عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد تطهير الإعلام

* الإخوان والسلفيون تجاهلوا إدانة العمليات الجهادية في سيناء

* حكومة الوطني المنحل أنفقت 700 مليون جنيه علي الخط الحديدي الإسماعيلية - العريش وتركت القضبان للصوص

فيما كانت عناصر جهادية وحماسية تعبث بأمن سيناء والحدود المصرية بهدف توريط مصر في مواجهة مع إسرائيل، كان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يقبل رأس المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر، ورغم إدانة الأحزاب الممثلة للإخوان والسلفيين للاختراق الإسرائيلي للحدود المصرية والذي أسفر عن مقتل خمسة جنود مصريين إلا أنها لم تستنكر العمليات الانتحارية الجهادية الموجهة في الأساس ضد أمن مصر واستقرارها وليس إسرائيل. ورغم أن العدو الإسرائيلي هناك في الشرق وهو من ينبغي أن تصوب حماس صواريخها وبنادقها ناحيته. لماذا لا تنفذ حماس عملياتها داخل إسرائيل وتصر علي جر مصر إلي حرب مع إسرائيل؟

ما سر هذا الكم الهائل من الأسلحة المضبوطة ومن بينها صواريخ مضادة للطائرات وآر بي جي؟

.. مصر هي من تحدد الزمان والمكان لأية مواجهة عسكرية والأمن القومي المصري لن يكون مرهوناً بإرادة حماس أو غيرها.. مصر أكبر من أن تستدرج إلي كمين تشارك فيه إسرائيل وعناصر جهادية وحماسية.

لقد سعت إسرائيل من وراء اختراق الحدود المصرية إلي الحصول علي إجابة عن سؤال مهم وهو هل لا تزال في مصر دولة بعد الثورة؟

أعتقد أن مصر الدولة رغم حالة الارتباك ومصر الجيش.. ومصر الشعب أجابوا بجدارة عن هذا السؤال، وأكدوا لإسرائيل أن مصر قادرة علي حماية أرضها وأن اتفاقية كامب ديفيد لن تكون قيدا علي مصر وقت اللزوم وأن استمرارها مرهون باحترام إسرائيل لبنودها، ليس هناك أنسب من الظروف الحالية لإجراء الاتصالات اللازمة لبدء المفاوضات حول تعديل نصوص الاتفاقية بما يسمح بفرض السيادة المصرية علي كل شبر من سيناء حتي تتأكد إسرائيل أن غضبة الشعب المصري ليست هوجة عابرة وأن مصر الثورة لن تكون أبدا مثل مصر مبارك ولن يكون هناك سلام إلا بقدر ما تسعي إليه إسرائيل.

** لا نتحدث عن تنمية سيناء إلا في المناسبات والأحداث ولا نتذكر معاناة أهلها إلا عندما تستشعر الخطر القادم من الشرق ثم سرعان ما تخبو جذوة الحماس ويخفت الحديث.. الأمن القومي يمثل البعد الأهم في عملية التنمية لذا فإن توقف مشروعات تنمية سيناء من الكبائر التي لا يجوز غفرانها للنظام السابق وتمثل إهدارا للمال العام يستوجب المساءلة والمحاسبة.. من المسئول عن توقف العمل في إنشاء خط السكة الحديد الذي يبلغ طوله 225 كيلو مترا ويبدأ من الإسماعيلية حتي العريش ثم رفح ويقف في 13 محطة وتم إنجاز 40 كيلو مترا شرق القناة و5 آلاف طن قضبان تكلفت 700 مليون جنيه ولم تستكمل حكومة الوطني المنحل المشروع وتركت القضبان نهبا للصوص.. هذا المشروع كان سيختصر زمن تنمية سيناء وربط مناطقها ببعضها البعض وربطها بالوادي خاصة أن السكة الحديد هي أفضل وأسرع وسائل نشر التنمية والعمران.

