رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

يعيش الحاج أبوالفلول

الدنيا حر والجو خنقة والناس حتفطس من قلة المراوح والتكييفات والأسانسيرات والمياه المتلجة والكهربا بقت مجنونة وعندها شعرة ساعة تروح وساعة تيجى واصبحنا فى مأساة حقيقية والناس بتسأل إزاى كان حسنى مبارك ورجالته بيدوروها وكان عندنا فائض من الكهرباء وبنتحايل على المستثمرين يفتحوا مصانع

جديدة ويشغلوا الناس وينتجوا ويصدروا ويكسبوا ملايين وكنا بنسمع كل يوم عن تصدير كهرباء ولم نفكر أبدا أنه يمكن أن يأتى يوم نصبح غلابه ليس لدينا من الكهرباء ما ننور به البيوت والشوارع ناهيك عن إمكانية استثمارات جديدة ومصانع فكيف نفكر فى دعوة مستثمرين اجانب أو عرب أو حتى مصريين للاستثمار فى مصر وفتح مصانع والمعروف ان اكثر من الفى مصنع قفلوا وسرحوا عمالهم خلال الثلاث سنوات العجاف بعد ما يعرف بثورة 25 «خساير» أو «يناير» التى نجح الفلول تماما فى تصويرها على انها مؤامرة رهيبة لتقسيم مصر وتجويع شعبها بإدارة أمريكية وتمويل موزة وزوجها وابنها ملوك قطر وتنفيذ الإخوان الإرهابيين الذين لديهم استعداد لبيع الوطن والدين والنساء والأطفال من أجل الوصول الى الحكم.
والأدهى من كل ذلك أن الحاج محمد أبوالعينين وهو رجل أعمال محترم ولكنه «أبوالفلول» ولا يخفى ذلك ابدا بل يفخر به ويشيد دوما بحكم وحكمة مبارك وكيف انه رجل وطنى شريف حافظ على تراب مصر ولم يفرط أبدا فيه وقال كثيرا إن الرئيس مبارك، رجل وطنى قدم حياته فداءً للوطن، ولم يفت الحاج محمد أن يشيد بكلمة مبارك اثناء محاكمته والتى شهدها كل مصري وكل عربى وكأن مبارك رئيس بعث من جديد فكان يخطب وكأنه الرئيس فعلا.. وكانت المحطة الفضائية التى يملكها «أبوالعينين» قد انفردت بإذاعة محاكمة القرن على الهواء مباشرة ونقلت عنها كل محطات العالم هذه المحاكمة التاريخية وكانت كلمة مبارك مؤثرة جدا بالضبط مثل الكلمة التى قالها قبل موقعة الجمل بساعات قليلة حيث نجح فى كسب تعاطف الناس بشكل لا مثيل له وقد كان قاب قوسين أو أدنى ان ينال تأييد الشعب ويمنحه هذا الشعب فرصة تاريخية لمدة 7 اشهر متبقية فى فترة رئاسته كما طلب لولا أن هناك من انتبه لذلك ودبر موقعة الجمل وهى بالفعل لا يمكن ان تكون من تدبير فلول الحزب الوطنى وقد كسب رئيسهم كل هذا التعاطف والحب او كل الشفقة فليس من مصلحتهم أبدا أن يبوظوا الطبخة بالجمل وانما كان هناك من له مصلحة فى تأليب الناس على الرئيس مبارك وعلى الحزب الوطنى ونجحوا فعلا عندما

قتلوا واصابوا المئات واطلقوا الرصاص والمولوتوف والحجارة وولعوا الدنيا ونجحت الخطة فعلا واصبح الاطاحة بالرجل ونظامه حتمية.
هذا ما يؤكده مبارك ورجاله فى دفاعهم عن انفسهم امام المحاكمة وهذا ما اقتنع به الغالبية المسالمة من ابناء هذا الشعب الطيب وتناسي الناس فشل مبارك ورجاله واهمالهم الجسيم فى حقهم حيث تدهور التعليم والصحة وانتشرت الأمراض القاتلة وانتشر الفساد والمحسوبية والشللية وتحولت مصر الى دولة متخلفة حقيقة واضاع مبارك ورجاله فرصا ذهبية للانطلاق نحو التقدم والعلم والتكنولوجيا والإنتاج الضخم والتصدير واهتموا بالسياحة وتسقيع الأراضى والمشروعات الوهمية سريعة الربح ووصل الأمر فى أواخر أيام حكم مبارك الى التناحر الشديد والانقسام والضرب تحت الحزام بين الحرس القديم أو رجال الرئيس مبارك وبين الحرس الجديد او رجال جمال والهانم ووصل الأمر بينهم الى حد المؤامرات وهو ما عجل بالفعل بسقوط النظام واصابه بالهشاشة فلم يصمد ولم يكتشف عمق المؤامرة رغم وضوحها ووصول بشائرها الى تونس. المهم الآن وأيا كان حجم المؤامرة ان الخلاف اصبح رهيبا حول حقيقة ما جرى فى 25 يناير.
والحقيقة المرة انه لم يعد أحد يصدق انها ثورة شعبية بعد كل هذا التشويه وبعد كل ما كشفته الأيام عن مؤامرات الإخوان وغدرهم وبالمقارنة نجد أن الفلول حقيقة رجال محترمون جدا فعندما تم خلعهم من الحكم لم يحرقوا ولم يقتلوا ولم يسبوا احدا بألفاظ نابية يكتبوها حتى على جدران المساجد وإنما انسحبوا فى هدوء وانصرفوا الى أعمالهم, وها هو احمد عز يخرج من السجن الى مصنعه فليس لديه وقت للبكاء على اللبن المسكوب هذه أخلاق الفلول وهذه أخلاق الإخوان.
والحكم للشعب
فكرة للتأمل
انا نفسي موت نرجع دولة متخلفة


[email protected]