رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إمامنا الأكبر.. سكوتك فتنة

فى شهر ديسمبر من عام 2006 وحين كان نظام مبارك لايزال محتفظًا بقوته والأمن قادرًا على قمع المعارضين ما ظهر منهم وما بطن, وصف الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة

الأزهر ـ آنذاك ـ الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان المقبوض عليهم بتهمة الاعتداء على زملائهم بأنهم إرهابيون. وقال فى تصريحات صحفية إنه لن يسمح لأحد ان يتدخل لإنقاذهم وان هذا هو المنهج الجديد لجامعة الأزهر للحفاظ على الوسطية من القلة التى تتربص بها.وأعلن «الطيب» رئيس الجامعة انه كلف عمداء الكليات ونوابهم ورؤساء الاقسام بمراجعة الكتب الجامعية والمذكرات ومراقبة المحاضرات وأى اجتماعات أو لقاءات بين الأساتذة والطلاب وانه سيقوم بزيارات ميدانية للتأكد من مراقبة هذه اللقاءات للتصدى لأى خروج على الوسطية التى ينادى بها الأزهر. وحول عدم دستورية اختراق الأمن للحرم الجامعى قال الدكتور «الطيب» بالنص: هذا كلام ساذج وان وجود الأمن ضرورى لحماية الأرواح خصوصًا ان الطلاب يقومون بضرب زملائهم فى الجامعة ويرهبون رئيس الجامعة ـ سيادته ـ ونوابه. هذا هو رأى الدكتور أحمد الطيب عندما كان رئيسًا لجامعة الأزهر, يرتدى البدلة والكرافت.. لم يلتزم الصمت واستوحى رأيه من مسئوليات منصبه ولم يداخله الخوف ولم يخالجه الشك فى وصف الإخوان بالإرهابيين ورفض أى تدخل لانقاذهم من العقاب. وتدور الأيام دورتها ليصبح الدكتور أحمد الطيب «فضيلة الامام الأكبر» وارتدى العمامة ثم لم تلبث ان أطاحت ثورة يناير بنظام مبارك وعندما ذكرته فى حوار اجريته معه بموقفه من طلاب الإخوان قبل الثورة وموقفه من جماعة الإخوان بعد الثورة اجابنى بحدة من لا يريد الاسترسال فى هذا الأمر قائلا: الوضع مختلف. ورغم تفوق احداث العنف والتدمير التى تشهدها جامعة الأزهر حاليًا على استعراض طلاب الإخوان لقوتهم فى عام 2006 إلا أن ردة فعل الدكتور أحمد الطيب اختلفت فى الحالتين, ولم يشأ ان يصدر تصريحًا حاسمًا يشفى غليل الصدور ويهدئ من روعة القلوب وحيرة النفوس ويقول لنا من على الحق ومن على الباطل.. احنا ولا همَه؟. هل اختلف الدكتور أحمد الطيب رئيس الجامعة عن

الدكتور الطيب الامام الأكبر؟. هل اختلفت المواقع فاختلفت المواقف وتغير الزى فتبدلت الآراء؟.
يا إمامنا الأكبر الذى نلوذ به ونلجأ لحكمته فى الملمات والنوازل.. لماذا تلتزم الصمت تجاه احداث العنف اليومية فى جامعة الأزهر؟ هل تخاف انتقام الإخوان وتستشعر الحرج مثل بعض القضاة؟ وهل مثلك من يخشى فى الحق لومة لائم وخارج على جماعة المسلمين وكاره لها؟
إمامنا الأكبر.. الحق بيَّن والباطل بيَّن وصمتك يقع فى منطقة الشبهات. لماذا اتسم موقفك فى عهد مبارك بالقوة والوضوح بينما شابه الغموض بعد احداث الحرس الجمهورى؟.. بماذا تفسر موقفك بشأن فصل الشيخ القرضاوى من هيئة كبار العلماء حيث رفضت ثم امتنعت عن التصويت كما نشر؟
إمامنا الأكبر.. ألا ترى أن جامعة الأزهر تحولت إلى معمل تفريخ لتنظيم الإخوان وحضَانة لأفكارهم المتطرفة. وان هذا الكم من الطلبة المنتمين للإخوان بين جنبات جامعة الأزهر إنما هو قرينة فشل ودليل إدانة لكل من تولوا مسئولية ادارتها. وان مراجعة الكتب والمذكرات ومراقبة المحاضرات والزيارات الميدانية مجرد تصريحات لا تسمن ولا تغنى من جوع وان الوسطية لم تجد من يحميها ويدافع عنها ويقنع بها هؤلاء الشباب فى عقر دارها.
امامنا الأكبر.. لست انت من يدور مع الأيام وإنما أنت من دار مع الحق حيث دار.. الصمت رأى وموقف والسكوت ليس من ذهب احيانا.. سكوتك فتنة وقانا الله واياكم بواعثها وعواقبها.