا ظلماً وتعسفاً من قبل النظام، قليل في عهد بورقيبة، وكثير في عهد بن علي، فرئيس الوزراء قضى في السجن خمسة عشر عاماً، مما يعدون، ووزير الداخلية مورس بحقه أنواع التعذيب، وسجن خمسة عشر عاماً بتهمة الإخلال بأمن الدولة، وغيرهم ممن يصلون في الوزارة إلى 14 مسؤولاً، في حين أن معظم الوزراء، ورؤساء الوزارات والرئيس وأولاده من المتنفذين في مصر هم اليوم نزلاء السجون أو رهن المحاكمات، بتهم تمس الفساد وعدم الوطنية، أما ليبيا فكل الطقم الحاكم القديم هم اليوم تائهون في صحراء ليبيا الكبرى، ولا مخرج إلا الدفن أو الموت غير المعلن، هل هي من سخريات القدر، كما كان يكتب الكتّاب الرومانسيون، بحيث تجد هذه العبارة في نهاية كل رواية لهم!
ومن الإفرازات أيضاً أو النقائض أن الربيع العربي قام على أكتاف شباب من الجيل الجديد وبوسائل إعلامية جديدة، هي نسيج من الشبكات الاجتماعية و”الميلتي ميديا”، ودوراً حمل السلاح حينما احتاج الأمر ذلك في ليبيا، بينما حصد ثمار هذه الثورات الكبار من الجماعات الإسلامية وأحزابها المحظورة، فبعد ما يزيد

على الثمانين عاماً يكتسح التيار الإسلامي المقاعد في مصر، وفي تونس، وفي ليبيا، وبالتداعي في المغرب، وغير بعيد عن اليمن، وسوريا أيضاً، فهل هو اختبار أو جس نبض، خاصة أن هذه الدول ذات الربيع العربي مقبلة على أيام عصيبة من صيف حار، وخريف متقلب، وهناك أزمات وديون ومشكلات اجتماعية، وعلاقات دولية، ومعاهدات مع “الآخر” تصطدم مع “النص” ومع “المنهج” فهل تجد الـ”براغماتية” حلولاً توافقية لا تفرط في الشرع، ولا تهلك الضرع والزرع!
ومن بشائر الربيع اتجاه دول مجلس التعاون الخليجي بعد مسيرة ثلاثة عقود إلى إعداد مشروع وحدوي جديد، يتوافق وحراك الساحات العربية، ومطالب المواطنين، والانتقال من التعاون إلى الاتحاد، كأكبر تكتل اقتصادي عربي، تجمعه كثير من الروابط والوشائج والحدود المشتركة، مع مد ذراعين عربيين: واحدة في بلاد الشام، وواحدة في المغرب العربي ليشكلا بعداً آخر، هدفهما التبادل المنفعي المشترك، مع إمكانية انضمام اليمن كخاصرة للجزيرة العربية، حبلى بالكثير، بعد تأهيله واستدامة تنميته واستتباب أمنه، والعراق كثقل وعمق عربي إذا ما عاد عراقاً كما يتمناه الشرفاء والوطنيون!.