رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المعلم حنفى

«خلاص تنزل المرة دى بس اعملى حسابك انا كلمتى متنزلش الأرض أبدا» هكذا كان يضحكنا المعلم حنفى شيخ الصيادين فى الفيلم الأشهر فى تاريخ السينما «ابن حميدو» وأتقن الفنان عبدالفتاح القصري تمثيل دور الرجل الطيب الذى يعتقد أنه الأقوى وأن كلمته متنزلش الأرض أبدا وفى كل مرة كان يجبر على الرجوع فى كلامه وتنزل كلمته سابع أرض بمجرد أن تشخط فيه الست حرمه ولكنه يواصل كبرياءه ويحاول استعادة مكانته بالقول إن المرة الجاية مش ممكن تنزل.

والحقيقة أن هذا الكاريكاتير الرائع مازال ملء السمع والبصر فى كثير من امور حياتنا  على المستوى السياسي والاقتصادى والاجتماعى ويمكن أن تقابل هذا النموذج يوميا فى كثير من مناحى الحياة ولكن هناك أمورا لا تحتمل هذا الهزل ولابد معها من الحسم وبقوة فصانع القرار فى أى مكان لابد أن يتسم بهذا الحسم والتمسك بالرأى مهما كانت التحديات والتهديدات ولا يمكن أن ننسي أو ينسي التاريخ مواقف لعظماء دفعوا حياتهم فى سبيل موقف أو كلمة وزعماء تحملوا ما لا يطيقه البشر فى سبيل رأى أو قرار مثل الزعيم السادات الذى تحدى العالم كله بقرار زيارة القدس الكنيست ذاته وقبلها قرار الحرب وبعد كل ذلك اتفاق سلام مع إسرائيل، إذن القرار والتمسك به من شيم الزعماء العظماء وفى قطاع الاتصالات وجدنا المهندس عاطف حلمى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يتخذ قرارا هو الأصعب والأخطر  فى تاريخ القطاع وهو الرخصة الموحدة أو بالأحرى منح المصرية للاتصالات الشركة الوطنية رخصة محمول رابعة «0155» بمبلغ 2500 مليون جنيه بعد حرمانها طويلا من تورتة المحمول

إما بسبب الفساد او الاهمال ولكن الرجل فوجئ بعواصف رعدية واحتمال سيول وتسونامى واتهامات بالانجياز للشركة الوطنية على حساب الشركات الاجنبية وتزعمت فودافون واتصالات الحرب ضد الوزير وسمعنا تهديد باللجوء الى التحكيم الدولى والاستقواء بانجلترا والإمارات ورغم ذلك استمر الرجل متمسكا بموقفه مع الحوار مع الجميع إلا أن الشركة الوطنية نفسها انقلبت وأصبحت تكيل الاتهامات له ايضا وتتهمه بمحاولة انشاء كيان مواز يقوم بنفس عمل الشركة فى البنية الأساسية وهو ما ينذر بفنائها وهنا استغلت شركات المحمول الموقف تماما وبحرفية تحسد عليها وتمسكت بالكيان الجديد وقالت إن هذا ينهى احتكار المصرية للبنية الاساسية وان هذا الاحتكار سبب انهيار الشبكات وتردى الخدمات وتوقف الأمر وعند هذا الحد الشركة المصرية تريد المحمول حتى لو بشبكة افتراضية وشركات المحمول تشترط انهاء ما تصفه باحتكار  الخدمات والبنية الأساسية.
والآن ما هو الحل هل يلجأ جهاز الاتصالات الى تفعيل الرخصة رغم كل الخلافات وينتظر رد الفعل أم يقول: «خلاص تنزل المرة دى ويصرف النظر عن الموضوع كله ويبقى الحال كما هو علي»؟

[email protected]