عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

انتهي الدرس يا دكتور شرف

لا أدري لماذا استهانت الحكومة بإضراب المعلمين، ولماذا لم تتحرك منذ بدءالدعوة للإضراب، أم أنها لا تملك القدرة علي مواجهته أصلا، والحكومة معذورة لأنها استلمت ميراثا ثقيلا،

فمشكلة المعلمين من المشاكل المزمنة في مصر، والتي استفحلت بسبب حكومات الوطني الفاشلة والمتعاقبة، والتي داست علي الموظف المصري بشكل عام والمعلمين بشكل خاص وكانت تركن الي جهاز أمن الدولة لإخراس أي أصوات تطالب بحقها وقد تحمل الناس الظلم بيأس وقنوط خوفا من المرمطة في دهاليز أمن الدولة واضطر المعلمون الي الاتجاه للدروس الخصوصية لتوفير لقمة العيش، لأن مرتباتهم ملاليم لاتكفي لسداد فواتير المياه والكهرباء أو توفير العيش الحاف، والحقيقة أن عهد مبارك كان أسوأ عهود التعليم في مصر وتكونت خلاله مافيا للفساد والإفساد في مديريات التعليم، وأصبح التعليم في المدارس الحكومية مجانيا بالاسم فقط، أما في الواقع فهو باهظ التكاليف وظهرت بدع تعليمية مثل التجريبية والمستقبل وغيرها لزيادة عبء المصاريف علي أولياء الأمور، إضافة الي أسعار الدروس الخصوصية التي أصبحت نارا ويتم حجزها قبل بدء العام الدراسي، وإلا فلن تجد المدرس الكفء، وتفاقمت الظاهرة حتي رأينا أغلب التلاميذ يأخذون دروسا خصوصية في جميع المواد.. وهكذا التهم التعليم ميزانية البيت المصري وصار الشعب هو الذي يصرف علي المعلمين ويوفر احتياجاتهم بدلا من الحكومة أي أن الحكومة اعتمدت علي إفقار الناس بدلا من أن ترفع ميزانية التعليم وتحسن أوضاع المدرسين وبالفعل سقطت ملايين الأسر تحت خط الفقر وأصبح تعليم أبنائها رفاهية.. وازداد التسرب من المدارس ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية رفض العديدون الأسعار التي يفرضها المدرسون.. ولم يعد دخل الدروس الخصوصية كافيا فمن يفض هذا الاشتباك، الحكومة لا تستطيع توفير موارد مالية لرفع مرتبات المعلمين، وترفض تعيين المؤقتين منهم لنفس السبب، والمعلم حديث التخرج ممكن

أن يرضي بالشقاء عام.. اتنين.. تلاتة علي أساس أنه لا توجد بدائل أمامه، ولكن بعد ذلك يحتاج الي حد أدني يضمن عدم تضوره جوعا،ويوفر ثمن الميكروباص الذي سيحمله الي المدرسة.. وأولياء الأمور لن يسكتوا علي مهزلة ضياع مستقبل أبنائهم بسبب آثام الحكام سواء سابقين أولاحقين، وأعتقد أن الأزمة من أصعب الأزمة التي تواجه حكومة الدكتورشرف، وتهدد بالإطاحة بها، وعليه أن يتخذ قراره بسرعة إما الرحيل، أو مواجهة الأزمة وحلها والحل لن يتأتي إلا في إطار سياسات جذرية تتعلق بالعدالة الاجتماعية لتوفير الاعتمادات اللازمة وأول هذه الإجراءات هي وضع حد أقصي للأجور.. أو لما يتقاضاه كبار المحظوظين في الدولة أصحاب الدخول ذات الستة أصغار سنويا، رغم أن هؤلاء ليس من بينهم من اخترع الذرة أو حتي «الويندوز»، وهنا سيواجه الدكتور شرف حربا أعنف وأشد عندما يتكالب عليه الكبار في الدولة بمختلف تخصصاتهم خاصة أن بعضهم «إيده تقيلة حبتين» ولن يرضي هؤلاء بالاقتراب من أسلوب حياتهم الذي تعودوا عليه وهو «عيشة الملوك» وأنا أضمن للدكتور شرف إذانجح في هذا الاختبار أن يتحول الي بطل قومي من الأبطال التاريخيين فقد انتهي فعلا الدرس ولم يبق إلا الامتحان.