النموذج التركي.. والإسلام العملى
الغزل الأمريكى.. لحرق الإخوان قبل الانتخابات أم للتنسيق معهم؟
لماذا تجاهلت أمريكا أحزاب المعارضة؟
أمريكا تخلت عن شاه إيران بعد مظاهرات مليونية وباعت مبارك بعد ثورة يناير
< يثور="" الجدل="" حالياً="" بشأن="" الأخذ="" بالنموذج="" التركي.="" ورغم="" إعجابى="" به="" إلا="" أن="" ما="" يصلح="" في="" تركيا="" ليس="" صالحاً="" وبالضرورة="" أن="" يطبق="" في="" مصر،="" فالتجارب="" السياسية="" والاقتصادية="" تتسم="" بالخصوصية="" ولا="" توجد="" روشتة="" واحدة="" للإصلاح="" ولكل="" دولة="" ظروفها="">
وإذا كانت الديمقراطية في مصر لها أولوية مطلقة فإن الديمقراطية في تركيا تأتي في مرحلة تالية لعلمانية الدولة التي تحميها وتحرص عليها المؤسسة العسكرية التي لاتزال لاعباً أساسياً في المعادلة السياسية التركية رغم حالة الكمون التي تعيشها حالياً.. في عام 1996 كان لتركيا العلمانية أول رئيس وزراء من التيار الإسلامي هو المهندس نجم الدين أربكان الذي حصل علي الدكتوراه من ألمانيا وزعيم حزب الرفاة. وفي ذات العام انتخبت أكثر من 82 مدينة عمداً إسلاميين. ولم يدم الأمر طويلاً، فقد أجبرت المؤسسة العسكرية أربكان علي الخروج من السلطة. ولم تكن المرة الأولى التي يتدخل فيها الجيش، فقد سبق له أن قاد انقلابات في أعوام 60/61 ، 71/73 ، 80/83، وكان الانفلات الأخير بسبب فوز أربكان أيضاً ودخوله البرلمان. ورغم محاولات أربكان أن خلفيته الإسلامية الأصولية لم تكن تتناسب مع علمانية تعتبرها المؤسسة العسكرية خطاً أحمر وسبب وجودها.. لم ينسحب أربكان من حلف الناتو كما كان يهدد ولجأ إلي صندوق النقد لإنقاذ الاقتصاد التركي وعقب فوزه أعلن صداقته للولايات المتحدة وأوروبا وقال إن حزب الرفاة هو الضامن للحكم العلماني. وأشاد بالاتفاقيات المبرمة مع إسرائيل في المجالات العسكرية والاقتصادية رغم موقفه المعادي للصهيونية قبل نجاحه، مما دفع بنيامين نتنياهو إلي التصريح قائلاً: نحن اليوم في غاية السرور بحكومة السيد أربكان، وبعد حل حزب الرفاة ومحاكمة أربكان ورفاقه استوعب حزب الفضيلة الدرس وطرح رجب طيب أردوغان حلولاً عملية لتحديث تركيا والقضاء علي الفساد ولم يشأ أن يصطدم بالجيش واستطاع المواءمة بين علمانية متسلطة وأصولية متحفزة. ونجح فيما فشلت فيه أحزاب اليمين والمحافظين.. نجح أردوغان في تحقيق طفرة اقتصادية سمحت بالتوزيع العادل للثروة وعوائد النمو الاقتصادي.
الخلاصة.. أن التيار الإسلامي في تركيا استطاع أن يقدم مزيجاً جديداً للعالم يمكن تسميته بالإسلام العملي الذي يتواءم ولا يصطدم مع المتغيرات المحلية والظروف الدولية.. النموذج التركي أعطي للعالم الإسلامي ما يريده وأعطى للعالم الغربي ما يطمئنه علي مصالحه.. النموذج التركي فرضته ظروف خاصة وخصوصية إقليمية قد يصلح للاسترشاد أو الاقتباس في بعض منه ولكنه لا يصلح للتطبيق بحذافيره وحناقيره (جيده ورديئه).
< وكذلك="" ماليزيا="" التي="" ضربت="" مثالاً="" قوياً="" للتعددية="" في="" ظل="" مجتمع="" متعدد="" الأديان="" والعرقيات.="" ورغم="" مرورها="" بتجربة="" الشغب="" الذي="" قام="" به="" الماليزيون="" من="" أصل="" صيني="" إلا="" أنها="" استطاعت="" بناء="" مجتمع="" ذى="" أغلبية="" مسلمة="" يتمتع="" فيه="" غير="" المسلمين="" بالمساواة="" السياسية="" والدينية="" وتتوزع="" ثروته="" علي="" الجميع="" دون="" تفرقة..="" كان="" رأس="" الحكم="" صالحاً="" ومخلصاً="" ملكاً="" ورئيساً="" للوزراء="" فصلح="" معه="" أمر="" البلاد="" وتحولت="" على="" يد="" مهاتير="" محمد="" إلي="" واحد="" من="" أربعة="" نمور="" آسيوية="" لم="" يكن="" بحاجة="" إلى="" واجهة="" إسلامية="" للحكم="" ولكنه="" كان="" مسلماً="" قدم="" أعظم="" خدمة="" للإسلام="" بخلق="" بلد="" قوي="" يشار="" إليه="" بالبنان="" في="" اقتصاديات="" العالم="" الحديث.="" ولم="" يلجأ="" لاستيراد="" التجارب="" واقتباس="" النماذج="" وإنما="" كانت="" تجربته="" وطنية="" خالصة.="" ومن="" ثم="" فإنني="" أتعجب="" ممن="" يبحثون="" في="" مصر="" عن="" الحلول="" من="" خارجها..="" مصر="" لها="" خصوصيتها="" وظروفها="" وتملك="" الموارد="" البشرية="" في="" كل="" المجالات="" التي="" تؤهلها="" لوضع="" نظم="" سياسية="" واقتصادية="" واجتماعية="" خاصة="" بها..="" مصر="" بحاجة="" إلي="" شيئين="" فقط="" ضمير="" صاحي="" وإدارة="" جيدة.="" مصر="" تحتاج="" منا="" أن="" نسير="" بالطريقة="" التي="" تتكلم="" به="" وتتسق="" أفعالنا="" مع="">
< القرار="" الأمريكى="" تحكمه="" المصالح="" ولا="" شيء="" غير="" ذلك="" والمذهب="" النفعي="" هو="" يتحكم="" في="" علاقات="" الإدارة="" الأمريكية="" مع="" دول="" العالم،="" فهي="" تتعامل="" مع="" الأنظمة="" الديمقراطية="" وبنفس="" الحماس="" تتحالف="" مع="" الأنظمة="" الاستبدادية.="" هي="" من="" تحمي="" الطغاة="" وأحياناً="" تصنعهم="" وهي="" من="" يبذل="" المال="" لنشر="" الديمقراطية..="" كان="" سقوط="" شاه="" إيران="" أمراً="" غير="" وارد="" إذ="" ظل="" يحكم="" علي="" مدي="" ثلاثين="" عاماً.="" واقتضت="" مصالحها="" أن="" تغض="" الطرف="" عن="" الممارسات="" القمعية="" لنظام="" الشاه="" وجهاز="" الساڤاك.="" وعندما="" تصاعدت="" الاحتجاجات="" والمظاهرات="" ضد="" الشاه="" وبلغت="" ذروتها="" يوم="" الجمعة="" 8="" سبتمبر="" عام="" 1978،="" حينما="" عجزت="" قوات="" الشاه="" جيشاً="" وشرطة="" عن="">