الأحاديث النبوية ومسئوليه الأزهر
أسلم رجل نصرانى من خراسان في عهد الخليفة المأمون ثم ارتد فأمر الخليفة بإحضاره الي بغداد وسأله: ماالذى أوحشك من الإسلام؟ فقال المرتد: أوحشني مارأيت من كثرة الاختلافات في دينكم. قال المأمون: إن لنا اختلافين أحدهما كالاختلاف في الآذان والتشهد وصلاة الأعياد
وتكبير التشريق واختلاف وجوه الفتيا. وليس هذا باختلاف ؤنما هو تخيير وتوسعة وتخفيف من المحنة. والاختلاف الآخر كالاختلاف في تأويل الآيه من كتابنا والحديث عن نبينا مع اجماعنا علي أصل التنزيل واتفاقنا علي عين الخبر. فإن كان الذى أوحشك هذا حتي أنكرت كتابنا فقد ينبغي أن يكون اللفظ بجميع مافي التوراه والإنجيل متفقا علي تأويله كالاتفاق علي تنزيله ولايكون بين الملتين من اليهود والنصارى اختلاف في شىء من التأويلات ولو شاء الله أن ينزل كتبه ويجعل كلام انبيائه وورثه رسله لاتحتاج الي تفسير لفعل ولكننا لم نر شيئاً من الدين والدنيا دفع إلينا علي الكفاية ولو كان الأمر كذلك لسقطت البلوى والمحنة وذهبت المسابقة والمنافسة فرجع الرجل إلي الإسلام وخرّ المأمون ساجداً. اختلف المسيحيون حول طبيعة المسيح وانقسموا إلي أرثوذكس وكاثوليك وبروتستانت ووقعت بينهم عداوات ونشبت بينهم حروب. وسبقهم اليهود حين انقسموا الي نحو أربع وعشرين فرقة بعضهم يتمسك بحرفية نصوص التوراة ويؤمنون بالبعث والجزاء بعد الموت والملاءمة بين القدر وحرية الإرادة. والبعض الآخر يرفض ذلك حتي الحرب اختلفوا بشأنها بين مؤيد ومعارض. لكنهم تخطوا هذه الخلافات وتجاوزوها بالفصل بين الدين والدوله وأصبحوا علي ماهم عليه من تقدم علمي واقتصادى وبقى المسلمون غارقين في طين الطريق ونجاسة المراحيض وعورات المرأة. نعم.. شهد الحديث النبوى فوضي عظيمة زاد من وطأتها وحدتها الخصومات السياسية والمذهبية وانتقام بعض أهل الأمم المفتوحة وخاصة الفرس من المسلمين والإساءة للإسلام بوضع الأحاديث ودليل ذلك ماقاله عبد الكريم ابن أبي العوجاء (المانوى) لقد وضعت فيكم أربعه آلاف حديث أحرم فيها وأحلل. ولم يعد غريباً أن نرى في الأحاديث المنسوبة للرسول الكريم حكماً فقهياً مصنوعاً أو حكمة فارسية أو موعظة إسرائيلية. كما كان الحديث النبوى ضحية النفاق والتملق للحكام ومن ذلك ماقاله غياث بن إبراهيم حين دخل علي الخليفة المهدى وكان يحب اللعب بالحمام فروى حديثاً: لاسبق إلا في خفّ أو حافر أو جناح فأمر له بعشرة آلاف درهم فلما قام ليخرج قال له المهدى أشهد أن قفاك قفا كذاب علي رسول الله وأردت أن تتقرب إلينا. لقد اختلف الصحابة في الحديث عن رسول الله وكثرت رواياتهم وكان أكثرهم أبو هريرة ـ 5274 حديثاً ـ والسيدة عائشة رضي الله عنها ـ 2210 أحدديث ـ وعبد الله بن عمر وأنس بن مالك ـ 5000 حديث ـ وجابر بن عبد الله وعبد الله بن عباس اكثر من 1500 أحاديث وسيدنا عمر بن الخطاب 537 حديثاً لم يصح منها إلا نحو خمسين حديثاً. وقال الإمام