وترعة السلام هي المشروع الثاني الذي توقف العمل فيه رغم تحويل الجزء الأكبر من المكون الأجنبي المطلوب من الصندوق الكويتي والمملكة العربية السعودية وتهدف إلي توصيل مياه النيل إلي سيناء واستصلاح 400 ألف فدان وإقامة 45 قرية زراعية علي جانبيها وتوطين مليون مواطن علي الأقل في سيناء.. ومثل هذا المشروع لو تحقق سوف يربط المواطن بالأرض ويؤدي لتغيير التركيبة السكانية علي المدي الطويل والانتقال بالمجتمع السيناوي من البداوة إلي مجتمع زراعي وصناعي، يجب علي الدكتور هشام قنديل وزير الري توضيح الموقف بالنسبة لترعة السلام، لا تنتظروا من المستثمرين ورجال الأعمال استثمار أموالهم في استثمارات طويلة المدي في سيناء نظرا لارتفاع نسبة الخطر ورأس المال جبان ومن ثم فإن الدولة هي المنوط بها قيادة حركة التنمية وإقامة المشروعات العملاقة وأسأل المشير حسين طنطاوي عن مصير مصنع الأسمنت الذي كانت القوات المسلحة تنوي إقامته. وكما علمت فإن دراسات الجدوي أكدت أن سعر الطن لن تتجاوز تكلفته 110 جنيهات واقترح إسناد تنفيذ مشروعات التنمية في سيناء إلي جهاز الخدمة

الوطنية لضمان الجدية والجودة وضبط الانفاق.

** واهم من يظن أن الإعلام المصري لم تصبه أدران الفساد في العهد البائد ولا يزال.. واهم من يتخيل أن العاملين في مجال الإعلام المصري من الملائكة الأطهار لا يرتشون ولا ينتفعون ولا ينافقون. أتذكر منذ عدة سنوات عندما نشر الأستاذ فهمي هويدي مقالا انتقد فيه حصول بعض الصحفيين علي مرتبات ورشاوي من المصالح والوزارات قامت الدنيا ولم تقعد وهوجم الرجل هجوماً شرساً بدلا من التحقيق فيما ورد بمقاله.

وهناك بعض المذيعين والمذيعات الذين كانوا يتنافسون ويتسابقون لاستضافة وزراء ومسئولي النظام السابق وكانت تربطهم صداقات ومنافع ومصالح ثم تحولوا إلي ثوار لزوم المرحلة.. هؤلاء الثوار يعملون في قنوات يمتلكها فلول الوطني.

ويوم الاثنين الماضي استضافت قناة المحور التي يملكها أحد أقطاب الحزب الوطني الدكتور علي السمان وهو من وصف الثورة في حوار سابق بأنها إنتفاضة وليست ثورة ثم يدافع عن النظام السابق ويقول إن الماضي ليس كله سيئاً ورجاله ليسوا كلهم سيئين.

أما الأبطال المناضلون الثوريون الذين يناضلون وأعينهم علي البرامج الفضائية لتحقيق الشهرة وقبض المعلوم.. أتذكر أن أستاذاً جامعياً وناشطاً سياسياً طلع في المقدر جديد وأخشي أن أفتح الحنفية حتي لا ينزل منها من كثرة القنوات الفضائية التي يجد وقتاً كافياً ليظهر علي شاشاتها هذا الأستاذ انسحب من مؤتمر الحوار الوطني برئاسة عبدالعزيز حجازي تجاوباً مع شباب الثورة احتجاجاً علي حضور بعض وزراء الوطني.

وفي مساء نفس اليوم حضر اجتماعات مجلس الأعمال المصري - الكندي الذي حضره د. علي مصيلحي وزير التضامن وطارق كامل وزير الاتصالات في حكومة الوطني المنحل ولم ينسحب أو يعترض  لحضور فلول الوطني علماً بأن معظم رجال الأعمال من المجلس المصري - الكندي من الفلول إنها الانتهازية السياسية ومذهب النفعية الذي يطبقونه بحرفية ومهارة ولا أنسي أيضاً كيف اشتكي لي أحد نواب مجلس الشعب السابق من أن إحدي القنوات لا تدفع له ألفي جنيه مثل فلان وعلان.

هؤلاء هم المناضلون الذين ركبوا الثورة مثل غيرهم وتحول الإعلام المصري بكل أسف من إعلام «الرسالة» إلي إعلام «الغواية» وآن الأوان أن نرفع شعار الشعب يريد تطهير الإعلام إذا أردنا بناء مصر الجديدة قولاً وفعلاً وحتي نكون قدوة لغيرنا ولا نكون من هؤلاء الذين ذكرهم الله«كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون» أمثال ممدوح إسماعيل ومنصور عامر وغيرهما ورغم أن مصر لا تزال في حالة ثورة.. ورغم الحديث عن منع الفلول أو عدم منعهم من ممارسة العمل السياسي إلا أن البرامج الحوارية والرمضانية تجاهلت ذلك واستفزت مشاعر الناس واستضافت قيادات الوطني المنحل الذين حدثونا عن بطولاتهم الوهمية لغسيل السمعة.