رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تحية واجبة لرجال الجيش والشرطة

بينى وبين سيناء عشق موصول وممتد لاينقطع  مهما تباعدت المسافات والأيام. أسير بين جبالها وفى وديانها خاشعا كأننى فى صلاة. أشعر على أرضها بحرية المعتوق من قضبان السجن وثقل القيود. تجنح روحى كل حين الى هدوئها وفضائها فرارا من صخب القاهرة. هى أرض الأنبياء والمعجزات..

قدس الأقداس وأطهر بقاع الأرض. هناك تتدثر السماء بنقاب من ظلمة الليل تستر به وحشة الجبال.. هناك تشرق الشمس بنور ربها وتنسج الشمس خيوط  أشعتها الذهبية لتوقظ الروح من بلادتها واحباطها وتبعث الحياة فى جسد بلى فى رحلة العمر. وأغتسل فى مياهها من شواغل الفكر والبال. فى يوم السبت الماضى اصطحبت أسرتى إلى رأس سدر وفى اليوم التالى قررنا زيارة دير سانت كاترين ومررنا بمنطقتى أبو زنيمة وابو رديس وشاهدنا حفارات البترول والأمل ورأينا كيف يعمل  الرجال فى صمت. وعند نقطة شرطة وادى فيران استوقفنا أمين شرطة وسألنا بأدب جمّ عن رخص السيارتين.وعنّ لى أن أسأل سائق أوتوبيس سياحى عن الطريق الى سانت كاترين وليتنى ماسألته فقد أثار فينا الخوف والهلع حين حذرنا من ارتياد طريق وادى فيران لأنه غير آمن وينتشر به قطاع الطرق  رغم اختصاره لمسافة مائة كيلو متر وهاجم رجال الجيش والشرطة وكال لهم الانتقادات لفشلهم فى فرض سيطرتهم على هذا الطريق وحماية المسافرين، فضلا عن افتقار الطريق للخدمات بجميع أنواعها. ولمحت مجموعة من ضباط المباحث فتوجهت اليهم لعلى آت منهم بقبس من الحقيقة وبعد التعارف نصحونى بالسير فى طريق وادى فيران اختصارا للمسافة والجهد والوقت ولما استشعر عبد الرحمن المأمون مفتش المباحث ترددى ومخاوفى بعد أن قصصت عليه ماذكره السائق، أمسك بذراعى وقال بلهجة الواثق : امش من وادى فيران على ضمانتى واللى سمعته ده كان زمان لأننا نضفنا المنطقة من 200 فدان مزروعة بالمخدرات واحنا هانمشى وراك. وسرنا على بركة الله ورعاية سيارة الشرطة واحدى المدرعات لمسافة تقرب من أربعين كيلو مترا ثم حييناهم ـ حفظهم الله. استكملنا الطريق المرعب الذى يبلغ طوله نحو مائة وأربعين كيلو مترا ومع الوقت تبددت مخاوفنا، حيث يتولى رجال الجيش ـ حماهم الله ـ تأمين الطريق. وعند كل نقطة من نقاط التأمين يستوقفنا الجنود ببشاشة وابتسامة تعلو وجوههم السمراء ويؤدون واجبهم فى الاطلاع على الرخص وتفتيش السيارتين بدون استفزاز. ودلفنا الى مسجد على الطريق وأدينا صلاة الظهر وتناقشت مع شابين وثلاثة أطفال من البدو وعرفت منهم أنهم يزورون القاهرة ويقيمون بنزل الشباب بالمنيل. وبعد أن زرنا مقامى النبيين هارون وصالح فى الطريق وصلنا الى دير سانت كاترين. وأمام نقطة شرطة السياحة

استقبلنا أمين شرطة بزيه الرسمى وصوته الأجش وبلهجة آمرة طلب منا ابراز البطاقات الشخصية وظل يتفحصها ويتفرس فى وجوهنا ويسأل نجل شقيقى أنت بتشتغل ايه؟ علما أن من بيننا شقيقتى الأولى وكيلة وزارة والأخرى مدير عام بمجلس النواب ثم طلب تفتيش حقيبتين صغيرتين ( cross ) لحفظ الأغراض الشخصية والأوراق والفلوس واستفزتنى طريقة التفتيش، حيث تعمد إخراج محتويات الحقيبة، ثم أمسك بالنقود وسأل ابن شقيقى قائلا: إيه دى؟ فاعترض ابن شقيقى ويعمل محاميا وطلب منه الحقيبة وعدم استكمال الزيارة فرفض وقال له: مش هاتاخدها إلا بمزاجي! وعندئذ أبديت اعتراضى وطلبت مقابلة الضابط المسئول أو اخطار مدير الأمن فرد ساخرا: إحنا اللى بيشرف علينا وزير الداخلية ومدير الأمن مالوش سلطة علينا. وغاظنى كثيرا وصدمنى حين سأله نجل شقيقى عما إذا كان يتصرف كذلك مع السائحين فأجابه بيتبهدلوا أكتر من كده!.. ياخبر اسود كيف ترتهن وزارة الداخلية سمعتها وسمعة مصر فى يد أمين شرطة أحمق وأرعن.. المهم قام أحد زملائه بإبلاغ الرائد شريف كامل رئيس مباحث السياحة الذى حضر فى غضون دقائق وشرحت له ماحدث وقدم الرجل اعتذاره الشديد ورمق الأمين الفتوة بنظرة غاضبة ثم أمر أحد أمناء الشرطة بمرافقتنا بسيارته وفتح لنا أبواب الدير الذى كان مغلقا فى فترة الاستراحة حتى نتمكن من العودة قبل غروب الشمس وشرح لنا معالم المزار كأفضل مرشد سياحى وقدمت شكرى العميق لضابط الشرطة ورجاله. وقفلنا راجعين من طريق الرعب الذى يشبه صينية الكنافة لكثرة المنحنيات والتعرجات.. تحية الى رجال الجيش والشرطة الذين يضحون بأرواحهم من أجل أمننا وسعادتنا، حفظهم الله وحفظ مصر بهم. وأرجو من وزير الداخلية محاسبة أمين الشرطة المستهتر الذى يسىء الى جهود رجاله وتضحياتهم.