رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أبناء «الدايرة»

لو سألت أى مواطن جارك أو زميلك أو قريبك ماذا تريد من البرلمان القادم؟ وما مواصفات النائب الذى تتمنى أن تعطيه صوتك؟ بالتأكيد سوف تصدمك الإجابات وقد فعلتها بنفسي وخضت التجربة وقررت أن أسال الناس فى كثير من مدن وقري مصر المحروسة، واخترت طلاب الجامعات والموظفين والعمال والسائقين والفلاحين

ووجهت اليهم السؤال مباشرة ورأيت بعينى وسمعت بأذنى ردودا يمنعنى الحياء والذوق العام من نشرها ولكم أن تتخيلوا أن هذه الردود أقل ما توصف به أنها تعبر عن يأس واستهزاء وأيضا عن جهل عظيم فالكثير منهم  فقد تماما أى حماس وأى اهتمام والغالبية العظمى لا تعرف أنه لم يعد لدينا فى الدستور شيء اسمه مجلس الشعب وأنه قد تحول اسمه الى مجلس النواب وأيضا لا يعلمون أن مجلس الشورى تم الغاؤه والأخطر أنهم لا يعلمون صلاحيات مجلس النواب وأن الدستور قد منحه سلطات أقوى من رئيس الجمهورية.
الشيء اللافت للانتباه أن كثيرا من أبناء الدايرة لا يري أى أهمية لوجود مجلس النواب أو الشعب فى هذه المرحلة ويرون أن البلد مش ناقصة والناس عاوزة تأكل عيش فى ظل أسعار ترتفع بسرعة الصاروخ ومفيش شغل أصلا واللى بيشتغل بيقبض ملاليم والكهربا والغاز والمواصلات والأكل كل حاجة أسعارها نار والدروس الخصوصية والمدارس خليها على جنب، والسؤال يعنى بلاش نعمل انتخابات الإجابة ما تفرقش طيب بعد رمضان ولا قبله براحتهم..
ألم أقل لكم يأس ولا مبالاة وهموم حياة يومية أسكرت الناس وجعلتهم متقوقعين فى مشاكلهم، والحقيقة التى نعلمها جميعا أن حديث الانتخابات والسياسة أصبح حديث النخبة و«التوك شو» وما أدراك ما النخبة و«التوك شو» الذى سألت عنه أيضا وجاءت إجابات أكثر وقاحة وسخرية واتهام بأن كل هؤلاء كذا وكذا من نوعية ألفاظ لا يمكن كتابتها هنا.
والآن ماذا عسانا أن نفعل تجاه شعب يئس من النخبة وفقد حماسه ويسخر من كل شيء ويسب كل حاجة بأقذع الألفاظ؟ كيف يمكن استعادة اهتمام الناس وتفاعلهم الإجابة لا أمل فى القريب العاجل وعندما يتحدد موعد الانتخابات وتبدأ الإجراءات سوف تكتشف أن السادة الفلول هم الأقدر على تحريك الشارع بفلوسهم وعائلاتهم  وسوف نكتشف معا أن الفلول أغلبية فى البرلمان القادم لأنهم يملكون المفاتيح خبرة ومال ورجال أما شباب مصر فلا عزاء لهم لأنه مهما كان حماسهم ومهما كانت وطنيتهم وتوجهاتهم فلا يملكون مفاتيح الانتخابات التى تفتح لهم بيوت وقلوب وأصوات أبناء الدايرة ومع الفقر والجهل ستظل الفلوس وزجاجات الزيت والڤياجرا تحصد أصوات أبناء الدايرة وطالما أن الانتخابات فردى فلا أمل فى نجاح إلا من يملك المال والرجال وتبقى القوائم للنساء والأقباط وذوى الاحتياجات الخاصة وقليل جدا من الشباب ولذلك تسعي الأحزاب سعيا حثيثا لتغيير

نظام الانتخاب الى القوائم ولو بنسبة 50% حتى نأتى بفئات تعجز عن خوض الانتخاب الفردى لضيق ذات اليد واستحالة منافسة الفلول وإلا علينا أن نسلم بأن الفلول خير من يمثل أبناء الدايرة!!
وأرى شخصيا أن البرلمان القادم سوف يكون الأسوأ فى تاريخ الحياة النيابية فى مصر لأنه ببساطة شديدة ليس هناك تيار سياسي غالب رغم أن ذلك مطلوب جدا وأساسي فى ممارسة الحياة النيابية ولو فرضنا أن الانتخابات جرت فى شهرى أغسطس وسبتمبر القادمين يعنى بعد رمضان والعيد وامتحانات الثانوية العامة من سيمثل الأغلبية داخل البرلمان بالطبع المستقلون وهذا أخطر كما قال الدكتور فتحى سرور زمان أن المستقلين أخطر شيء على الديمقراطية وأن التعددية الحزبية هى أساس الديمقراطية وأن من يريد مباشرة حقوقه السياسية أن ينضم لأى حزب يشاء أو ينشئ حزبا يتفق مع مبادئه المهم ألا يكون مستقلا لأن هؤلاء المستقلين لا ضابط لهم ولا رابط وكل فى فلك يصطدمون ولا سيطرة على آرائهم ولا توجد وبالتالي يمكن أن تستمر مناقشة أى تشريع أو اتفاقية أو تقرير مدى الحياة وبدون حسم.
وإذا كنا زمان نلوم ونسخر من «صباع» أحمد عز الذى كان يحرك الأغلبية ونسخر من «حواجب» كمال الشاذلي التى كانت تحسم المناقشات وتصف نواب حزب الأغلبية على قلب رجل واحد عند التصويت وإبداء الآراء فهذا هو ما يحدث فى الدنيا كلها هناك دائما كبير للأغلبية يسيطر عندما ينفرط العقد فمن ذا الذى سوف يسيطر على البرلمان القادم بـ«صوابعه» أو بـ«حواجبه» أو بنظرة عين أو بالعصا أو بالإقناع بإى حاجة بس لازم يبقى في سيطرة وتوجه حزبي منظم وإلا ستكون النتائج كارثية خاصة فى ظل هذه الصلاحيات الدستورية الرهيبة للبرلمان وفى ظل الانتخاب الفردي ولعبة الفلوس.
فكرة للتأمل
هل يمكن أن ينشأ حزب وطنى جديد؟

[email protected]