انتهي الدرس يا دكتور شرف
لا أدري لماذا استهانت الحكومة بإضراب المعلمين، ولماذا لم تتحرك منذ بدءالدعوة للإضراب، أم أنها لا تملك القدرة علي مواجهته أصلا، والحكومة معذورة لأنها استلمت ميراثا ثقيلا،
فمشكلة المعلمين من المشاكل المزمنة في مصر، والتي استفحلت بسبب حكومات الوطني الفاشلة والمتعاقبة، والتي داست علي الموظف المصري بشكل عام والمعلمين بشكل خاص وكانت تركن الي جهاز أمن الدولة لإخراس أي أصوات تطالب بحقها وقد تحمل الناس الظلم بيأس وقنوط خوفا من المرمطة في دهاليز أمن الدولة واضطر المعلمون الي الاتجاه للدروس الخصوصية لتوفير لقمة العيش، لأن مرتباتهم ملاليم لاتكفي لسداد فواتير المياه والكهرباء أو توفير العيش الحاف، والحقيقة أن عهد مبارك كان أسوأ عهود التعليم في مصر وتكونت خلاله مافيا للفساد والإفساد في مديريات التعليم، وأصبح التعليم في المدارس الحكومية مجانيا بالاسم فقط، أما في الواقع فهو باهظ التكاليف وظهرت بدع تعليمية مثل التجريبية والمستقبل وغيرها لزيادة عبء المصاريف علي أولياء الأمور، إضافة الي أسعار الدروس الخصوصية التي أصبحت نارا ويتم حجزها قبل بدء العام الدراسي، وإلا فلن تجد المدرس الكفء، وتفاقمت الظاهرة حتي رأينا أغلب التلاميذ يأخذون دروسا خصوصية في جميع المواد.. وهكذا التهم التعليم ميزانية البيت المصري وصار الشعب هو الذي يصرف علي المعلمين ويوفر احتياجاتهم بدلا من الحكومة أي أن الحكومة اعتمدت علي إفقار الناس بدلا من أن ترفع ميزانية التعليم وتحسن أوضاع المدرسين وبالفعل سقطت ملايين الأسر تحت خط الفقر وأصبح تعليم أبنائها رفاهية.. وازداد التسرب من المدارس ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية رفض العديدون الأسعار التي يفرضها المدرسون.. ولم يعد دخل الدروس الخصوصية كافيا فمن يفض هذا الاشتباك، الحكومة لا تستطيع توفير موارد مالية لرفع مرتبات المعلمين، وترفض تعيين المؤقتين منهم لنفس السبب، والمعلم حديث التخرج ممكن