رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يا شباب مصر.. الرسالة وصلت

ريطة بنت عمرو بن كعب امرأة حمقاء سميت بخرقاء مكة, كانت تغزل وجواريها الصوف, فإذا ما انتهين من أداء عملهن فى منتصف النهار أمرتهن بنقض وافساد ما غزلنه وإعادته

خيوطا مرة أخرى ثم يقمن بغزله فى اليوم التالى. تلك المرأة التى ضرب الله بها مثلا فى الحماقة لا هى تركت الغزل ينتفع به ولا هى كفت عن العمل. «ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها بعد قوة إنكاثا» صدق الله العظيم. هذا التصوير القرآنى الرائع ينهى المسلمين عن أن يكون حالهم كحال تلك المرأة فى إفساد العمل المفيد النافع. ومن الحماقة أن ينقسم المصريون حول ثورة يناير التى صارت معلما من معالم تاريخنا الحديث. لا يهم من اشعل شرارتها.. لا يهم من قام بها.. لا يهم من حاول سرقتها.. لا يهم من استفاد منها. تلك أمور سوف يحسمها التاريخ وتكشفها الأيام. ما يهمنا من ثورة يناير أنها خلقت واقعا جديدا. وحققت أهدافا لم نكن لنستطيع تحقيقها إلا بها. اسقطت مبارك وزبانيته ورفعت القداسة عن أى رئيس قادم, ونزعت الخوف من قلوب طالما جبنت عن مواجهة الظلم والقمع والاستبداد. وعندما استشعر الشعب أن  ثورته فى خطر ومكتسباته على شفا أن تضيع منه خرج مدافعا عنها فى 30 يونية. المواطن الذى نزل إلى ميدان التحرير فى يناير هو نفسه من نزل فى يونية لم يأت شعب آخر من بلاد الواق واق لإنقاذ مصر من حكم الإخوان. عار علينا أن نشوه ثورتنا بأيدينا وننقض غزلنا.. من العيب أن ينساق البعض وراء الفضائيات المشبوهة والمملوكة للفلول لتصفية حساباتهم مع ثورة يناير

ووصفها بالمؤامرة ونعت الثوار بالخونة. ينبغى ألا تشغلنا هذه الترهات ولا تثنى عزائمنا عن مواصلة ما بدأناه.. صنعنا الدستور على أعيننا ولدينا استحقاقات فى خريطة الطريق لم تنته بعد. لم ننتفض فى ثورتين ونسقط رئيسين من أجل زيادة الحد الأدنى للأجور ومطالب فئوية وإنما ثرنا من أجل إصلاح سياسى واقتصادى جذرى وشامل يضمن لنا عيشة نحياها بكرامة وعدالة. ابحثوا عن المستفيد من ترديد نغمة المؤامرة وتخوين الثوار. ما تحقق من ثورة يناير يستحق منا الإصرار والاستمرار. أسقطنا مبارك ومنعنا التوريث وعزلنا مرسى وإخوانه.. هذا هو المبتدأ فى حلمنا ومشوارنا فأين الخبر؟ وكيف نحققه؟. الثورة دفنت مبارك ورموز نظامه وأحكام البراءة لن تطهرهم من خطاياهم فى حق الشعب وكان أولى بهم أن يعتذروا عما ارتكبوه فى حق الشعب والوطن من فساد وافساد للحياة السياسية. يا شباب مصر.. مقاطعة الاستفتاء على الدستور أكدت أن الثورة لم تخمد جذوتها بعد وأن الثوار لم تخفت أصواتهم.. رسالتكم وصلت وانظروا إلى المستقبل واحرسوا ثورتكم حتى تنظف مصر من كل وساخات الماضى.

EMAIL:[email protected]