المعلم حنفى
«خلاص تنزل المرة دى بس اعملى حسابك انا كلمتى متنزلش الأرض أبدا» هكذا كان يضحكنا المعلم حنفى شيخ الصيادين فى الفيلم الأشهر فى تاريخ السينما «ابن حميدو» وأتقن الفنان عبدالفتاح القصري تمثيل دور الرجل الطيب الذى يعتقد أنه الأقوى وأن كلمته متنزلش الأرض أبدا وفى كل مرة كان يجبر على الرجوع فى كلامه وتنزل كلمته سابع أرض بمجرد أن تشخط فيه الست حرمه ولكنه يواصل كبرياءه ويحاول استعادة مكانته بالقول إن المرة الجاية مش ممكن تنزل.
والحقيقة أن هذا الكاريكاتير الرائع مازال ملء السمع والبصر فى كثير من امور حياتنا على المستوى السياسي والاقتصادى والاجتماعى ويمكن أن تقابل هذا النموذج يوميا فى كثير من مناحى الحياة ولكن هناك أمورا لا تحتمل هذا الهزل ولابد معها من الحسم وبقوة فصانع القرار فى أى مكان لابد أن يتسم بهذا الحسم والتمسك بالرأى مهما كانت التحديات والتهديدات ولا يمكن أن ننسي أو ينسي التاريخ مواقف لعظماء دفعوا حياتهم فى سبيل موقف أو كلمة وزعماء تحملوا ما لا يطيقه البشر فى سبيل رأى أو قرار مثل الزعيم السادات الذى تحدى العالم كله بقرار زيارة القدس الكنيست ذاته وقبلها قرار الحرب وبعد كل ذلك اتفاق سلام مع إسرائيل، إذن القرار والتمسك به من شيم الزعماء العظماء وفى قطاع الاتصالات وجدنا المهندس عاطف حلمى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يتخذ قرارا هو الأصعب والأخطر فى تاريخ القطاع وهو الرخصة الموحدة أو بالأحرى منح المصرية للاتصالات الشركة الوطنية رخصة محمول رابعة «0155» بمبلغ 2500 مليون جنيه بعد حرمانها طويلا من تورتة المحمول
والآن ما هو الحل هل يلجأ جهاز الاتصالات الى تفعيل الرخصة رغم كل الخلافات وينتظر رد الفعل أم يقول: «خلاص تنزل المرة دى ويصرف النظر عن الموضوع كله ويبقى الحال كما هو علي»؟